٢٣ يونيو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه / عدنان احمد الحاجي
Stem cells: the future of medicine
June 23, 2017
المقالة رقم ٢٦٥ لسنة ٢٠١٧
تخيل أنك تستطيع ان تأخذ خلايا من جلدك، وتحولها إلى أنواع أخرى من الخلايا، كالرئة او الدماغ او القلب أو خلايا العضلات، وتستخدمها لعلاج أمراضك، من مرض السكري إلى أمراض القلب أو الضمور البقعي. ولكن لإدراك هذه ، على كل حال. لا تزال هناك تحديات، كما تقول البروفسورة جانيت روسانت، الرائدة في هذا المجال.
في جميع أنحاء العالم، بدأ العلماء التجارب السريرية ومحاولة القيام بذلك فقط، من خلال الاستفادة من القوة المدهشة وتنوع الخلايا الجذعية، والتي هي خلايا خاصة والتي يمكنها من نسخ نفسها بإعداد لا نهاية لها وتحويلها إلى كل الانواع الآخرى من الخلايا.
في حين أن الأجنة البشرية تحتوي على خلايا جذعية جنينية، والتي تساعدها على التطور، فإن استخدام تلك الخلايا لا يزال مثيراً للجدل. يستخدم العلماء الخلايا الجذعية المحفزة المستحثة متعددة الإمكانيات IPS بدلا من ذلك، وهي خلايا أخرى تمت إعادة برمجتها لتتصرف كالخلايا الجذعية.
وقالت البروفيسورة جانيت روسانت، وهي رائدة في هذا المجال "لا تزال هناك تحديات كبيرة نحتاج إلى التغلب عليها، ولكن على المدى الطويل قد نتمكن حتى من صنع أعضاء من الخلايا الجذعية المأخوذة من المرضى، وهذا من شأنه أن يجعل من عمليات الزرع خالية من الرفض"
الفأر الذي غير كل شيء
قدمت البروفيسورة روسانت، المتحدثة في مؤتمر علوم الكمنولث الذي عقد مؤخرا في سنغافورة ونظمته الجمعية الملكية البريطانية والمؤسسة الوطنية للبحوث في سنغافورة، لمحة عامة عن أصول الخلايا الجذعية وتاريخها واستخداماتها وإمكاناتها.
والآن هي باحثة بارزة في مستشفى الأطفال المرضى (المعروف أيضا باسم سيك كيدسSick Kids) في تورونتو بكندا، وبعد عقد من الزمان كرئيسة للأبحاث، وأول باحثة اثبتت القوة الكاملة للخلايا الجذعية في الفئران.
وفي أوائل التسعينات من القرن الماضي، اعتقد العلماء أن الخلايا الجذعية لا يمكن الا أن تصبح سوى انواع معينة من الخلايا وتؤدي وظائف محدودة. واستنادا إلى أبحاثها الخاصة وابحاث غيرها ، ومع ذلك، اعتقدت البروفيسورة روزانت أن الخلايا قادرة على ان تكون أكثر من ذلك بكثير.
وعملت مع علماء آخرين، وخلّقت فأراً بأكمله من الخلايا الجذعية في عام ١٩٩٢، مما أدى إلى الحكمة التقليدية. "لقد استمررنا في صنع العديد من صغار الفئران التي كانت طبيعية تماما، ومستمدة تماما من الخلايا الجذعية نمت في طبق البتري ( طبق زراعة)"،كما قالت.
وأضافت: "كانت هذه تجربة رائعة، وكان لها دور فعالاً في جعل الناس يعتقدون أن الخلايا الجذعية الجنينية البشرية يمكن أن يكون لها إمكانات كاملة لخلق كل نوع من خلايا الجسم".
عندما علم العلماء بكيفية إزالة الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية في عام ١٩٩٨، نشأ عن ذلك جدل بعد ذلك. ضغط الكثيرون ضد استخدام الخلايا في البحوث الطبية والعلاج بسبب الاثار الأخلاقية المترتبة من تدمير الأجنة حتى غير المرغوب فيها للحصول على الخلايا.
في كندا، ترأست البروفيسورة روسانت مجموعة عمل في المعاهد الكندية للبحوث الصحية في أبحاث الخلايا الجذعية، واضعين تعليمات توجيهية لهذا المجال. وقد ساعدت هذه التعليمات التوجيهية على إبقاء الميدان حيا في كندا، وكانت ذات نفوذ يتجاوز حدود البلد.
في عام ٢٠٠٦، نجح الباحثون اليابانيون في أخذ خلايا جلد من الفئران البالغة وإعادة برمجتها لتتصرف كالخلايا الجذعية الجنينية. هذه الخلايا الجذعية المحفزة الثورية (IPS) سمحت للعلماء بالتغلب على الجدل الدائر.
التحديات التي امامنا
في حين أن الخلايا الجذعية قد استخدمت للعلاج الطبي في بعض الحالات - زرع نخاع العظم، على سبيل المثال، هو شكل من أشكال العلاج بالخلايا الجذعية - وهناك العديد من التحديات التي نحتاج إلى التغلب عليها قبل أن يمكن استخدامها على نطاق أوسع لعلاج الأمراض والإصابات.
"نحن بحاجة ان نتحسن في تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا ناضجة تماما والتي نحتاجها للعلاج، وهذا سوف يستغرق المزيد من العمل، وهناك مسألة أخرى هي أن نرفع مستوى الانتاج لو اردت علاج مريض، تحتاج إلى تنمية ملايين الخلايا ".كما قالت البرفسورة روسانت
وأضافت: "السلامة هي مصدر قلق آخر، أحد أكثر الأمور إثارة حول الخلايا الجذعية متعددة الإمكانيات هو أنها يمكن أن تنقسم باعداد غير متناهية في طبق الزراعة، ولكن هذا أيضا واحد من أكثر الأشياء اخافة عنها ، لأن هذا هو أيضا نفس الطريقة التي ينتشر بها السرطان.
وقالت "بالاضافة الى ذلك، لاننا بحاجة الى تغيير الخلايا جينياً للحصول على خلايا IPS فمن الصعب جدا معرفة ما اذا كان لدينا خلايا طبيعية تماما فى نهاية المطاف، وهذه كلها قضايا تحتاج الى حلها".
الأطفال المرضى - وكيفية مساعدتهم
في مستشفى سيك كيدس، وهو أكبر مستشفى أبحاث في طب الأطفال في كندا، فقد كانت الباحثة تستخدم الخلايا الجذعية لدراسة التليف الكيسي، وهو اضطراب وراثي قاتل في كثير من الأحيان و يتسبب في تراكم المخاط وسد بعض الاعضاء كالرئتين. ويؤثر في المقام الأول على الأطفال والشباب
اكتشف مستشفى سيك كيدس جين ال CFTR والذي ، عندما يُغَيِّر ، يتسبب في المرض. وكان أيضا أول من قام بإنتاج خلايا الرئة الناضجة، من الخلايا الجذعية، والتي يمكن استخدامها لدراسة المرض واختبار الأدوية المضادة له.
حتى أفضل من ذلك ، تمكنت البروفيسورة روسانت وفريقها من تحويل خلايا الجلد من مرضى التليف الكيسي إلى خلايا IPS ومن ثم إلى خلايا الرئة عن طريق الطفرات الجينية الخاصة بكل منها. هذا أمر بالغ الأهمية لتخصيص العلاج لكل مريض.
تقول البروفيسورة روزانت: "إن الأدوية التي تتسبب في التليف الكيسي مكلفة (من حيث الثمن) للغاية، ويمكن للمرضى أن يكون لديهم نفس الطفرة، ولكنهم يستجيبون بشكل مختلف لنفس الدواء". "مع بحثنا ، يمكننا التأكد من أن كل مريض يحصل على الدواء المناسب له في الوقت المناسب".
في عام ١٩٩٨، اكتشفت البروفسورة روسانت أيضا نوعاً جديداً من الخلايا الجذعية في الفئران، وتسمى الآن خلايا الأرومة الغاذية الجذعية. هذه تحيط بالجنين وتلصقه بجدار الرحم، في النهاية تصبح مشيمة. و تستخدم البرفسورة هذه الخلايا لدراسة عيوب المشيمة ومشاكل الحمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق