الكاتب: نيكولس ليسيكا
المترجم: ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٣٦٧ لسنة ٢٠١٧
Intermittent fasting could help tackle diabetes – here’s the science
الصيام المتقطع هو موضة هذا الزمن . ولكن لا تنخدع: انه أكثر بكثير من مجرد تقليعة أخيرة. الدراسات الحديثة على هذا النوع من الصيام - بمحدودية الأكل في جزء من الوقت، ولكن ليس كل الوقت - أنتجت عددا من النجاحات، ولكن أحدث التجارب التي ضمت مرضى السكري قد تكون الأكثر إثارة للإعجاب بعد.
نشأت فكرة الصيام المتقطع بعد أن انبهر العلماء بآثار تقييد السعرات الحرارية المستمر. وقد أظهرت عدد من الدراسات على العديد من الحيوانات المختلفة أن تناول الطعام المقيد طوال مرحلة البلوغ يؤدي إلى تحسن دراماتيكي في طول العمر والصحة العامة.
وأسباب هذه التحسن ليست واضحة بعد. ويبدو أن جزءا من ذلك هو أن البقاء من دون طعام يعطي الخلايا في الجسم استراحة تحتاج إليها لأداء الصيانة والإصلاح. ولكن عدم وجود الغذاء يجبر الخلايا أيضا على اللجوء إلى مصادر بديلة للطاقة. بعض من هذه المصادر، مثل الكيتونات وهي الجزيئات التي يتم تصنيعها في الكبد من الدهون المعاد تدويرها - يبدو أنها مفيدة.
"الصيام" بدون صيام
والمشكلة هي أن تحديد كمية السعرات الحرارية المستمر ليس عملياً: من السهل على الباحثين ان يفرضوا هذا النوع من الصيام على حيوانات المختبر، ولكن من الصعب على الناس أن يفرضوه على أنفسهم في الواقع العملي. لحسن الحظ، لقد تعلمنا أن تقييد كمية السعرات الحرارية المستمر ليس ضرورياً حقا. الصيام المتقطع يبدو أن له الكثير من الفوائد نفسها.
هناك نوعان رئيسيان من الصيام المتقطع. احد الأنواع والمعروف باسم " التغذية المقيدة بالوقت"، يتطلب تناول الطعام فقط خلال ساعات قليلة من اليوم - مثلاً بين الساعة العاشرة صباحاً حتي السادسة مساءاً، هذه المقاربة تعطي الجسم استراحة طويلة من الطعام في كل ليلة، ويقوي أيضا إيقاعات الساعة البيولوجية المفيدة.
النوع الآخر من الصيام المتقطع - والذي اصبح معروفاً شعبياً باسم النظام الغذائي ٥: ٢ - ويعرف باسم "الصيام الدوري". هذا النهج ينطوي على التناوب بين فترات طويلة من الأكل غير المقيد وفترات قصيرة من تناول القليل جدا (ينطوي على خمسة أيام من تناول الطعام بشكل طبيعي، ويومين من تناول السعرات الحرارية المقيدة).
ليس من الواضح بعد اي من النوعين من الصيام المتقطع هو الأفضل . ولكن البيانات تشير حتى الآن ان كلا النوعين مفيد.
علاج السكري في الفئران والرجال
وقد ركزت الدراسات الأخيرة لآثار الصيام المتقطع والصيام الدوري على وجه الخصوص على مرض السكري . كخطوة أولى، بدأ الباحثون بقيادة فالتر لونجو من جامعة جنوب كاليفورنيا، من خلال اختبار ما إذا كان الصيام الدوري يمكن أن يعالج مرض السكري في الفئران. استخدموا الفئران المهندسة وراثياً التي تفتقر إلى هرمون دهون اللبتين leptin لتنظيم مدخولها من الطعام. هذه الفئران أفرطت في الأكل باستمرار وأصبحت بدينة ومريضة بالسكري في مرحلة بلوغها .
ووجد الباحثون أنه بعد بضعة أشهر فقط من الصيام الدوري - بالتناوب بين سبعة أيام أكل غير مقيد و أربعة أيام بأكل مقيد - شُفيت من مرض السكري . هذه نتيجة مذهلة. ولكن ما هو أكثر ادهاشاً هو السبب الذي وراء ذلك.
فقدت الفئران الوزن أثناء الصيام الدوري، مما ساعد على الشفاء بالطبع. ولكن هذه ليست كل القصة . الصيام الدوري حل فعلا المشكلة مباشرة في أحد مصادره: وهو البنكرياس.
مرض السكري هو مرض يتميز بزيادة سكر الدم " وهو ما يعني حقا زيادة غلوكوز الدم. انه الى حد كبير مشكلة الأنسولين.
عادة، يجعل الانسولين الخلايا في الجسم أن تأخذ الجلوكوز من الدم. ولكن مع مرض السكري، يبقى الجلوكوز في الدم لأن الخلايا لم تعد تمتصه . ويرجع ذلك جزئيا إلى أن العديد من الخلايا تفقد حساسيتها للأنسولين، ولكن أيضا لأن البنكرياس توقف عن إنتاجه .
اتضح أن الصيام الدوري يجعل البنكرياس يبدأ بإنتاج الأنسولين مرة أخرى. أيام الأكل المقيد أعطى البنكرياس استراحة سمحت له بإزالة وإعادة تدوير العديد من خلاياه. ثم، عندما بدأت الفئران بالأكل مرة أخرى، ظهرت خلايا جديدة قادرة على إنتاج الأنسولين.
وهكذا تقلص البنكرياس خلال أيام الأكل الأربعة المقيد، ونمى مرة اخرى خلال أيام الأكل السبعة غير المقيد. بعد عدة دورات من التقلص وإعادة التدوير وإعادة النمو، عاد البنكرياس وكأنه جديد.
السؤال الكبير، بطبيعة الحال، ما إذا كان الصيام المتقطع سيكون له نفس الآثار في البشر. الجواب ليس واضحا بعد، ولكن المؤشرات الأولية من المرحلة الثانية من التجربة الإكلينيكية التي نشرت مؤخرا، والتي كانت ايضاً بقيادة لونغو، كانت واعدة.
في هذه الدراسة، ١٠٠ شخص قاموا بسلسلة من دورات الصيام المتقطع كل منها كان لمدة ٣٠ يوما من الصيام الدوري، حيث شملت ٢٥ يوما من الأكل غير المقيد وخمسة أيام من الأكل المقيد. بعد ثلاث دورات فقط، أولئك الذين بدأوا التجربة بارتفاع في نسبة سكر الدم شهدوا تحسناً كبيراً. والأهم من ذلك، أن أيا من المتطوعين في التجربة لم يشهدوا أي آثار ضارة.
لذا فإن الأدلة الداعمة للصيام المتقطع تستمر في التزايد . هل هذا يعني أننا يجب أن نفعل كل ذلك؟ ليس بالضرورة.
الصيام المتقطع يبدو أن يكون أكثر فائدة لأولئك الذين يعانون بالفعل من زيادة في الوزن وغير أصحاء . في حين يبدو أيضا ان للصيام المتقطع بعض الفوائد للحيوانات النحيفة والسليمة، فإنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان الشيء نفسه ينطبق على البشر.
وهناك مرحلة ثالثة من ممارسة الصيام المتقطع في البشر التي من شأنها توضيح الكثير من الأشياء من المقرر أن تبدأ قريبا. والنتائج ستكون بلا شك مثيرة جدا.
هل يصلح هذا المقال استخدامه كمصدر لرسالة ماجستير
ردحذف