٢٧ يوليو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
Don't finish the course of antibiotics' - experts turn medical advice on its head
يجب على الأطباء التوقف عن إخبار المرضى بإنهاء الدورة ( المدة ) الكاملة للمضادات الحيوية لأنها تؤدي الى مقاومة المضادات الميكروبية، كما حذرت مجموعة من المتخصصين البارزين.
وينبغي تشجيع المرضى على مواصلة تناول الدواء فقط حتى يشعروا بالتحسن في الصحة، لتجنب الإفراط في استخدام الأدوية، كما ينصح خبراء من هيئات بما في ذلك الصحة العامة في انكلترا وجامعة أكسفورد.
التوجيه الحالي من خدمات الصحة العامة NHS ومنظمة الصحة العالمية تقول أنه من الضروري "الانتهاء من مدة ( دورة) " المضادات الحيوية لتجنب إثارة أشكال أكثر شراسة من المرض.
ولكن في ورقة جديدة في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، قال عشرة من كبار الخبراء أن رسالة الصحة العامة ليست مدعومة بالأدلة ويجب إسقاطها. ويزعمون أنها تضع الناس في خطر أكبر من مقاومة المضادات الميكروبية .
يقول المؤلف الرئيسي مارتن ليولين، أستاذ الأمراض المعدية في كلية الطب في برايتون وسوسكسSussex: "كانت مدة ( دورة) المضادات الحيوية مدفوعة تاريخيا بسبب الخوف من عدم كفاية العلاج واهتمام أقل بشأن الإفراط في استخدام الدواء".
"إن فكرة وقف العلاج بالمضادات الحيوية في وقت مبكر يزيد من مقاومة المضادات الحيوية امر لا تدعمهه الأدلة، في حين أن المضادات الحيوية لفترة أطول من اللازم يزيد من خطر المقاومة.
نحن نشجع المسؤلين والمربين والأطباء على وقف الدعوة إلى "استكمال الدورة" عند التحدث الى الناس ".
المخاوف من إيقاف المضادات الحيوية في وقت مبكر يمكن أن يؤدي إلى أشكال أكثر خطورة من المرض تعود إلى الكسندر فليمينغ الذي وجد أن البكتيريا تصبح "متأقلمة"بسرعة مع البنسلين والمرضى الذين يتناولون جرعات غير كافية قد ينقلون سلالة أكثر خطورة الى أفراد الأسرة.
وحذر فليمينغ في خطاب قبوله بجائزة نوبل في عام ١٩٤٥، قائلا: "إذا كنت تستخدم البنسلين، فاستخدم ما يكفي".
ولكن في ورقة مجلة BMJ يقول الخبراء أنه عندما يأخذ المريض أي مضادات حيوية فإنه يسمح بنمو سلالات خطيرة من البكتيريا على الجلد والأمعاء والتي يمكن أن تسبب مشاكل في وقت لاحق. وكلما طالت المدة كلما زادت المقاومة.
في المملكة المتحدة، يموت ١٢ ألف شخص على الأقل من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية كل عام، كما يقدر الخبراء - وهذا أكثر ممن يموت من سرطان الثدي.
وتعليقا على البحث، قالت أليسون هولمز، أستاذة الأمراض المعدية في كلية إمبريال كوليدج لندن، إنه من المدهش أن الأطباء لا يزالون لا يعرفون المدة المثلى لتناول الأدوية، على الرغم من أن الدورة الطويلة تثير خطر المقاومة البكتيرية.
وتضيف: "إن رسالة" إكمال دورة المضادات الحيوية "تتعارض مباشرة مع الرسائل المجتمعية المتعلقة بالتغييرات المطلوبة في السلوك والمواقف لتقليل التعرض غير الضروري للمضادات الحيوية".
بيد أن الكلية الملكية للأطباء قالت إنها "قلقة" بشأن السماح للمرضى بأن يحكموا بأنفسهم متى يمكنهم التوقف عن تناول الدواء، وقالوا بأنه يمكن أن يسبب التباساً.
وقالت البروفيسورة هيلين ستوكيس لامبارد، رئيسة الكلية الملكية للأطباء: "إن الدورات الموصى بها للمضادات الحيوية ليست عشوائية - فهي مصممة خصيصا للظروف الشخصية، وفي حالات كثيرة تكون الدورات قصيرة جدا، على سبيل المثال لالتهابات المسالك البولية، ثلاثة أيام غالبا كافية لعلاج الالتهاب.
"نحن قلقون إزاء مفهوم المرضى الذين قد يتوقفون عن تناول أدويتهم في منتصف المدة عندما يشعرون بالتحسن"، لأن التحسن في الأعراض لا يعني بالضرورة أن الالتهاب قد تم شفاؤه تماما.
"من المهم أن يكون لدى المرضى رسائل واضحة والشعار أن نأخذ دائما الدورة الكاملة للمضادات الحيوية معروف جيدا - وتغيير هذا ببساطة سوف يربك الناس".
وقالت كبيرة الأطباء سالي ديفيز ان الرسالة الى الناس يجب ان تظل دون تغيير حتى يتم اجراء المزيد من الابحاث.
وأضافت أن NICE تقوم حاليا بتطوير التوجيهات لعلاج الالتهابات الشائعة، والتي ستنظر في جميع الأدلة المتاحة بشأن إعطاء الوصفات المناسبة للمضادات الحيوية".
واضافت "ان وزارة الصحة ستواصل مراجعة الادلة المتعلقة بالإلتهابات المقاومة للدواء ، كما اننا نهدف الى مواصلة التقدم الكبير الذى حققناه فى الداخل والخارج حول هذه القضية".
غير أن العديد من الخبراء المستقلين قالوا إن التغييرات التي طرأت على قواعد الوصفات قد تأخرت كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق