الأربعاء، 15 فبراير 2017

الكشف عن الأسرار الأكثر عمقاً لتمام حليب الأم الطبيعي

 


١٧ يناير ٢٠١٧


ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 


Uncovering the deeper secrets of every mother’s breast milk

January 17, 2017 


المقالة رقم ٧٢ لسنة ٢٠١٧ 


التحقق من مكونات  و تركيبة حليب الأم جزء هام من فهم كيف تبني  المواليد الجدد  أنظمة مناعتهم  وتدرأ المرض في وقت لاحق في الحياة.
في البداية كان يعتقد أن حليب الأم لا يحتوي على البكتيريا إلا عندما تكون  الأم مصابة بإلتهاب. ولكن الدراسات الحديثة أظهرت أن حليب الثدي فيه الملايين من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات والفطريات) التي تعتبر بالغة الأهمية لمنع الأطفال من الاصابة  بالأمراض والالتهابات الحادة الأخرى في وقت لاحق في الحياة. وتشمل هذه التهابات الأذن والتهاب السحايا والتهاب المسالك البولية والربو والسكري من النوع ١ و السمنة.  و لتطوير أجهزتهم المناعية يحتاج الأطفال الى عدد  كبير مثالي  من  البكتيريا في امعائهم.

اظهرت الابحاث السابقة  أن المكونات البكتيرية  في حليب الثدي فريدة من نوعها لكل أم - مثل البصمة. عدة عوامل تؤثر على تكوين المجموعة  البكتيرية هذه . وتشمل   النظام الغذائي للأم والصحة العامة (الإجهاد، على سبيل المثال، له الأثر الكبير)، وعمرها  في الوقت الذي يصبح  لديها طفل،  وموقعها الجغرافي، وطريقة الولادة  وكذلك  استخدامها للمضادات الحيوية أو البروبيوتيك.
شرعنا في التعمق من خلال النظر في تكوين البكتيريا في لبن الأم في أقطار  مختلفة - كالصين وجنوب افريقيا واسبانيا وفنلندا. كان هدفنا هو التعرف على أثر أربعة مواقع جغرافية مختلفة: آسيا وأفريقيا، وشمال وجنوب أوروبا على تركيبة حليب الثدي. ركزنا على المايكروبايوم  - الكائنات الحية الدقيقة في بيئة معينة - وكذلك عن مكونات  الأحماض الدهنية في  حليب الأم. كما بحثنا أيضا  تأثير طريقة الولادة  على حليب الثدي.
وجدنا أن مجموعة البكتيريا في حليب الثدي  للنساء اللاتي درسناها  تباينت بين البلدان. هذه. كما اقترحت دراسات أخرى، قد يكون راجعا إلى ما تناولته النساء من الغذاء.
نحن أيضا أكدنا النتائج السابقة للدراسات التي أجريت في فنلندا واسبانيا على  أن هناك صلة بين طريقة الولادة ومايكروبايوم الحليب . لكننا وجدنا أن التأثير اختلف تبعا للبلد المعني.
وبدورها، انتقلت  هذه المجموعات البكتيرية المختلفة الى الأطفال عن طريق حليب الثدي.
النتائج التي توصلنا إليها اضافت إلى مجموعة  المعارف المتنامية عن حليب الثدي، ويفتح الباب لفهم أكثر تفصيلا عن  تركيبته البكتيرية. هذا أمر مهم لأنه قد يمكن من التعرف على  فوائد إضافية  للرضاعة الطبيعية والتي بدورها يمكن أن تسند  الجهود الرامية إلى زيادة عدد النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية. 
توصي هيئات الصحة العالمية بشدة بإرضاع   الأطفال بالرضاعة الطبيعية حصرا حتى ستة أشهر من العمر. وذلك بناء على نتائج الأبحاث التي أظهرت أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل للأطفال الرضع.
ولكن  لا يتم الا إرضاع  ٣٨٪ فقط من جميع الأطفال في العالم  لنصف العام بالرضاعة الطبيعية. درس تأثير الرضاعة الطبيعية على صحة الاطفال  بشكل واسع. على سبيل المثال تظهر الأبحاث أنه في البلدان النامية الأطفال الذين لا يرضعون رضاعة طبيعية  هم  14.4 مرة أكثر عرضة للوفاة في الأشهر الأولى من العمر من أمراض كالإسهال والالتهاب الرئوي من الأطفال الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية.
زراعة البكتيريا 
تبدأ البكتيريا بالانتقال  من الأم إلى الجنين في الرحم. يستمر هذا الوضع خلال عملية الولادة الفعلية ومن ثم بعد الولادة عن طريق حليب الثدي عندما يتم انتقال الملايين من الميكروبات الى أمعاء الطفل كل يوم.
هذا أمر مهم لأن بكتيريا حليب الأم تلعب العديد من الأدوار في أمعاء الطفل.  وهي كالآتي:
🔸تحد  من حدوث وشدة الالتهاب.
🔸 تحسن وظيفة حاجز الأمعاء عن طريق زيادة كمية  المخاط الذي يعمل كدرع.
🔸"تدرس" جهاز المناعة، حيث تبين لها البكتيريا الجيدة من الضارة.
🔸 تنتج المواد المضادة للالتهابات والتي تحافظ على الأمعاء حية ومزدهرة. و
🔸تخرق الطاقة، وتحدد كمية الدهون الذي  يقوم  الطفل بتخزين وتفتيت السكريات والبروتينات.

الاختلافات
أكدت دراستنا  الابحاث  السابقة أن المكونات البكتيرية  لحليب الأم يتأثر بعدد من العوامل. وتشمل  الآتي:

🔸طريقة ولادة الطفل،

🔸النظام الغذائي للأم والصحة،

🔸البيئة و

🔸الموقع الجغرافي.

عندما يتعلق الأمر بطريقة ولادة الطفل وجدنا أن ذلك كان له تأثير على مايكربيوم  حليب الأم. ولكن هذا يختلف بين الدول.
سابقا فقد أشير الى  أن الهرمونات التي تفرز  أثناء   المخاض  يمكن أن يؤثر على المجموعة البكتيرية في حليب الثدي. ولو كانت الولادة القيصرية  هي الطريقةً المختارة  للولادة - وهي  عندما تخضع  الأم لعملية قيصرية قبل  إلى المخاض  -   هرمونات المخاض هذه لا تفرز  وبالتالي لا يلاحظ اي تغيير في  المجموعة البكتيرية لحليب الثدي.
أكدت الأبحاث نتائجنا السابقة أن الصحة العامة  للأم هي أيضا في غاية الأهمية. على سبيل المثال، اتباع نظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حتى قبل أن تصبح حاملاً.

في دراستنا، اختلفت الوجبات الغذائية. على سبيل المثال في فنلندا،  النظام الغذائي غني بزيت الأسماك  والتي هي عالية في أحماض أوميغا 3 الدهنية. يستخدم الإسبانيون زيت الزيتون ، في حين  يستخدم  الفنلنديون زيت الكانولا  والجنوب أفريقيون  يستخدمون  زيت عباد الشمس. هذه الاختلافات لها تأثير هام على المايكربيوم.
ماذا بعد؟
هناك حاجة الى  زيادة وتيرة   الرضاعة الطبيعية  لتحقيق أهداف النمو  المستدام ى للحد من موت  الأطفال الرضع.
أبحاثنا على المايكربيوم لحليب الثدي ودوره الأساسي المتمثل في صحة الرضع هو محاولة لتحسين صحة الأطفال من خلال توفير معلومات إضافية عن هذه البكتيريا. مقدمو الرعاية الصحية الأولية والممرضات والقابلات والأزواج  والأمهات بحاجة جميعا إلى أن يكونوا مجهزين   بأكبر قدر من المعلومات الممكنة حول السمات الإيجابية  للرضاعة الطبيعية ومشاركة فوائدها الطويلة المدى  مع الأمهات ، والممارسة تبدأ على الفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق