٢٧ يونيو ٢٠١٧
ترجمه ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
27 July 2017
المقالة رقم ٢٧٣ لسنة ٢٠١٧
في كبد السماء الزرقاء الصافية الواضحة في وقت الظهيرة ، تبدو الشمس وكأنها لم تتغير يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام.
ولكن علماء الفلك يعرفون منذ وقت طويل أن هذا ليس صحيحا. الشمس تتغير فعلاً. وتكشف التلسكوبات التي تمت تنقيتها/ تصفيتها بشكل صحيح عن قرص ناري غالبا ما تتخلله بقع شمسية داكنة. البقع الشمسية ممغنطة بشدة، و تتفرقع مع توهجات شمسية - وهي الانفجارات المغناطيسية التي تضيء الأرض بومضات من الأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية الشديدة. فالشمس كتلة نشاط تغلي.
الى ان تتوقف عن ذلك . وفي كل ١١ سنة أو نحو ذلك، تتلاشىالبقع الشمسية ، جالبةً بذلك فترة من الهدوء النسبي.
"وهذا ما يسمى بالحضيض الشمسي. كما يقول دين بيسنيل من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في غرينبلت، في ميرلاند: "انها جزء منتظم من دورة البقع الشمسية".
الشمس تتجه نحو الحضيض الشمسي الآن. وكانت أعداد البقع الشمسية مرتفعة نسبيا في عام ٢٠١٤، وهي الآن تنزلق نحو نقطة منخفضة متوقعة ان تحدث في الفترة ما بين ٢٠١٩ -٢٠٢٠.
عندما يهدأ النشاط المكثف كالبقع الشمسية والتوهج الشمسي خلال فترة الحضيض الشمسي، فانه لا يعني ذلك أن تصبح الشمس باهتة. النشاط الشمسي ببساطة هو تغير في الشكل.
الثقوب الاكليلية هي مناطق شاسعة في الغلاف الجوي للشمس حيث ينفتح المجال المغناطيسي للشمس ويسمح لتيارات من جزيئات الطاقة الشمسية بالهروب من الشمس كرياح شمسية سريعة.
يقول بيسنيل: "نحن نرى هذه الثقوب في جميع مراحل الدورة الشمسية، ولكن خلال فترة الحضيض الشمسي، يمكن أن تستمر لفترة طويلة - ستة أشهر أو أكثر". يمكن لتيارات الرياح الشمسية المتدفقة من الثقوب الاكليلية أن تسبب تأثيرات الطقس الفضائي بالقرب من الأرض عندما تصل إلى حقل الأرض المغناطيسي . ويمكن أن تشمل هذه التأثيرات اضطرابات مؤقتة في الغلاف المغنطيسي ( الماغنتوسفير) للأرض، وتسمى بالعواصف المغناطيسية الأرضية وتسبب الشفق وتعطل أنظمة الاتصالات والملاحة.
وخلال فترة الحضيض الشمسي، تتغير أيضا تأثيرات الغلاف الجوي العلوي للأرض على الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض.
عادة يتم تسخين الغلاف الجوي العلوي للأرض وينفش بالأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس. الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض تتعرض الى احتكاك وهي تنزلق سريعاً من خلال الحدود الخارجية لغلافنا الجوي . هذا الاحتكاك يسبب سحباً، مما يفقد الأقمار الصناعية من سرعتها بمرور الوقت، وأخيرا تسقط على الأرض. السحب شيء جيد، للنفايات الفضائية والجسيمات الطبيعية والاصطناعية التي تسبح في مدار حول الأرض. السحب يساعد على الحفاظ على مدار الأرض المنخفض خالياً من النفايات.
ولكن خلال فترة الحضيض الشمسي، آلية التسخين الطبيعية هذه تنحسر ويبرد الغلاف الجوي العلوي للأرض، ويمكن أن ينهار إلى حد ما. ودون المقدار العادي من السحب، فإن النفايات تبقى في الفضاء .
هناك تأثيرات الطقس الفضائي الفريدة التي تزداد قوة خلال فترة الحضيض الشمسي. فعلى سبيل المثال، يزيد عدد الأشعة الكونية المجرية ( من المجرة) التي تصل إلى الغلاف الجوي العلوي للأرض خلال الحضيض الشمسي. والأشعة الكونية المجرية هي جزيئات ذات طاقة عالية تتسارع نحو النظام الشمسي من خلال انفجارات السوبر نوفا البعيدة وأحداث عنيفة أخرى في المجرة.
يقول بيسنيل "خلال فترة الحضيض الشمسي، يضعف الحقل المغناطيسي للشمس ولذا لا يوفر حماية كافية ضد هذه الأشعة الكونية. وهذا يمكن أن يشكل تهديدا متزايدا لرواد الفضاء المسافرين عبر الفضاء ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق