كتبته انتونينا ميكوكا
١٧ يوليو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
The brain and the gut talk to each other: how fixing one could help the other
ونحن نعلم الآن ان هذا يحصل لأن الدماغ يتواصل مع الجهاز الهضمي. وهناك نظام بيئي كامل يضم ١٠٠ تريليون من البكتيريا تعيش في أمعائنا وهي مشارك نشط في هذا التواصل بين الدماغ والجهاز الهضمي.
الاكتشافات الأخيرة حول هذه العلاقة جعلتنا ننظر في استخدام العلاج بالكلام ( *انظر التعريف من خارج النص في أسفل المقالة ) ومضادات الاكتئاب كعلاجات ممكنة لأعراض مشاكل الأمعاء المزمنة. والهدف من ذلك هو التدخل في التواصل بين الجهازين عن طريق إخبار الدماغ بإصلاح الأمعاء المتضررة .
وجدت أبحاثنا انه بإمكان العلاج بالكلام أن يحسن من الاكتئاب ونوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي. مضادات الاكتئاب قد يكون لها أيضا تأثير مفيد على مسار مرض الأمعاء والقلق المصاحب والاكتئاب على حد سواء.
ما هي حالات الجهاز الهضمي؟
حالات الجهاز الهضمي شائعة بشكل لا يصدق. حوالي ٢٠٪ من البالغين والمراهقين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS)، وهو اضطراب حيث آلام البطن يسير جنبا إلى جنب مع التغيرات في عادات الأمعاء. ويمكن أن تشمل هذه إسهالاً مزمناً وإمساكاً أو خليطاً من الاثنين.
القولون العصبي هو ما يسمى بالاضطراب الوظيفي، لأنه في حين ان أعراضه منهكة، لا توجد تغييرات باثلوجية واضحة في الأمعاء. لذلك يـُشخص على أساس الأعراض بدلا من التحاليل التشخيصية أو الإجراءات المحددة.
وهذا يتعارض مع مرض التهاب الامعاء (IBD)، وهي الحالة حيث يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مبالغ فيه مع بكتيريا الأمعاء الطبيعية. ويصحب مرض التهاب الأمعاء نزيف وإسهال وفقدان وزن وفقر دم (نقص في الحديد) ويمكن أن يكون سبباً للوفاة. ويسمى بمرض الأمعاء العضوي لأننا يمكن أن نرى تغيرات باثلوجية واضحة ناجمة عن التهاب بطانة الأمعاء.
الأنواع الفرعية من مرض التهاب الأمعاء هي مرض كرون (Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرحي. ويعاني حوالي خمسة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، وأكثر من ٧٥ ألف شخص في أستراليا من هذه الحالة.
الناس الذين يعانون من حالات الأمعاء قد يحتاجون إلى استخدام المرحاض ٢٠ إلى ٣٠ مرة في اليوم. كما أنهم يعانون من آلام يمكن أن تؤثر على حياتهم الأسرية والاجتماعية والتعليم والوظائف والقدرة على السفر. الكثير يعانون من القلق والاكتئاب كأستجابة للطريقة التي يغير المرض حياتهم. ولكن الدراسات تشير أيضا أن أولئك الذين يعانون من القلق والاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأمعاء. هذا هو إثبات مهم للتفاعلات بين الدماغ والأمعاء.
كيف يتكلم الدماغ مع الأمعاء
الدماغ والأمعاء يتحدثان باستمرار من خلال شبكة من الرسائل العصبية والهرمونية والمناعية. ولكن هذا التواصل الصحي يمكن أن يكون مكدراً عندما نكون مجهدين أو نُصاب بالتهاب مزمن في الامعاء .
الإجهاد يمكن أن يؤثر على نوع البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، مما يجعل الفلورا المعوية أقل تنوعا وربما أكثر جاذبية للبكتيريا الضارة. ويمكن أيضا أن تزيد الالتهاب في الأمعاء وتكون عرضة للعدوى.
التهاب الأمعاء المزمن قد يقلل من حساسيتنا تجاه المشاعر الإيجابية. وعندما نكون مريضين بحالات كمرض الأمعاء الالتهابي، يعاد تسليك ( الارتباطات ) أدمغتنا من خلال عملية تسمى المرونة العصبية neuroplasticity ، والتي تغير الارتباطات بين الإشارات العصبية.
القلق والاكتئاب شائعان في الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الأمعاء المزمنة. حوالي ٢٠٪ من الذين يعيشون مع مرض التهاب الأمعاء افادوا عن الشعور بالقلق لفترات طويلة من الزمن. وعندما يشتعل المرض، قد يتجاوز هذا المعدل ٦٠٪.
ومن المثير للاهتمام، في دراسة كبيرة حديثة حيث لاحظنا ان ٢٠٠٧ من الناس الذين يعيشون مع مرض التهاب الأمعاء على مدى تسع سنوات، وجدنا علاقة قوية بين أعراض الاكتئاب أو القلق ونشاط المرض بمرور الوقت. لذلك، فمن المرجح ان يجعل القلق والاكتئاب أعراض مرض التهاب الأمعاء أسوأ على المدى الطويل.
ومن المنطقي اذاً ان نقدم العلاج النفسي لأولئك الذين يعانون من مشاكل الأمعاء المزمنة. ولكن هل مثل هذا العلاج من شأنه ان يفيد أيضا صحة الأمعاء؟
*تعريف العلاج بالكلام ( من خارج نص المقال)
يجعل المرضى أكثر دراية بأفكارهم ومشاعرهم وكيفية التعامل معهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق