٢١ أغسطس ٢٠١٧
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٦٦ لسنة ٢٠١٧
Devil versus angel: When do they shift into action in the face of temptation?
للإفطار هذا الصباح، كان علي أن أختار بين دونات الشوكولاته وبين وعاء من دقيق الشوفان. ( الدونات كان لذيذاً). طوال اليوم علي ان أتصارع مع الالحاحات لمطالعة تويتر، وترك الصالة الرياضية، ومشاهدة "لعبة العروش" في وقت متأخر من الليل. في كل لحظة، هناك إغراء.
الاستسلام لهذه النداءات الإنذارية يمكن أن تكون غير صحية. وتدمر تطلعاتنا وتقصر أعمارنا وتحرف بوصلتنا الأخلاقية. فماذا علينا أن نفعل؟
في الأفلام والرسوم المتحركة كثيرا ما تصور الصراع من أجل ضبط النفس على أنه شيطان على أحد الكتفين مشجعاً على سلوك اندفاعي، وملاك على الكتف الأخر، يحث على ضبط النفس.
استعارة الشيطان والملاك هذه تتناسب بشكل جيد مع الطريقة التي فسر بها علماء النفس ضبط النفس: الدفع والجذب بين نظامنا الإندفاعي العاطفي (الذي يجذبنا نحو الانغماس) ونظامنا المتأني المنطقي (الذي يأخذ في الاعتبار طول الأمد).
ولكن علماء النفس قد ناقشوا أيضا بأن هذين النظامين لا يعملان بالتزامن. أجرينا سلسلة من الدراسات الجديدة للتمييز بين ظهور الشيطان والملاك حين نواجه الإغراءات.
الشكل: اختيار عينة مع مسارات فأرة كومبيوتر مختلفة تبين مدى ضبط النفس اذ ما خير الشخص بين شيئين : هنا بين الشوكولاتة والخضار |
وكان الإجماع بين علماء النفس أنه عندما نرى تلك الدونات، يستجيب نظامنا الإندفاعي أولاً، مما يؤدي بسرعة إلى الاندفاع تلقائياً. ويتدخل النظام الأكثر رقابة (أحيانا) في وقت لاحق في محاولة لكظم الإغراء. من هذا المنطلق، الشيطان يصل في الوقت حين بكون هناك صعوبة ، والملاك يصل في وقت متأخر ليأخذ دوره وعليه أن يهاجم الشيطان.
وهذا يعني أن ضبط النفس يعتمد إلى حد كبير على الملاك. وفي الواقع، المجتمع الحديث يدافع من قوة الإرادة - فكرة أن أنجح الناس هم أولئك الذين يستطيعون ضبط النفس والتحكم في حيوان اندفاعهم بحيث يسود العقل والعقلانية. وهذا يشير الى وسائل علاجية واضحة جدا للفشل الشخصي: قوة إرادة أكبر ونفس أكثر صرامة.
ولكن هل هذا صحيح؟
في بحثنا الجديد تحت الطبع في مجلة علم النفس، استخدمنا أداة تتبع فأرة الكمبيوتر لفهم كيف يتخذ الناس قرارات ضبط النفس بشكل أفضل. مع أكثر من ٦٥٠ متطوع، سجلنا كيف نقل الناس فأرة الكمبيوتر حين قرروا بين الإغراءات القصيرة الأمد مقابل الأهداف الطويلة الأمد : غذاء صحي مقابل غذاء غير صحي.
وبعبارة أخرى، فإن قرارات الناس الناجحة لا (في عادة) تتكشف في الأول كدافع تجاه الإغراء ثم كظمه بصعوبة. وبدلا من ذلك، يبدو أن قراراتنا تسترشد بالإغراء والهدف بشكل تزامني.
الإرادة لا يمكن أن تفعل كل شيء
وعلى الرغم من الحكمة السائدة، اذاً الناس الذين يتمتعون بضبط النفس الجيد ليسوا من الماهرين في مقاومة الاندفاع، ولكنهم أولئك الذين هم أقل عرضة للتعرض للاندفاع الكامل في المقام الأول. وتشير هذه البيانات إلى أن الفكرة الشائعة لشيطان سريع يليه ملاك بطيء قد لا تعكس كيف تتكشف القرارات الناجحة فعليا في معظم الحالات.
ويبين هذا البحث الجديد أن التركيز على قوة الإرادة وتثبيط الاندفاعات قد يكون في كثير من الأحيان قليلاً ومتأخرا جدا. فبدلا من أن يجبر نفسه ضد الإغراء، قد يكون من المثمر أن تقوم بعمل مسبق - من خلال التركيز على القرارات الصغيرة التي يمكن أن تساعدنا على تجنب الدوافع المغرية تماما. وقد دافع علماء النفس الآخرون، مثل أيليت فيشباخ وزملاؤه، عن هذا النهج بالتحكم الوقائي. على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يتجنب المواقف التي من المرجح أن تؤدي الى الاندفاعات، كالمرور في ممر تباع فيه الحلوى.
ولا يمكننا بالطبع ان يكون لنا عالم دون أي إغراءات، ولكننا قد ننظر بجدية أكبر إلى استراتيجية وقائية بدلا من أن نحاول فقط زيادة قوة إرادتنا. ولكن في الوقت الذي يبدو فيه الشيطان على كتفنا، فإنه غالبا ما يكون متأخرا جدا. ومن الأفضل ان تعمل على طرق تتجنبه بشكل تام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق