كتبه نيكولاس ويلير
١١ مايو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
ديناميات الخلايا التائية ، ،نتوءات مشابه للإصبع تبحث بكفاءة عن علامات الالتهابات، بحسب ما وجدته دراسة
T Cells’ Dynamic, Finger-Like Projections Efficiently Search for Signs of Infection, Study Shows
May 11, 2017
المقالة رقم ٢١٢ لسنة ٢٠١٧
كيف يمكن للخلايا التائية، وهي بمثابة منطقة دورية بوليسية في الجهاز المناعي، ان تكشف علامات المرض دون الاستفادة من العيون؟ كمعظم الخلايا، فإنها تقوم باستكشاف محيطها من خلال الاتصال المادي المباشر، ولكن كيف تشعر الخلايا التائية بالدخلاء بسرعة وبوموثوقية بما فيه الكفاية للقضاء على الالتهابات وغيرها من التهديدات في البرعم. ظل هذا لغزا للباحثين.
في دراسة جديدة، نشرت على الانترنت في ١١مايو ٢٠١٧، في مجلة العلوم، بدأ باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بمعالجة هذا السؤال باستخدام التقنية المتطورة لالتقاط صور فيديو لسطح الخلايا التائية الحية بمزيد من التفصيل لأول مرة . وكان الباحثون قد لاحظوا سابقا نتوءات تشبه المجسات تسمى ميكروفيلي ( زُغَيْبات) تغطي سطح الخلايا التائية، ولكن الأبحاث الجديدة كشفت أن هذه النتوءات في حركة مستمرة ثابتة: وهي تزحف عبر سطح الخلية، كل منها يبحث بشكل مستقل عن علامات خطر أو التهاب في نمط كسوري ( فراكتالي) - يسمح للخلايا التائية لقضاء الحد الأدنى من الوقت للشعور اللازم بالتهديد المحتمل قبل الانتقال.
وقال الدكتور ماثيو كرومل،، أستاذ مشارك في علم الأمراض في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وكبير مؤلفي الدراسة الجديدة.: "التقنيات السابقة سمحت لنا أن نأخذ لقطات سريعة لسطح الخلايا التائية، ولكن هذا هو مثل محاولة فهم لعبة كرة السلة من خلال دراسة صورة بالأسود والأبيض" "الآن يمكننا مشاهدة هذه الأصابع الصغيرة المذهلة للغشاء تتحرك في الوقت الحقيقي - واتضح أنها فعالة بشكل لا يصدق."
من بين الفوائد المحتملة الأخرى، يقول كرومل، انها تفتح فهم كيف تقوم الخلايا التائية بأخذ عينة من محيطها بكفاءة للبحث عن مسببات الأمراض الغازية (كالبكتيريا والفيروسات) استفسارات جديدة حول التدابير المضادة للاحياء الدقيقة المعدية أو حتى قد تتطورخلايا سرطانية كوسيلة لتجنب الكشف عنها، ويمكن أن تدل الباحثين على طرق جديدة لمساعدة الخلايا التائية ان ترى من خلال هكذا حيلة.
مفتاح البحث الفعال للاستجابة المناعية الفعالة
وهي تقوم بجولاتها في الجسم، تتصل الخلايا التائية بشبكة من المخبرين - وهي خلايا مناعية أخرى تجوب الجسم بحثاً عن علامات خطر محتملة وتقوم بعرض شظايا البروتين التي وجدتها (تسمى "المستضدات") على سطحها للتفتيش من قبل الخلايا التائية. لو التقت الخلية التائية بأحد هذه الخلايا التي تسمى خلايا مقدمة للمستضد وتتعرف على شظية بروتينية تحملها كدليل على الخطر، فإن الخلية التائية تطلق جرس الإنذار وتثير رداً مناعياً عاماً لمحاربة الغزاة.
ويقدر العلماء أن لدى الشخص فقط حوالي ١٠٠ خلية تائية في الجسم في أي لحظة يمكن أن تتعرف على وتستجيب لمستضد معين، مثل هكذا بروتين من فيروس انفلونزا لهذه السنة، وهذه الخلايا القليلة كلها تستغرق أياماً لتجوب الجسم بأكمله، كما قال كرومل . "وهذا يعني أن الجهاز المناعي يحتاج حقا إلى المضي قدما لمواجهة كل ما يهاجم الجسم في أول دليل على أن هناك دخيلاً. لو خلية تائية واحدة لم تلتقط علامات الفيروس، في المرة القادمة الخلية التي يمكنها من التعرف على التهديد قد تدخل من خلال تلك الأنسجة، والفيروس عنده ساعات لعمل عشرات الآلاف من النسخ من نفسه ".
في الدراسة التي تشرت في مجلة العلوم ساينس، استطاع فريق كرومل من دراسة كيف تستنطق الخلايا التائية خلايا مقدمة للمستضد بكفاءة في الوقت الحقيقي، وذلك بفضل تقنية التصوير الخلوي عالية الدقة والتي تسمى شبكية رقيقة الضوء المجهرية والتي بناها الفريق في جامعة كالفورنيا في سان فرانسيسكو بالتعاون مع مخترعها، الفائز بجائزة نوبل عام ٢٠١٤ والمشارك في تأليف ورقة الدراسة الدكتور إريك بيتزيغ، ، من معهد بحوث هوارد هيوز الطبية في جامعة جانيليا في ولاية فرجينيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق