السبت، 10 يونيو 2017

الوهم يؤثر على توقعاتنا عن مدى تذكرنا في المستقبل


٦ يونيو ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

Illusions influence our predictions about how well we’ll remember in the future


المقالة رقم ٢٣٤ لسنة ٢٠١٧

مقدمة المترجم

روي عن امير المؤمنين علي قوله "قيدوا العلم بالكتابة" وقوله "العِلمُ عِلمانِ : مَطبوعٌ ومَسموعٌ ، ولا يَنفَعُ المَسموعُ إذا لَم يَكُنِ المَطبوعُ". كثير منا يعتمد على ذاكرته البحتة في  توقعه لتذكر الاشياء في المستقبل وَلَكِن للأسف كثيراً ما نقع ضحية " خانتني الذاكرة " ومع تكرر هذا الدرس اليومي في حياتنا الا اننا مصرون على عدم التوثيق الكتابي وهذا ما يؤدي الا " وأفة العلم النسيان" كما ورد عن امير المؤمنين 


--- النص---



كل يوم نتخذ قرارات بناء على الطريقة التي نعتقد أن ذاكرتنا تعمل بها. طالب يقرر كم من الوقت يحتاج للمذاكرة  للامتحان. متسوق يقرر ما إذا كان يحتاج  ان يضع  قائمة للمشتريات او لا بحتاج . مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي يقرر ما إذا كان يحتاج لكتابة محتويات محادثة  مهمة  في مذكرة أو  يثق  أنه لن ينسى أبدا مثل هذه التفاصيل الهامة.
ومع ذلك نجد أنفسنا في كثير من الأحيان لو  أننا درسنا بمزيد من التفصيل أو كتبنا بالتفصيل كنا مقتنعين سابقا بأننا سنتذكره . لماذا يحدث هذا؟ 
الجواب قد يكمن في دراسة أوهام الذاكرة الفوقية (تعريف  من خارج النص: نوع من ادراك الادراك)  - حالات  تؤدي بالناس إلى المبالغة  أو التقليل من شأن  ذكرياتهم المستقبلية لشيء ما بشكل مستمر . الطريقة التي تُعرض بها المعلومات تؤثر على مدى توقع الناس انهم  سيتذكرون ذلك. في بحثنا، نقوم باختبار مدى تأثير الإشارات اللطيفة،  كالحجم،  على تقدير  الناس للذاكرة.
سهل الفهم ، سهل التذكر؟
 حدد علماء النفس العديد من العوامل التي تجعل الناس يقيسون بشكل غير صحيح مدى جودة ذاكرتهم. على سبيل المثال، الناس يبالغون  في تذكرهم  للمعلومات المقدمة بصوت عال. وبالمثل، يحكم الناس على المعلومات المقدمة بخط كبير جدا أو واضح جدا انها  اكثر تذكراً   من المعلومات المقدمة بخط صغير أو صعب القراءة.
ومع ذلك، حجم الصوت  وكبر ووضوح  الخط  في الواقع ليس لها الا  القليل  من التأثير على الذاكرة. ما تشترك فيه كل  هذه العوامل هو أنها من المفترض أن تجعل المعلومات أسهل في المعالجة -  حرفيا أسهل لتسمع أو تُقرأ. وهذه تؤدي إلى النظرية القائلة بأن الناس بدون معرفة يقيسون تقديرهم لذاكرتهم  بمدى سهولة معالجة المعلومات عندما يتعلمونها. والفكرة هي أنه إذا لم تجد صعوبة  في المقام الأول لقراءة قطعة من نص وُضع بشكل جيد ، على سبيل المثال، فإنك تتوقع انه سيكون من السهل عليك أن تتذكره في وقت لاحق..

انها ليست بالضرورة فكرة سيئة ان تستخدم  سهولة المعالجة كطريقة مختصرة  لتحديد مدى  تعلمك. وكثيرا ما يسير الجانبان ( التعلم وسهولة المعالجة)  معاً، مع العديد من العوامل التي تجعل  معالجة شيء ما  سهلاً  هو ايضاً متعلق  بالذاكرة.
على سبيل المثال، عندما تقرأ أحداهن كتابا للمرة الثانية، فإنها ستتمكن من  قراءته  بشكل أسرع وبجهد أقل؛ ستكون هناك زيادة في سهولة المعالجة. التكرار - قراءة الكتاب مرة ثانية - أيضا يحسن من تذكر محتويات الكتاب. وهكذا، فإن زيادة سهولة المعالجة يتوافق مع زيادة في التذكر، في هذه الحالة. ولكنه التكرار وليس سهولة المعالجة نفسها هي التي حسنت  الذاكرة

وبالمثل، لو كانت  التفاصيل الجديدة تناسب ما يعرفه شخص ما بالفعل، فإنه يجعل معالجة  المعلومات الجديدة أسهل وأيضا يجعل تذكر ذلك أسهل. وبالتالي، سهولة التعلم غالبا  ما تكون ، ولكن ليس دائما، مؤشرا جيدا للتذكر في المستقبل.

الابحاث  في الوهم
ومع ذلك، فإن البحوث الأخيرة تتحدى فكرة ان الناس  يعتمدون  على سهولة المعالجة لتقدير مدى  ذاكرتهم   المستقبلية. ووجد الباحثون أن الكثير من الناس يعتقدون أن ارتفاع  الصوت  وحجم الخط يؤثر على الذاكرة دون سماع  أو قراءة الكلمات مسبقا. ووفقا لهذا الرأي، فإن سهولة المعالجة في الوقت الراهن لا تتعلق بتقدير مدى الذاكرة على الإطلاق - فهذه الأحكام تعكس ببساطة المعتقدات العامة للناس حول كيفية عمل الذاكرة. أي أن الناس يتوقعون أنهم سيتذكرون كلمات اكثر اذا قيلت بصوت عال لأنهم يعتقدون أن الحجم يؤثر فعلا على الذاكرة.
وعليه هل يبني الناس تقديرهم  لذاكرتهم على سهولة المعالجة أو اعتقادهم في الذاكرة؟ لاختبار هذين النظريتين المختلفين، وضعنا دراسة لمقابلتهما  مع بعضهما البعض.

أخبرنا ١٣٦ طالب جامعي أنهم سوف يسمعون سلسلة من الكلمات، بعض منها  بصوت عال، والبعض الآخر بصوت  هاديء. قبل أن نسمعهم  أياً من الكلمات، طلبنا من الطلاب تخمين النسب المئوية من الكلمات التي قيلت بصوت عال او بصوت  هاديء  التي سوف يتذكرونها. عندما يشير الطلاب أنهم سيتذكرون كلمات أكثر قيلت بصوت عال، فإن ذلك يشير الى  الاعتقاد العام ان   حجم الصوت يؤثر على الذاكرة.
إذا، ماذا تقول نتائجنا حول دقة تنبؤات الناس بالذاكرة ؟
فهم أن حجم الصوت نفسه لن يؤثر على الذاكرة يساعد الناس على التنبؤ  الواقعي. حتى لو كنت تدرك ذلك ولكن سهولة المعالجة لا تزال تستحث الوهم.
ولأن سهولة المعالجة غالباً ما   تشير إلى ذاكرة  أفضل في المستقبل ، فإنه ليس من الخطأ تماما أن تعتمد على ذلك.
ولكن كن حذرا ما إذا كانت سهولة المعالجة تأتي من المعلومات نفسها، مما يدل على مستوى عال من التعلم، أو يأتي من العوامل الخارجية الاعتباطية كحجم الصوت. فلو كنت مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، أو أي شخص آخر يحتاج إلى تذكر شيء مهم حقا، خذ بعض الوقت الاضافي لتعلمه أو كتابته، فقط لتكون في وضع  آمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق