الثلاثاء، 10 يناير 2017

هل دماغ الأنثى يختلف عن دماغ الذكر؟

هل دماغ الأنثى يختلف عن دماغ الذكر؟ 


٦ يوليو ٢٠١٦


ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي

Are Male and Female Brains Different?

By Lisa Collier Cool
6 July 2016
المقالة رقم ١٦ لسنة ٢٠١٧

بالطبع ليس هناك جواب بسيط لهذا السؤال. 
في حين أن بعض ميزات الدماغ هي أكثر شيوعا في احد الجنسين  من الآخر، وبعضها موجود عادة في كلا الجنسين، فمعظم الناس لديهم خليط منه  بشكل فريد.
 وجدت الأبحاث بعض الاختلافات الرئيسية التي يمكن أن تفسر السبب الذي يجعلنا نتوقع من ان الذكور والإناث يفكرون ويتصرفون بطرق مميزة.
ولكن حتى لو كان الدماغ المادي لا يتغير، فطريقة  عمله يمكن ان تتغير.

معظم الادمغة  ذكورية وأنثوية 
دراسة    ٢٠١٥ في جامعة تل أبيب استخدمت نهجا مثيراً للاهتمام  ودقيقاً جدا لمقارنة بنية أدمغة الذكور والإناث. ونظر الباحثون في تصاوير الرنين المغناطيسي  لأكثر من ١٤٠٠ شخص.
و قاسوا اولاً حجم وموقع  المادة الرمادية (التي تسمى أحيانا "مادة التفكير") في ١١٦ جزء من الدماغ لمعرفة اي منها يوجد فيه أكبر فرقاً  بين الجنسين. وبعدها وضع الفريق على هذه المناطق علامة على كل صورة  إما انها تقع  في منطقة  الطرف الأنثوي "او منطقة "الطرف  الذكوري"، أو في مكان ما في الوسط ( بين الحنسين).
واتضح أنه ربما ٦ في كل ١٠٠ من الادمغة التي درسوها  كانت من جنس واحد على الدوام . وكان العديد من الآخرين مرقعين  من مزايا ذكورية  وأنثوية  والتي تختلف بشكل واسع من شخص لآخر.
للتحقق من النتائج التي توصلوا إليها، استخدم الفريق أساليب مماثلة لتحليل السمات الشخصية وسلوك  لأكثر من ٥٥٠٠ شخص . في حين ان بعض الأنشطة هي أكثر شيوعا في النساء (بما في ذلك تنظيم الصور في ألبومات ، والتحدث على الهاتف ولاتصال مع الام) والاخرى  في الرجال (كرياضة الغولف، وألعاب الفيديو القمار)، ٩٨٪ من الذين خضعوا للدراسة لم يتضح في اي اي من الجنسين هم .
وبشكل عام، تشير النتائج إلى أن "الادمغة البشرية لا تنتمي إلى اي  من الفئتين المتميزتين."

خرائط الطريق للدماغ    "تكشف عن الاختلافات
في حين أن بحوث التصوير بالرنين المغناطيسي تركز أساسا على هيكل الدماغ ، ففد قام عالم آخر  باستكشاف ممرات الأعصاب الواصلة  بينها، كنظام الطرق السريعة لحركة المرور في الدماغ.
ونحن نعرف أن الهرمونات تؤثر على نمو الدماغ في الرحم، ولكن قبل سن ١٣ تبدو الدوائر الدماغية للفتيان  والفتيات  انها متشابة. وخلال فترة البلوغ، قد يكون للهرمونات  تأثير قوي يساهم في إعادة تشكيل دماغ المراهق.
"دراساتنا وجدت اختلافات كبيرة في دوائر الدماغ بين الرجال والنساء، حتى لو كانوا  يعملون الشيء نفسه: بالضبط كشخصين مسافرين  من فيلادلفيا إلى نيويورك سالكين طريقين مختلفين ولكنهما سيصلان الى نفس المكان  في النهاية ، " كما قالت الدكتور راجيني فيرما، الأستاذة المشاركة في جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا.
وقد بدا فريقها في فحص ما يقرب من ٢٠٠٠ من الأشخاص الأصحاء، بما في ذلك الأطفال والمراهقين والشباب البالغين الذين اخذوا   اختبارات  مهارات عقلية مختلفة. اختلافات في "خرائط الطريق للدماغ" (والمعروفة علميا باسم كونتكوم "connectome") يمكن أن تفسر لماذا تتفوق الذكور على الإناث في اختبارات معينة من المهارات العقلية، في حين تكون لدى الإناث  ميزة في الاختبارات الآخرى.
ما هو الافضل؟
المرأة لديها من  الروابط  أكثر  في اليسار واليمين عبر  نصفي الدماغ. وهذا يمكن أن يعطيهن ميزة في تجميع المعلومات من مصادر مختلفة، واستخلاص النتائج. النصف الأيسر من الدماغ  يتعامل مع التفكير المنطقي، ويرتبط الأيمن  ب الحدس.
أدمغة الرجال لديها روابط أكثر من  الأمام إلى الخلف، والتي قد ترفع  من ادراكهم. ويمكن أن يكونوا  أكثر انسجاما مع ما يجري من حولهم حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات اللازمة. الرجال لديهم روابط  أقوى بين مناطق الدماغ للمهارات الحركية و المكانية. وهذا يعني ان الذكور  أفضل في المهام التي تحتاج إلى التنسيق بين اليد والعين ومعرفة أماكن  الاشياء في الفضاء ، كرمي الكرة أو دق مسمار.
في المتوسط، أدمغة الذكور أكبر بحوالي ١٠٪ من أدمغة الإناث. "ومع ذلك، "الأكبر" هنا لا يعني انهم أكثر ذكاء"، كما يقول الدكتور دانيال آمين، المؤلف اكتاب Unleash the Power of the Female Brain. والذي  بحث  أكثر من ٤٥ ألف صورة  دماغ. واضاف "لم يتم العثور على اي  اختلاف بين الرجال والنساء في معامل  الذكاء، بغض النظر عن حجم الدماغ."
أظهرت صور الرنين المغناطيسي ان  أكبر الفجوات بين الجنسين كانت  كمية  المادة الرمادية التي تملكها المرأة  في الحصين، وهو الهيكل الذي يلعب دورا في الذاكرة، والمذنب الأيسر، والتي يعتقد أنه يتحكم في مهارات التواصل عندنا. وجدت فيرما أن في أدمغة الإناث المزيد من الأسلاك في مناطق مرتبطة بالذاكرة والإدراك الاجتماعي. لذلك ليس من المستغرب أن   المرأة تميل إلى أن تكون أكثر قدرة على فهم كيف يشعر الناس الآخرون   وتعرف الطريقة الصحيحة للتجاوب   مع الحالات  الاجتماعية؟
ليس فقط يمكن أن تغير النتائج الأخيرة كيف يدرس العلماء الدماغ، ولكن هذا البحث يمكن أن يكون له أيضا فوائد صحية مهمة، مثل ايجاد علاج أفضل للاضطرابات التي تؤثر على احد الجنسين  أكثر من  الجنس الآخر.
الأنماط ليست قواعد
في حين أن هذه الأفكار هي مثيرة للاهتمام، فيرما تؤكد أنها لا تنطبق بالضرورة على الجميع. "دراساتنا قارنت  أداء الذكور والإناث، وعلى مهام معينة"، في المتوسط  كما تقول.
وتدعم  دراسة تل أبيب هذه فكرة أن الفروق بين الجنسين في الدماغ قد يعتمد على الأسرة والثقافة التي نشأت فيها  وما حدث لك، أيضا.
عندما يعالج الدماغ الإشارات نفسها مرارا وتكرارا، فهذه الشبكات تقوى، كتمرين العضلات. لذلك حتى لو بدأت أدمغة الذكور والإناث متماثلة ، فإنها قد تصبح مختلفة مع مرور الوقت لان  الأولاد والبنات يعاملون بشكل مختلف بتوقعات مختلفة.
يمكن أن تتكيف الأدمغة . مثلاً عندما يفقد شخص ما بصره، فسيقوى  سمعه. انه  يستخدم جزء ال"رؤية"  في الدماغ  لمعالجة الأصوات  .
"الأفراد من كلا الجنسين يمكن أن يكون لهم اختلافات كبيرة في قدراتهم" تقول فيرما. "على سبيل المثال، لدي ثلاث شهادات في  الرياضيات ولكن ليس هناك ميلاً معيناً  ."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق