٩ فبراير ٢٠١٧
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
Trending Science: In an age of political anger, the science behind human prejudice
9/2/2017
المقالة رقم ٧١ لسنة ٢٠١٧
سُلط الضوء بشكل صارخ على الاستقطاب السياسي المتزايد في الديمقراطيات الغربية في عام ٢٠١٦ مع التصويت في المملكة المتحدة ل بركيسيت Brexit وانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة. وهذا الاستقطاب من المرجح أن يستمر كعامل رئيسي مجتمعي بدخول ٢٠١٧، وبالتالي، المزيد من الاهتمام يتم توجيهه الى الحاجة إلى فهم الأسباب العلمية والنفسية التي تدفع بالإنسان إلى التعرف على الأعداء على أساس العرق أو المعتقدات السياسية وغيرها من التهديدات المتصورة.
يمكن للمرء بسهولة ان يرجعه الى سبب التطور الأساسي للإنسان -يميل الناس إلى تفضيل "نوعهم" ويشككون في الآخرين الذين يظهرون، ويتصرفون ، أو يبدون مختلفين عما تعودنا عليه في محيطنا الاجتماعي اليومي. يسميها علماء النفس "نظرية الهوية الاجتماعية". في الواقع، اثنان من الدوافع الانسانية الاكثر بساطة هي ضرورة الانتماء إلى مجموعة والتنافس مع آخرين..
جوهرياً ، لدينا ميل فطري إلى الإفراط في إعطاء أولئك الذين هم مثلنا اكثر من قيمتهم، واعطاء أولئك الذين ليسوا كذلك اقل من قيمتهم. والتي طُورت في الأصل كضمان للبقاء على قيد الحياة . ويمكن أن يفسر هذا جزئيا لماذا يجد الكثير من الناس أنه من الصعب جدا أن يقبل ويتفق مع أصدقائهم وأقاربهم ويصوتون بطريقة مختلفة لأنفسهم، وهذا يفرض علينا أن ندرك أن اولائك الذين نعتبرهم الأقرب لنا والأكثر شبهاً بنا، في الواقع لديهم معتقدات تتعارض جذرياٌ مع معتقداتنا.
المنطقة من الدماغ التي تقوم بإثارة الخوف والقلق وغيرها من المشاعر السلبية هي اللوزة ولها دور هام لاجبار لبشر على البقاء مع نوعهم. اللوزة هي بالتالي قادرة على تصنيف الفرد في غضون جزء من الثانية، ويطور الدماغ ميلاً إلى تصنيف الشيء على انه خطير في حين انه في واقع الأمر حميد.
وكان العرق واحدا. من المناهج الرئيسية للبحث لعلماء النفس وعلماء الأعصاب في محاولة لفهم أفضل لأسباب التعصب البشري. واحدة من الدراسات التي اجريت في عام ٢٠٠٧ وقادتها جامعة جنوب كاليفورنيا ركزت على العرق وأبرزت كيف يتم تنشيط اللوزة عندما عرض على المشاركين البيض وجوه ناس بدرجات مختلفة من لون البشرة. وعندما نظر المشاركون الى وجوه من اللون الأسود ، أدى ذلك الى تزايد نشاط اللوزة مما كانت عليه عندما رأوا وجوهاً بيضاء. نشاط اللوزة كان متساوٍ للوجوه الفاتحة اللون و السوداء ، ولكن كانت لوزة الناس البيض من ذوي البشرة الداكنة أكثر نشاطاً من اولائك من ذوي الجلد الأفتح . وخلص الباحثون إلى أن ملامح السمة الافريقيه ادت الى استجابة خوف لاواعية عند المشاركين البيض.
دراسة أخرى من جامعة تورنتو عرضت المشاركين البيض لصور وجوه سوداء وبيضاء، وبامت لقياس نشاط منطقتين في الدماغ متميزتين،: اللوزة والقشرة قبل الجبهية. في حين أن اللوزة تثير المشاعر السريعة، فإن قشرة قبل الجبهِية تسمح لنا بالتفكير،-وضبط النفس، وإصدار الأحكام العقلانية. وأظهرت الدراسة أنه عندما عرضت الصور لفقط ٣٪ من الثانية (فترة زمنية قصيرة جداً تسبق الوعي)، ارتفع نشاط اللوزة الى الاعلى في الأشخاص الذين لديهم أعلى الدرجات على مقياس العنصرية الضمني. (لم يعرفوا أنه يجري اختبار عنصريتهم.)
ومع ذلك، عندما تُركت الوجوه معروضة على الشاشة لمدة نصف ثانية، فقد انخفضت استجابة اللوزة إلى حد كبير، بينما زادت استجابة الفص ما قبل الجبهي بشكل كبير ، وكلما سجل المزيد من النشاط في قشرة الفص ما قبل الجبهي، كلما زاد الانخفاض في استجابة اللوزة. و في الأساس ، فإن هذه الدراسة، ومثيلاتها السابقة الأخرى ، قد أظهرت أن ردود فعل الخوف للوزة يمكن أن تفسح المجال لتفكير الناس الواعي في كل من مواقفهم واستحقاقات الناس الآخرين من منظورهم.
هذا هي اخبار سارة لأننا الان أكثر عرضة للناس من مختلف الخلفيات والأعراق والمذاهب السياسية من اي وقت مضى ، وذلك بفضل التغطية التلفزيونية المستمرة والترسيخ المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية.
ربما الآن، في عالم الغضب السياسي الجديد الغامض ، فإنه لا بد لنا أن نقر بالمخاطر - والتصرف وفقا - لتلك الغريزة الإنسانية الأساسية، التي اصطنعت خلال آلاف السنين من التطور كآلية للبقاء على قيد الحياة في الأصل، وذلك لوسم آخرين على انهم 'ليسوا منا'.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق