كتبه بن غوارينو
١٤ يوليو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
These animals can survive until the end of the Earth, astrophysicists say
المقالة رقم ٣١٦ لسنة ٢٠١٧
تعرف على التارديغراد tardigrade (حيوان صغير جداً من شعبة ال phylum) ، الحيوان الذي يتفوق علينا جميعا في طول العمر
التارديغرادس tardigrades، والمعروفة أيضا باسم دب الماء، هي حيوانات مجهرية يمكنها البقاء على قيد الحياة تحت العديد من الظروف القاسية جداً، بما في ذلك الفضاء. (بحسب تايلور تيرنر من جريدة ال واشنطن بوست)
التارديغرادس لها سمعة انها اقسى الحيوانات على هذا الكوكب. بعض هذه اللافقاريات المجهرية تتحمل درجات حرارة ناقص ٢٧٢ درجة مئوية، اي درجة واحدة فوق الصفر المطلق. الأنواع الأخرى يمكن أن تتحمل إشعاعاً قوياً وتتحمل فراغ الفضاء. في عام ٢٠٠٧، أرسلت وكالة الفضاء الأوروبية ٣٠٠٠ حيواناً إلى مدار أرضي منخفض، حيث استطاعت ان تعيش لمدة ١٣ يوما في خارج الكبسولة.
لمجموعة من الفيزيائيين النظريين، التارديغرادس تُعتبر انها عينات مثالية لاختبار التشبث بالحياة. يقول ديفيد سلون، عالم الكون النظري في جامعة أكسفورد في بريطانيا: "الحياة سريعة الزوال جدا لو ان جميع تقديراتك تستند إلى البشر أو الديناصورات".
و سلالة التارديغرادس قديمة جداً. يقول رالف شيل، الخبير في هذا النوع من الحيوانات في جامعة شتوتغارت في ألمانيا، والذي لم يشارك في هذا البحث: "فقد أفيد عن أحافير دقيقة من أوائل العصر الكمبري إلى العصر الطباشيري المبكر، من ٥٢٠ مليون إلى ١٠٠ مليون سنة". "لقد رأت هذه الحيوانات الديناصورات تأتي وتذهب".
قرر سلون، مع زميله في أكسفورد رافائيل ألفيس باتيستا وعالم الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد أبراهام لوب، محاولة تخليص الكوكب من الحيوانات بطيئة الحركة. من الناحية النظرية، على أي حال، في تقرير نشر يوم الجمعة ١٤ يوليو ٢٠١٧ في مجلة التقارير العلمية. ومن خلال قوة النمذجة الرياضية قذفوا ثلاثة من الأحداث الكونية الأكثر تدميرا على الأرض: الكويكبات القاتلة والمستعرات العظمى ومقدوفات أشعة گاما.
وقال سلون "ان هذه هى اكبر الطرق التي نستطيع بها نقل الطاقة الى كوكبنا". استمرت ال التارديغرادس من الناحية النظرية في التنقل ودامت طوال ما يساوي ١٠ مليار سنة من الكوارث . حتى النقطة التي فشلت الشمس أو اجتاحت الكوكب.
في اختيار سمومها المروعة، حاول العلماء لأول مرة تعقيم الكوكب بالإشعاع. في المختبر، بعض أنواع التارديغرادس من تحمل جرعات إشعاعية من ٥ ألاف إلى ٦ آلاف جرايز grays ( وحدة قياس جرعة إشعاعية ). وقال سلون ("ستكون محظوظاً جدا لو نجوت عن جرعة مقدارها ٥ جرايز"). ولكن قبل وقت طويل من تسليط العلماء ما يكفي من الإشعاع على الأرض لقتل كل التارديغرادس، فقد حسب العلماء أن طاقة الإشعاع ستبخر مياه المحيطات . نقطة الخلاف ل تارديغرادس، اذاً، هي تبخر ماء الكوكب.
ولكي يضع كويكب ما كمية كبيرة من الطاقة في المحيط، فإنه يحتاج إلى كتلة لا تقل عن 1.7 x 1018 كيلوغرام. ومن جميع الكويكبات في النظام الشمسي، فقط ١٩ كويكباً يناسب المطلوب . (على سبيل المقارنة، كان طول الكويكب الذي أنهى الديناصورات ستة أميال ؛ كويكب يسمى فيستا Vesta هو واحد من قتلة المحيط المُحتملة يبلغ قطره ٣٢٦ ميل.) فرص مثل هذا الاصطدام الضخمة قليلة جدا، والعلماء قالوا إن الشمس ستنكدر أولا.
وبالمثل، فإن أقرب النجوم التي يمكن أن تنفجر الى مستعرات عظمى هي بعيدة جدا مما يمنعها من غلي مياه المحيطات. انفجارات أشعة جاما كانت أكثر تعقيدا بعض الشيء - " لا نعرف حقا من أين أتت "، كما قال سلون - ولكن ليست مستحيلة ان تُحسب. وقال سلون انه على الرغم من ان الانفجارات ستعري أجزاءً من الغلاف الجوي، وتقتل الحيوانات كما تقتل البشر، ولكن المخلوقات الصغيرة تحت المحيط التي تتكوم حول فتحات المياه الحرارية ستكون "محمية بشكل كاف".
ولكن تجميع جميع أنواع التارديغرادس في خيمر واحد غير قابل للقتل هو خطأ قاتل في هذه المناقشة، ووفقا لخبير التارديغرادس وليام ر. ميلر. وقال "لا استطيع ان اقول شيئا عن الفيزياء"، لكنهم "لا يستطيعون ان يقولوا شيئا عن الحيوانات".
ليس كل التارديغرادس موجودة في الماء؛ بعض الأنواع تعيش في الطحالب والأشنات على الأشجار. (ينعكس تنوعها في ألقابها مثل "دب الماء" و " خنزير الطحلب".)
وقال ميلر، عالم الأحياء في جامعة بيكر في كانساس، أن مؤلفي البحث الجديد يتعاملون مع التارديغرادس كحيوان واحد، متجاهلين أنها في الواقع قسم من ١٢٥٠ نوع مختلف. قارن هذا النهج بحجة أن "سمك قرش السيجيل في الجزء السفلي من المحيط هو نفس نمر الثلج في سيبيريا".
وأكد سلون أنه كان يقترب من نهاية التارديغرادس كفيزيائي، وليس كعالم أحياء. وقال ان مثل حسابات يوم النهاية عادة ما تأخذ منظور الإنسان، ولكن مثل هذا النهج يفقد مرونة الحياة الحقيقية. وقال إن الآثار الكونية لهذه الدراسة "تعني أنه إذا بدأت الحياة على كوكب آخر في مجرتنا، فمن المحتمل أن يكون هذا الحيوان هناك".
التارديغرادس التي تعيش على الأرض تتحمل أقصى الحالات المناخية قساوة وذلك بفضل قابليتها التي تسمى ال كريبتوبيوسيس ( تعريف من خارج النص: في عام ١٩٥٩ وضع ديفيد كيلين مصطلح ال "كريبتوبيوسيس cryptobiosis" (الحياة الخفية) وعرفه بأنه "حالة الكائن الحي عندما لا يظهر أي علامات مرئية على الحياة وعندما يصبح نشاطها الأيضي بالكاد قابل للقياس، أو يأتي عكسيا إلى طريق مسدود ")، و حيث تفقد الحيوانات كل شيء ما عدا ٣ في المئة من الماء في أجسادها. و في هذه الحالة تتمكن التارديغرادس من البقاء على قيد الحياة في أحر الحر ، وأبرد البرد، وأسحق الضغوطات أو حتى عدم الوجود الكامل لهذه الحالات. إنها تجف ومن ثم تستمر. وقال جوزيف سيكباتش، عالم الأحياء في الجامعة العبرية في القدس، أن "التارديغرادس" يمكن أن تكون في سكون لمدة ٣٠ او ٤٠ عاما، وتستيقظ وتقول: "مرحبا! ( من باب المجاز)"
وقال ميلر انه ليس هناك ما يدل على ان التارديغرادس التي تعيش في الماء قادرة على نفس العملية. "الوهم بأن الحيوانات البحرية تبقى على قيد الحياة بخطة الكريبتوبيوتيك هي خاطئة جداً." كما أنها ليست غير قابلة للتدمير. واضاف "اننا نعمل مع حيوانات نشطة وإنها قابلة للقتل بسهولة تامة". واضاف "نقتل الالاف منها كل يوم".
وأشار شيل إلى أن التارديغرادس قد تطورت من أجل البقاء على قيد الحياة على وجه الخصوص في مساكن دقيقة. وقال "اعتقد ان مقاومة الاشعاع هي نتاج الصدفة". "إذا كان حدث فيزيائي فلكي عقم كل الحياة على الأرض، فإن الامر يبدو انه سيئ لمستقبل هذه الحيوانات المذهلة".
هذا لا يعني ان التارديغرادس الكونية ليست محالة. في عام ٢٠١٤، قام ميلر والفيزيائي ران سيفرون بعمل حسابات بينا فيها أن التارديغرادس يمكنها البقاء على قيد الحياة خلال رحلة طولها 4.37 سنة ضوئية إلى ألفا سينتوري Centauri (بل أطول، إذا كان من المفترض أن تهبط على كوكب صديق يقع خارج المجموعة الشمسية ). وحتى ذلك الحين، على الرغم من "القدرة على الدخول في آلية الكريبتوبيوسيس للبقاء على قيد الحياة هذه ربما لا تنفع"، "لو لم يكن لديها حتى طعام او ماء او موئل أو غلاف جوي".كما قال ميلر،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق