علاج اضطراب طيف التوحد عن طريق استهداف الأمعاء

١٩ يونيو ٢٠١٧

ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

Treating autism by targeting the gut 

19 June 2017

المقالة ٢٥١ لسنة ٢٠١٧ 

 مراجعة  أكثر من ١٥٠ ورقة  علمية منشورة عن اضطراب طيف   التوحد  ASD وبكتيريا الامعاء  منذ ستينات القرن الماضي ، استمر  العلماء في الإفادة عن العلاقة بين مكونات البكتيريا في المعدة وسلوك التوحد. وتبرز  المراجعة العلمية  العديد من الدراسات التي تبين أن استعادة التوازن الصحي الى  بكتيريا الامعاء يمكن ان  يعالج أعراض اضطراب طيف التوحد.

حتى الآن لا توجد علاجات فعالة لعلاج هذا الطيف من  الاضطرابات الدماغية التطورية  "، كما يوضح الدكتور كينروي لي من جامعة بكين في الصين." عدد الأشخاص الذين يتم تشخيصهم باضطرابات طيف التوحد  ASD آخذ في الارتفاع. فضلا عن كون الاضطراب حالة مكلفة  للتحكم فيه ، ولذلك لهذا الاضطراب   تكلفة عاطفية واجتماعية ضخمة على عائلات من  يعانون منه ".

العلاقة  بين الأمعاء و طيف التوحد   مشهورة بين المصابين: مشاكل كالإسهال والإمساك وانتفاخ البطن عادة ما  يتم الإبلاغ عنها. جذور مشاكل الجهاز الهضمي كهذه ناتجة عن  خلل في التوازن بين البكتيريا "المفيدة" و "الضارة " في القناة الهضمية.

علاج رخيص وفعال؟

العديد من الأوراق العلمية المتشورة التي تمت  مراجعتها  تساند  فكرة وجود محور الأمعاء الدماغ - وهي الطريقة التي يمكن للعوامل  في الأمعاء  أن تؤثر على العمليات في الدماغ. لذلك  مشاكل  الجهاز الهضمي هذه قد تكون الجانب الأكثر نحوسةً . إن الإفراط في نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء يؤدي حتما إلى الإفراط في إنتاج المنتجات الثانوية - بما في ذلك السموم. هذه يمكن أن يجعل بطانة القناة الهضمية  أكثر نفاذية. ولذلك تنفذ السموم والمنتجات الثانوية وحتى الغذاء الغير مهضوم في مجرى الدم      وتذهب إلى الدماغ.

 دماغ الطفل  دون سن الثلاث سنوات يكون في ذروة النمو، وجود هذه المواد الكيميائية يمكن أن يضعف النمو العصبي، مما يؤدي إلى اضطراب طيف التوحد.

ما الذي يدفع الأطفال إلى تطوير خلل في التوازن في الاحياء الدقيقة ( مايكروبايوتا )  الأمعاء؟

وضح الدكتور لي ان اضطراب طيف التوحد ASD من المرجح أن يكون نتيجة  لعوامل وراثية وبيئية".  و"تشمل العوامل البيئية الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في الاطفال الرضع وسمنة الأم ومرض السكري أثناء الحمل وكيفية ولادة  الطفل ومدة الرضاعة الطبيعية وكل ذلك يمكن أن يؤثر على توازن البكتيريا في أمعاء الرضيع، ولذلك كل ذلك هي عناصر خطر لاضطراب طيف التوحد ASD ".

ومع ذلك، وجد الباحثون مجموعة كبيرة من الأدلة على أن تحويل  الاحياء الدقيقة (المايكروبيوتا) في   الأمعاء إلى حالة سليمة  يمكن أن تقلل من أعراض ال ASD.

يقول الدكتور لي: "لقد ثبت أن الجهود الرامية إلى استعادة  الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء إلى لموجودة في  شخص سليم  هي جهود فعالة. "واستمر الدكتور لي في القول ان مراجعتنا  للاوراق العلمية المنشورة قد نظرت  في أخذ البروبيوتيك probiotics (تعريف من خارج النص: كائنات حية دقيقة والتي عند تناولها بكميات مناسبة تعطي فائدة صحية) و البريبايوتكس prebiotics ( تعريف من خارج النص:ليست نوع من البكتريا وانما هي مصادر غذائية تغذي البكتريا النافعه وتحافظ عليها) ، وتغيير النظام الغذائي - على سبيل المثال، إلى الوجبات الغذائية  الخالية من الغلوتين  ومن الكازين casein (مادة التجبن) ، وزراعة مادة البراز، وكل ذلك له تأثير إيجابي على الأعراض."

وتشمل  أمور كهذه  زيادة في الألفة الاجتماعية وانخفاض في السلوك التكراري  وتحسين التواصل الاجتماعي: كل ذلك مفيد بشكل كبير لحياة أحد المعانين من اضطراب طيف التوحد .

رسالة هذه المراجعة للأوراق العلمية  هي واحدة من الإيجابيات. ويمكن أن يكون هذا أيضا اختراقا في علاج هذا الاضطراب. ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن الدراسات قليلة جدا وصغيرة جدا، وأنه يلزم إجراء تجارب سريرية جديدة لأخذ هذا البحث إلى المستوى التالي.

"نحن نشعر بالتشجيع من النتائج التي توصلنا إليها، ولكن ليس هناك شك في أنه يجب القيام بمزيد من العمل في هذا المجال" كما يقول الدكتور لي. "نحن بحاجة إلى دراسات مصممة أكثر  وأوسع نطاقا لدعم نظريتنا، في الوقت الراهن، لا تزال العلاجات السلوكية هي أفضل طريقة لعلاج اضطراب طيف التوحد، ونأمل أن تؤدي مراجعتنا  إلى البحث عن العلاقة بين الاحياء الدقيقة في  الأمعاء  و اضطراب طيف التوحد  و في نهاية المطاف علاج رخيص وفعال".