البالغون اصحاب أكثر المشاكل تكلفة يمكن التعرف عليهم مبكراً في مرحلة ما فبل المدرسة
الدراسة وجدت ان مبدأ ٢٠/٨٠ ينطبق على التكاليف الاجتماعية
١٢ ديسمبر ٢٠١٦
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
Adults With the Most Costly Problems Could Be Spotted in Preschool
Study finds the “80/20 Rule” applies to social costs
مقدمة المترجم
يبدو ان هذه الدراسة هي من نوع الدراسات التي تركز على الملاحظة ( observation ) وليست من نوع الدراسات التي تركز على تحديد السبب ( causation) كما يقولون . ولذا، اذا كان من يكلف المجتمع يمكن التعرف عليه من مرحلة الطفولة فهل هذا يعني ان الطفل مجبول على هذه السمات؟ وإذا كان كذلك هل يرجع هذا الى عامل وراثي او تربوي ( نحن نتكلم على عينات الدراسة التي شملت اطفالاً في عمر ٣ سنوات )؟ وإذا كان العمل تربوياً ، فما مقدار ما يستوعبه الطفل تربوياً في الثلاث سنوات الاولى من عمره؟
--- النص--
تحليل مفصل لحياة ما يقرب من ألف شخص من الولادة وحتى سن ٣٨ سنة كشف أن جزءا صغيرا من المجموعة تمثل حصة الأسد من التكاليف الاجتماعية كالجريمة والاعتماد على الرعاية الاجتماعية واحتياجات الرعاية الصحية كبالغين.
وجد ان ٢٠٪ من العينة التي جرت دراستها مثلت ٨١ في المئة من الإدانات الجنائية و ٧٧ في المئة من تربية الأطفال الأيتام. وهذه ال ٢٠٪ من المجموعة تستهلك ايضاً ثلاثة أرباع وصفات الدواء وثلثي استحقاقات الرعاية وأكثر من نصف ليالي المستشفى ويدخنون السجائر.
ووجد الباحثون انهم قد يتمكنون من التنبؤ بأي بالغ يمكن أن يسبب هذه التكاليف حتى في عمر ٣ سنوات بناء على تقييم "صحة الدماغ"، مانحين الأمل في أن التدخل المبكر يمكن ان يجنبهم بعض هذه التكاليف الاجتماعية.
تحليل البيانات المتراكمة من الدراسة الطويلة الامد لمجموعة من الناس الذين ولدوا في نفس السنة في مدينة دوندين في نيوزلاندا من قبل باحثين في جامعة ديوك، وجامعة كينجز كوليدج لندن وجامعة أوتاجو في نيوزيلندا، من السجلات الصحية الإلكترونية و قواعد البيانات الحكومية بما فيها الحالة الصحية والاجتماعية والعدالة الجنائية.
أراد فريق الأبحاث اختبار "مبدأ باريتو ،" وهو ما يسمى أيضا بقاعدة "٨٠-٢٠ ." لاحظ المهندس الإيطالي وعالم الاجتماع باريتو قبل قرن من الزمان ان ٨٠ في المئة من الثروة يتحكم فيها ما نسبته ٢٠ في المئة من المجتمع. وبعد ذلك وجد ان هذا المبدأ يصلح كقاعدة مفيدة عند تطبيقه على ظواهر في علوم الكمبيوتر والبيولوجيا والفيزياء والاقتصاد وغيرها من المجالات.
الصورة الإحصائية المركبة التي استحدثها الباحثون لهذه المجموعة من العينة تظهر أن ٢٠ في المئة من المشاركين في الدراسة والذين هم الأكثر تكلفة اجتماعياً هم أيضا ممن يحملون ٤٠ في المئة من وزن البدناء وأنهم ممن قدم ٣٦ في المئة من مطالبات التأمين على إصاباتهم الشخصية.
" وتتركز معظم النفقات من المشاكل الاجتماعية في شريحة صغيرة من السكان" كما قال أفشالوم كاسبي، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب والطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ديوك. "وبغض النظر عن اي جزء من الصحة و النظام الاجتماعي أو القضائي تنظرون اليه ، نجد تركيزاً. وأن التركيز يقارب ما توقعه باريتو منذ أكثر من ١٠٠ سنة. لقد أطلقنا على هذه المجموعة "كثيرة الاحتياجات / عالية التكاليف".
ويدرك الباحثون أنه من الصعوبة بمكان ان يكرروا مبدأ باريتو في التكاليف الاجتماعية بدون هذه الدراسة الطويلة المدى والنادرة والسجلات العامة الجيدة جدا.
"رقمنة حياة الناس تسمح لنا بتحديد كم يكلف الشخص المجتمع بالضبط ومن من الناس يستخدم الخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية المختلفة و المكلفة والمتعددة "، كما قالت تير موفيت.
المعلومات الأساسية التي يمتلكها الباحثون كانت بيانات غنية عن مجموعة الدراسة في مرحلة الطفولة المبكرة.
في عمر ٣ سنوات كان كل طفل في الدراسة قد أخذ فحصاً مدته ٤٥ دقيقة وشمل اختبار العلامات العصبية بما في ذلك الذكاء واللغة والمهارات الحركية، ومن ثم قام الباحثون أيضا بتقييم الأطفال عن عوامل الإحباط والتسامح، والأرق والاندفاع. وهذا أسفر عن مؤشر ملخص سماه الباحثون "صحة الدماغ."
وفي أحدث دراسة، الدرجات المنخفضة لمؤشر صحة الدماغ في سن ال ٣ سنوات وُجد انها تتنبأ بالرعاية الصحية العالية التكاليف اجتماعياً كشخص بالغ
المعلمون قد يكونون قادرين على القيام بنفس الشيء لهؤلاء الأطفال الصغار الذين هم في خطر ارتفاع التكاليف الاجتماعية. "، وهذه كلها سمات يمكن السيطرة عليها وتحسينها بالتدخلات المناسبة، لذلك التعرف عليها في الأطفال الصغار يعتبر هدية"، كما قالت الباحثة . جميع أفراد المجتمع سيستفيد.
كاسبي وموفيت أكدا على أن هذه القدرة على التحديد والتنبؤ بمسار حياة شخص من طفولته ينبغي أن تكون دعوة للتدخل، لا للتمييز.
"في أي وقت تقوم بتحديد شريحة من السكان، الشيء التالي الذي يقوم به الناس هو الوصم" كما حذرت موفيت.، وقالت موفيت - قدرتك على التنبؤ بمن سيعاني من الأطفال هو فرصة للتدخل في حياته في وقت مبكر جدا لمحاولة تغيير مساراته. "هذه الدراسة تعطي صورة واضحة جدا عما يحدث لو لم تتدخل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق