الأحد، 23 يوليو 2017

هل يعبر فاقدوا البصر عن مشاعرهم بنفس الطريقة التي يعبر بها من يستطيع الرؤية؟

٤ يوليو ٢٠١٧

ترجمه ابو طه/ عدنان احمد الحاجي 


Do blind people express their emotions in the same way as people who can see?

4 July 2017

المقالة رقم ٣٠٥ لسنة ٢٠١٧

تعبيرات الوجه تلعب دورا قويا في التفاعلات الاجتماعية منذ الولادة وحتى سن البلوغ. الخوف والفرح والغضب -  جميع عواطفنا يُعبر عنها وتفهم  بفضل الرموز العامة. الذوق العام  يرى هذا المبادرة باعتبارها عملا من التقليد: الأطفال تقلد والديهم من خلال استنساخ تعبيرات الوجه المرتبطة بكل المشاعر. ولكن إذا كان هذا هو الحال، هل ينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الذين ولدوا عمياناً؟ هل تظهر مشاعرهم بنفس الطريقة؟ قام باحثون بتحليل ٢١ دراسة علمية أجريت بين عامي ١٩٣٢ و ٢٠١٦ للحصول على الجواب، ويمكنك قراءة ملخص نتائج  الدراسة في مجلة Psychonomic Bulletin & Review..


الصور تبين مقارنة بين لاعبين عميان ومبصرين بعد فوزهم في احدى المباريات وهم مغمورون بالمشاعر  


إن النقاش حول الكيفية التي يعبر بها البشر عن مشاعرهم كان موجوداً ولا يزال منذ زمن داروين. باختصار، هل تعبيرات الخوف والفرح والغضب فطرية أو مكتسبة؟ هل يتم نمذجتها  وتعزيزها من خلال مختلف الملاحظات والتبادلات البصرية التي تحدث في حياتنا الاجتماعية؟ هناك مجموعة دراسية  يمكن أن تلقي الضوء على هذه الجدلية: لو اظهر العميان منذ الولادة  تعبيرات الوجه المماثلة لتلك التي للناس العاديين (القادرين على الرؤية)  دون مساعدة ممارسة بصرية، قد يكون دليلا هاما لبيان  أن هذا السلوك هو على الأقل  فطري جزئياً.

منهجية معدلة 

وقام الفريق الذي يرأسه الأستاذ إدوارد جنتاز من كلية علم النفس والعلوم التربوية (FAPSE) بتحليل ٢١ دراسة علمية ركزت على التعبير عن المشاعر لدى الأشخاص الذين ولدوا فاقدي البصر. اكتشف البروفيسور جنتاز أنه من الثلاثينيات إلى الثمانينيات من القرن الماضي ، لاحظ العلماء بشكل أساسي الأطفال فاقدي البصر ، ووجدوا أن تعبيراتهم مماثلة لتلك التي لدى الأطفال القادرين على الرؤية، مما يدعم أطروحة أن هناك خصيصة فطرية وعاطفية  وشاملة. ولكن هذه الطريقة كانت لا تزال تعتمد على وجهة نظر شخصية للباحثين


من ثمانينات القرن الماضي ، إمكانية تحليل العضلات المستخدمة للتعبير عن المشاعر الفردية بمزيد من التفاصيل (المعروفة باسم طريقة FACS  دعمت النتائج السابقة: عندما يعبر شخص  اعمى عاطفياً بعفوية ، كالذهول،  فإن هذا الشخص  سيستخدم نفس العضلات - وبعبارة أخرى، سيكون له رد فعل مماثل لتلك التي  يعبر بها  شخص يستطيع الرؤية. ولكن  عندما طلب الباحثون من أعمى للتعبير  عن المشاعر، وجدوا اختلافات عن القواعد التعبيرية التي كانوا يتوقعونها. وظهرت النتائج نفسها في العقد الذي بدأ من عام ٢٠٠٠. حلل العلماء دورة الألعاب الأوليمبية للمعوقين لعام ٢٠٠٤: لقد عبر الرياضيون العميان  والعاديون  عن سعادتهم وخيبة أملهم بطرق مماثلة، بما في ذلك الابتسامات القسرية للمنافسين الذين فازوا  بالمركز الثاني، والقريب  من هدفهم.

يقول دانيال فالينت، باحث في فابس: "نحن نعمل على كيفية استبدال البصر بالوسائل الأخرى للتعبير  عن الحالات العاطفية، ولا سيما باستخدام الحواس الأخرى". وهذا يستلزم التأكد من أن المكفوفين لديهم إمكانية الوصول إلى الرموز العاطفية في شكل نماذج أو رسومات يمكن أن يلمسوها.  في الواقع، مقدرتهم  على لمس وجوههم هي ميزة هائلة لعملية التعلم. بإمكان المكفوفين تعزيز تصوراتهم   وكذلك تعلم كيف يسيطرون على  حرارة  التعبير عن عواطفهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق