الثلاثاء، 7 فبراير 2017

باحثون اكتشفوا كيف تشحذ أدمغتنا ذاكرتنا حين ننام

٦ فبراير ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

Scientists have figured out how our brains sharpen our memories while we sleep

6 February 2017

المقالة رقم  ٦٢ لسنة ٢٠١٧



نحن نعلم جميعا أنه لو  أردنا ان نحتفظ  بما  درسناه  خلال اليوم ، فإنه  من الأفضل ان نحصل  على نوم ليلي  جيد. في حين  ان العلماء  عرفوا من مدة  طويلة أن ذاكرتنا تعتمد على الروابط  التي يجري بناؤها بين الخلايا العصبية في أدمغتنا، فإنه  ليس  من الواضح كيف يساعد النوم  فعلا على ترسيخ تلك المعلومات.
الآن، فقد وجدت دراستان جديدتان الأدلة البيولوجية التي تفسر الحكمة القديمة أننا إذا أردنا أن نتذكر،  نحتاج ان ننام  لننسى.
فمن الطبيعي أن نكون فضولين لمعرفة  لماذا نقع غير واعين  لمدة تصل إلى ١٦ ساعة يوميا. فقد أشارت احدى الفرضيات الحديثة أن النوم يغسل   البروتينات التي  تتراكم في الدماغ  أثناء النهار و يمكن ان تكون سامة .

وقد وجدت دراسات حديثة أنه إذا لم نحصل على قسط كاف من النوم، فنحن  نزيد من  خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني ، ناهيك عن الاضطرابات العصبية كمرض باركنسون.
الآن، فقد قدمت  دراستان من جامعة ويسكونسن وجامعة جونز هوبكنز برهاناً  على فائدة أخرى  للنوم، مما يشير إلى أنه يتيح لنا  "تشذيب" ذاكرتنا وصقل الدروس التي تعلمناها حينما نكون  مستيقظين .
ما يسمى بفرضية  متشابك التوازن ليست جديدة - فقد وضع باحثون من جامعة ويسكونسن الفكرة من قبل أكثر من عشر سنوات، واقترحوا  أن النوم يسمح لأدمغتنا بتقليص روابط  الخلايا العصبية التي انستحدثناها في حال كنّا مستيقظين من اجل ان  نجعل ذاكرتنا أكثر وضوحا.
كلما تعرضنا لأشياء جديدة، تقوم أدمغتنا ببناء أو إضعاف  الوصلات التي  تسمى نقاط الاشتباك العصبي التي تربط بين خلايانا العصبية . يتم ترميز السلوكيات والذكريات التي تستخدمها  في  هذه الشبكات المترابطة من الخلايا العصبية، والتي تعتمد على حجم وقوة المشبك لإيصال رسائل بشكل فعال.
علماء الأحياء المسؤولون عن فرضية توازن المتشابك يقولون إن  بناء هذه الشبكات هي  عملية نشطة  جدا أثناء ساعات اليقظة.  فالنوم يوفر فرصة هادئة للدماغ للقيام بشكل انتقائي بتقليص الشبكات التي بنيناها و نحن واعون.
هناك الكثير من الأدلة على أن الخلايا العصبية يمكن أن تخفض نقاط الاشتباك العصبي، في بعض الحالات من خلال الخلايا التي تعس   الدماغ باحثة  عن نقاط الاشتباك العصبي لتبتلعها. مقارنة نقاط الاشتباك العصبي بعد  فترات من النوم والحرمان من النوم قد تكون أيضا دليلا غير مباشر على اعادة تشكيل  نقاط الاشتباك العصبي  للدماغ  وانت تأخذ   قيلولة ما بعد الظهر.
الأن  فريق من جامعة ويسكنسون قام بإضافة  المزيد من الأدلة  لدعم فرضيتهم.
في عام ٢٠١٤، عضو  الفريق جوليو تونوني من مركز النوم والوعي في جامعة ولاية ويسكونسن أوضح التالي: 
"خلال الوعي ، التعلم يقوي الروابط المشبكية في جميع أنحاء الدماغ، مما يزيد من الحاجة إلى الطاقة ومشبعاً الدماغ بالمعلومات الجديدة.  النوم يسمح للدماغ ان يصفر، مما يساعد على دمج المواد المكتسبة حديثا بالذاكرة المراكمة، وبالتالي فإن الدماغ يمكن أن يبدأ جديداً  في اليوم التالي."
قارب  فريق ثان من علماء البيولوجيا من جامعة جونز هوبكنز السؤال من زاوية مختلفة.
  البروتينات التي وسمت على نقاط الاشتباك العصبي لدى الفئران الحية  بعلامة فلورسية ( لمّاعة)،  تمت مشاهدة  أدمغة الفئران وهي نائمة. وكما يمكن لأحد أن يتوقع انه  في حالة تقلص نقاط الاشتباك العصبية   في الحجم، فانه لابد من ان تتقلص  العلامات الفلورسية  بالمقابل. وهذا ما كشفته  التحليلالات ان الانخفاض كان  بنسبة ٢٠  في المئة في  مستقبلات AMPA.
الخلاصة: النوم  سلوك معقد بشكل لا يصدق ومقترن  بمجموعة كاملة من الوظائف البيولوجية، من المناعة  الى عملية الهضم. لذلك فمن الصعب أن نشير بالأصبع  إلى  "سبب" ما  يفسر لنا لماذا ننام.
ولكن نظرا لتأثير التقنيات  الحديثة على  دورات نومنا، فإنه من المهم أن نتبه الى  الفوائد الجمة  للنوم الكامل في  الليل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق