٢٥ مايو ٢٠١٧
كتبته شانتا دوبي
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
Building resilience early in life can help children cope with trauma
المقالة رقم ٢٢٦ لسنة ٢٠١٧
مقدمة المترجم
هنا لابد من تعريف تعريف المرونة resilience والمعبر عنها بالمرونة النفسية المقصودة في عذه الدراسة : وهي كما وردت في الوكيبيديا قدرة الفرد علي التأقلم مع مصاعب الحياة في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة، والمحن الشديدة، المتمثلة في مشاكل عائلية أو عاطفية أو أزمات صحية أو متاعب مهنية أو اقتصادية. وعبرنا هنا عنها بكلمتين: "المرونة والتكيف". من ناحية اخرى ورد مصطلح " مقدم الرعاية " واكبر مصداق خارجي للمصطلح هم أسرة الطفل.
-التص-
يمكن ان تكون للصدمة التي يتعرض لها الاطفال عواقب صحية واجتماعية وسلوكية على مدى الحياة.
وتبين البحوث أن أشكالا مختلفة من التعسف والإهمال وما يتصل بهما من إجهادات الأسرة المعيشية أمر شائع للأسف بين الأطفال. وهذه الممارسات كثيرا ما تقع كأحداث فردية، ويزداد خطر النتائج الطويلة الأجل سوءا مع ازدياد عدد المحن والشدائد. ويمكن لهذه التجارب أيضا أن تزيد من خطر حدوث مشاكل صحية متعددة على مدى العمر وتعيق نمو الدماغ الصحي للأطفال.
وينبغي أن يكون تلافي هذه الممارسات الطفولية الوخيمة (ACEs) وغيرها الهدف الأساسي للمجتمع. ومع ذلك، لا تزال هذه الممارسات منتشرة وغالبا ما تبقى دون حل للناجين منها من البالغين.
وقد آن الأوان لجميع النظم المعنية برعاية الأطفال لتعالج هذه المشكلة من خلال بناء قدرة الأطفال على المرونة والتكيف في وقت مبكر من حياتهم، يمكننا إعدادهم بشكل أفضل للتعامل مع الصدمات الماضية والمستقبلية والنمو إلى بالغين أصحاء.
يبدأ التلازم الصحي في وقت مبكر من الحياة
وبالنسبة للأطفال، فإن بناء القدرة على المرونة والتكيف يعني مهارات التعلم التي يمكن أن تزيد من قدرتهم على إدارة وتنظيم عواطفهم والاستجابة الى الإجهاد.
وتتمثل إحدى الطرق الرئيسية لبناء القدرة على المرونة والتكيف في تقوية الأسر. وهذا يمكن أن يشمل تعليم مقدمي الرعاية عن نمو الطفل، وتقديم مساعدة ملموسة في أوقات الحاجة وتعزيز قدراتهم على إدارة الإجهاد وتطوير العلاقات الاجتماعية الإيجابية.
هذه ليست سوى بعض الطرق لتوفير بيئة آمنة وداعمة حيث يمكن للأطفال تطوير علاقة قوية مع مقدمي الرعاية. وتبين البحوث أن الأطفال الأصحاء، والمتعلقين بشكل آمن هم أقل احتملالً لإظهار القلق من الانفصال عن مقدمي الرعاية لهم. وفي الوقت نفسه، يميل الأطفال المتعلقين بشكل غير آمن إلى ان يكونوا محجمين عن الاتصال بالآخرين ويعانون من إظهار التعبير عن المشاعر السلبية.
نوعية التعلق بين مقدمي الرعاية والطفل يمكن ان تتأثر بأي شيء من تعابير الوجه الى نوع اللمس الذي يقوم به مقدم الرعاية .
تنمية التعلق السليم في الحياة يساعد الأطفال على تعلم كيف ينظم نفسه بشكل افضل. هؤلاء الاطفال سيظهرون القدرة على التعبير عن شعورهم بشكل منفتح ويظهرون خوفاٌ وتجنباً أقل من الوالدين. بالاضافة ان نمط تعلق الكبار بأطفالهم يتأثر بشكل كبير بنوعية العلاقة التي كانت تربطهم مع مقدمي الرعاية لهم ( حينما كانوا انفسهم اطفالاً) .
الممارسات الطفولية الوخيمة تعطل تنمية تعلق سليم للاطفال بمقدم الرعاية الصحية لهم . على سبيل المثال، قد يكون أولياء الامور الذين يعانون من الاكتئاب أو مشاكل تعاطي المخدرات غير متواجدين لرعاية أطفالهم وتوفير الدعم الذي يحتاجون إليه. في الواقع، في دراسة حديثة، وجدت أن الممارسات الطفولية الوخيمة لها علاقة بأسلوب التعلق في مرحلة البلوغ الذي لم يُبت فيه. هذه الأحداث المبكرة يمكن أن تزيد من خطر تعاطي المخدرات، والتي غالبا ما تستخدم كآلية للتأقلم.
مساعدة الأطفال على المجاراة
المنزل ليس المكان الوحيد حيث يمكن للأطفال التعرض الى الصدمات. التعرض الى الصدمة يمكن ان يكون بطرق وسياقات متعددة - من المشاكل في المدرسة إلى الكوارث الطبيعية التي تلحق الضرر بالمجتمع.
على سبيل المثال، عندما يلاحظ المعلمون طفلاً يواجه صعوبات سلوكية، يجب أن يكونوا مستعدين للاستجابة بطريقة هادئة وغير تفاعلية. يجب أن يكون البالغون على بينة من الضغوط التي عليهم ومثيراتها حتى يمكن تجنب معاودة اهلاع الأطفال الذين يعتنون بهم. الأطفال بحاجة إلى طمأنة أنهم في بيئة آمنة وداعمة وراعية.
يمكن للبالغين مساعدة الأطفال على الاسترخاء الفسيولوجي من خلال توفير المدخلات الحسية التي تهدأ الاستجابة الى الإجهاد. على سبيل المثال، الاستماع إلى الأصوات المهدئة، والتنفس بعمق والمشي يمكن أن يساعد الأفراد على اعادة الجهاز العصبي إلى حالة متوازنة مرة اخرى. اليوغا، والفنون الإبداعية و وكتابة المذكرات يمكن أيضا ان تساعد الأطفال على الاسترخاء و معالجة المشاعر السلبية.
زيادة الوعي
حين يحدث حدث مؤلم، لا يمكن عكسه . ولكن التدخل المبكر يمكن أن يساعد الأطفال على التعافي بسرعة وبشكل أكثر نجاحا. لذلك، كلما كنا أكثر اطلاعا على علامات وأعراض الصدمة، كلما كنا أفضل في كوننا قادرين على التعرف عليها.
وتأخذ رعاية الصدمات الواعية في الاعتبار الممارسات السلبية. ويؤكد هذا النهج على السلامة ويشجع على التمكين طوال عملية الانتعاش من الصدمة. في نهاية المطاف، يتعلق الأمر بتغيير ثقافة كيفية عملنا مع الأطفال والبالغين.
ولكي نتبنى بالكامل الرعاية المبنية على الصدمات النفسية، يجب علينا أولا أن نبني الوعي بأن الإجهاد والصدمة في مرحلة الطفولة منتشرة على نطاق واسع بين السكان. ثانيا، يجب على أي شخص يعمل مع الناجين من الأطفال أو البالغين أن يتعلم التعرف على أعراض الصدمة والإجهاد. بعضها يشمل القلق والاكتئاب، ومشاكل مع التنظيم العاطفي، وفرط النشاط، وتعاطي المخدرات واضطرابات الأكل.
ومع ذلك، إذا أردنا توفیر الرعایة الصحیة المستنیرة، فنحن بحاجة إلی تقییمات لفھم أفضل للسکان بشکل عام للعلاج والتأهيل. يجب إجراء التقييم فقط لو كانت هناك برامج وعلاجات مناسبة لإحالة الأفراد أو الأسر اليها.
وفي حين أن المزيد من المؤسسات، كالمدارس، بدأت الآن في تقييم الصدمة في مرحلة الطفولة، يجب أن نكون حذرين في قراءة الكثير مما تعنيه هذا الصدمة. التقييم ليس وسيلة لتشخيص أو ابداء الرأي في أو تسمية الأفراد. إنها أداة تخبرنا عمن نعمل معهم وتساعدنا على تعزيز التفاهم والتعاطف.
كل هذا قد يكون من الصعب تبنيه. ولكن علينا أن نجهز أطفالنا - والذين هم مستقبل المجتمع - بالمهارات اللازمة لمرونتهم وتكيفهم الفسيولوجي والنفسي حتى يتمكنوا من أن يعيشوا حياة صحية ومنتجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق