الاثنين، 6 فبراير 2017

الحقائق والمعتقدات والهوية : بذور الشكوكية في النتائج العلمية

اعداد جمعية  السايكلوجيا الشخصية والاجتماعية 

٢٣ يناير ٢٠١٧  

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

Facts, Beliefs, And Identity: The Seeds of Science Skepticism





By Society for Personality and Social Psychology
Publish: Jan, 23, 2017

San Antonio, Texas - 
المقالة رقم ٦١ لسنة ٢٠١٧

تعريف لمصطلح من خارج النص  
 لابد من تعريف مصطلح الشكوكية في النتائج العلمية الذي ورد في العنوان حتى لا يكون اشتباه في المقصود . الشكوكية في النتائج العلمية هي  ممارسة التشكيك في صحة ادعاءات ونظريات غريبة تفتقر إلى أدلة ولذا تتطلب إثباتات تجريبية    باستخدام التفكير النقدي  وغالباً ما تكون بطرق علمية  لجعلها بديهية  
 وهي  تفرق عن الشكوكية الفلسفية حيث تعرف  هذه الأخيرة ( كما وردت في الويكيبيديا) بشكل عام على أنها نزعة تدفع صاحبها إلى التردد بين الإثبات والنفي، وتحمله على التوقف عن الحكم. وهي  مذهب فلسفي يزعم أنه لا سبيل إلى ادراك الحقائق   ولا إلى معرفة يقينية . 

--- النص- 


الباحثون النفسيون يعملون على فهم العمليات الادراكية  والإيديولوجيات والحاجات الثقافية ومعتقدات المؤامرة التي تجعل  الناس الأذكياء  يقاومون الرسائل العلمية. وباستخدام المسوحات والتجارب والدراسات الرصدية وتحليلات ميتا،  الباحثون يراقبون أقصى ما توصلت اليه الابحاث  النظرية الناشئة مع التركيز على بذل جهود لجعل التواصل العلمي أكثر ذكاءاً  وأكثر فعالية.

احدى  السمات البارزة  للناس الذين يحملون وجهات نظر الشكوكية في النتائج  العلمية ، انهم غالبا ما يكونون متعلمين، ولهم رغبة في العلم، مثلنا. المشكلة ليست عما إذا كانوا لا يغيبون عن  المعلومات، ولكن حول ما إذا كانت  المعلومات  لا تعالج  بطريقة متوازنة. وهذا يتجلى في ما يصفه ماثيو هورنسي (من جامعة كوينزلاند)  ب " التفكير  كمحام،" في أن الناس يختارون  اي  جزئية  من المعلومات يريدون  ان يولوها اهتماماً "من أجل التوصل إلى استنتاجات  يريدونها  أن تكون صحيحة."

"وجدنا أن الناس تريد ان تتجنب  الحقائق لحماية جميع أنواع الاعتقادات بما في ذلك المعتقدات الدينية والمعتقدات السياسية، وحتى المعتقدات الشخصية  البسيطة.
دان كاهان (من جامعة ييل) يوافق، وجدوا في   أبحاثهم أن "الاعتراف  هو تفسير برهان في طرق الهوية المنسجمة  بدلا من طرق الحقيقة المنسجمة  وهي  حالة توهان متجانسة  عبر الطيف السياسي."

تغير الأراء

مجرد الحديث عن "أدلة" أو "بيانات" عادة لا تغير عقل المشكك حول موضوع معين، سواء أكان تغير المناخ، او احياء دقيقة  معدلة وراثيا، أو لقاحات. الناس تستخدم  العلوم والحقيقة لمساندة وجهة نظرهم المعينة، وسوف يقللون من اهمية ما لا يتفقون معه.

"عندما يكون هناك خلاف على اخطار مجتمعية - من تغير المناخ إلى سلامة الطاقة النووية إلى تأثيرات قوانين السيطرة على السلاح، كلا الجانبين يستشهد  بعباءة العلم"، كما يقول كاهان.

"في بحثنا، وجدنا  أن الناس تتعامل   مع الحقائق على انها وثيقة الصلة أكثر  عندما تبدو   انها تساند  آراءهم"، كما يقول كامبل. وقال "عندما تكون الحقائق ضد آرائهم، فإنهم لا ينكرونها  بالضرورة ، ولكنهم يقولون انها  ليست وثيقة الصِّلة  بالموضوع."
مقاربة واحدة للتعامل مع الشكوكية في النتائج العلمية هي تحديد الدوافع الاساسية  أو "جذور السلوك"، كما يصفه هورنسي في بحثه الاخير ( عالم النفس الأمريكي، تحت الطبع).

"وبدلا من ان تتبنى  مواقف الناس السطحية  مباشرة، عدل الرسالة بحيث تنسجم مع دوافعهم.   ومع مشككي المناخ، على سبيل المثال،  ابحث   عما يمكنهم ان يتفقوا عليه  ومن ثم قم  بصياغة رسائل المناخ لتتماشى معهم".
وتبين بحوث كاهان  الأخيرة أن مستوى الشخص من الفضول العلمي يمكن أن يساعد في تعزيز مزيداً من العمل المنفتح. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون بالنتائج المفاجئة، حتى ولو كانت تتعارض مع  مواقفهم السياسية، كانوا أكثر انفتاحا على المعلومات الجديدة. و قال كاهان وزملاؤه ان النتائج التي توصلوا إليها  أولية وتحتاج إلى مزيد من البحث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق