النمل الكسول يجعل من نفسه مفيداً بأساليب غير متوقعة

٨ سبتمبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم ٣٨٧ لسنة ٢٠١٧

Lazy Ants Make Themselves Useful in Unexpected Ways

University Communications

Daniel Stolte

University Communications

September 8, 2017

مقدمة المترجم:؟

لا يزال الحيوان مصدر الهام للانسان منذ حادثة الغراب وابني آدم عليه السلام؟؟!!! الى عصرنا الحاضر .  تطالعنا الاخبار العلمية بين الفينة والاخرى عن هذا الاستلهام وكيف استفاد منه العالم في صناعاته المختلفة والمعقدة .  بل استفاد منها في ماهو متعسر على الفرد ادراكه من تلقاء نفسه. وليس اخرها ما قام به البرفسور هيمانشو ميشرا من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتنكلوحيا  ( اخر يوليو ٢٠١٧) من الاستفادة  من تركيبة جلدالكهدليات ( springtails) في سعيه للخروج بأفكار مبتكرة. لصنع  مواد  تقليدية كاللبلاستيك  للحد من ترسب الفطريات والمواد الغيرعضوية وخفض مقاومة الماء في أغشية التقطير، وصناعة  مواد مقاومة للماء وفي عملية فصل الماء عن الزيت..

وعوداً على بدء فكما ابهر النمل النبي سليمان عليه السلام لا زال مبهراً للانسان الحديث وذلك في تنظيمه الاداري والعملي ليستفيد منه ليس فقط في تنظيم العمالة بل في  اجهزة  الكومبيوتر والتحسين من ادائها وتخزين المواد 

----النص--

قد تبدو غير نافعة، لكنها ليست كذلك : ما يسمى بالنمل الكسول هي بمثابة شغالات  جديدة  على استعداد لتحل محل الشغالات الأعلى  إنتاجية  عند الحاجة.

إذا كان أول شيء يتبادر إلى الذهن عند التفكير في النمل انه "كادح"، فقد  تُفاجأ. في عام ٢٠١٥، أفاد علماء الأحياء في جامعة أريزونا أن جزءاً كبيراً من "العاملات" التي تشكل مستعمرة النمل أمضت الغالبية العظمى من يومها في مهمة واحدة: انها لا تقوم  بأي عمل  على الاطلاق.

يقول دانيال شاربونيو، الذي كرس أطروحة  الدكتوراه لدراسة سلوك هذه النمل الكسول، ان هذا النمل جالس هناك بلا عمل. "وما كانت تفعل  شيئاً آخر اذا ما كانت  تفعل  شيئا على الإطلاق، كانت تقوم  بأعمال روتينية حول بيوتها، مثل القليل من حضانة البيض هنا أو تهيء عاملة آخرىً هناك

مراقباً  لمستعمرات النمل التي تم الاحتفاظ بها في المختبر وجد  تشاربونو أن  ​​٤٠٪ في المتوسط منها  غير نشطة  في الغالب، مع بعض الاختلاف بين الفصول والمستعمرات والأنواع. ولا يبدو أن نمله ، الذي ينتمي إلى نوع  تيمنوثوراكس روجاتولوس( نمل موجود في غابات غرب امريكا)، هو فلتة  من فلتات الطبيعة، كما يقول تشاربونو، كما يمكن ملاحظة أنماط مماثلة في الحشرات الاجتماعية الأخرى، وحتى نحل العسل. ؟؟؟؟؟

النمل من النوع تيمنوثوراكس روجولاتوس يعيش في المناطق الجبلية من الجنوب الغربي من امريكا هنا، تقوم العاملات بأعمال داخل عش في المختبر. (الصورة: مات فيلازكيز)

تشاربونو والمشرفة على بحثه للدكتوراه، استاذة علم البيئة وعلم الأحياء التطوري  آنا دورنهاوس، نشرا هذه النتائج في عام ٢٠١٥. في ذلك الوقت، يمكن للباحثين فقط من التكهن عن الغرض من الحفاظ على جحافل من العاملات  "غير النشطات".

في ورقة جديدة، نشرت في مجلة   بلوس ون المفتوحة على الانترنت، الباحثان  تشاربونو، تاكاو ساساكي من جامعة أكسفورد و دورنهاوس بينا  لأول مرة أن النمل الخامل يمكن أن يكون بمثابة قوة عمالة احتياطية. وعندما قاموا بإزالة ٢٠ في المئة من العاملات الأكثر نشاطا، وجدوا أنه في غضون أسبوع، تم استبدالها في الغالب من قبل  نمل ينتمي  إلى الديموغرافية "الكسولة"، والتي صعدّت و زادت من مستويات نشاطها لتتناسب مع تلك الخاصة بالعاملات  المفقودات.

يقول تشاربونيو: "هذا يشير إلى أن المستعمرة تستجيب لفقدان العاملات  النشطات جدا من خلال استبدالها بعاملات غير نشطة".

يقول دورنهاوس المؤلف المشارك: "إن العمل كقوة عاملة بديلة كانت فكرة  محل الظن  لفترة طويلة  عن وظيفة النمل" الكسول "، لكن هذا  كان مجرد افتراض ولم يتم تأكيده من الناحية التجريبية.

وقد اقترح باحثون آخرون وظائف مختلفة - من العمل كمخازن للأغذية حية الى وضع البيض للاستهلاك من قبل  زميلاتها  في العش، وقد أجرى تشاربونو تحقيقا في العديد منها من خلال تجارب شملت وضع علامات على أفراد منها في المستعمرة وتتبع تحركاتها من خلال تسجيلات الفيديو.

"نحن نضع نقاطاً صغيرة من الطلاء عليها"، كما يوضح. "واحدة على الرأس، واحدة على الصدر، واثنتين من النقاط على البطن، تركيبة   الألوان والموقع يحدد كل منها، حتى نتمكن من تتبع ذلك في تسجيلات الفيديو ".

"نحن لا نعرف مدى سرعة التغير  في الأعداد  في بيئتها الطبيعية"، كما يقول، "ولكن لا يتطلب الكثير في فقد  المستعمرة مجموعة من العاملات، حيث أنها يمكن أن تعيش لمدة تصل إلى خمس سنوات أو أكثر ، عليها أن تقاوم  برد الشتاء وتساقط الثلوج عليها مما يقتل بعض العاملات منها في كل موسم"

كشف تحليل تسجيلات الفيديو أن المستعمرة تنقسم إلى أربعة ديموغرافيات رئيسية، وفقا ل تشاربونو: ، النمل الكسول الغير نشط؛ ما يسمى بالمشاة التي تقضي معظم وقتها تتجول فقط حول العش. العلاّفات التي ترعى  المهام الخارجية كالعلف وبناء الجدران الواقية من الصخور الصغيرة؛ والحاضنات  المسؤولة عن احتضان / الرقاد على البيض  .

لاحظ تشاربونو أن النمل الكسول يميل إلى أن يكون لديه أكثر من بطن منتفخ، مما يشير إلى إمكانية أنها يمكن أن تكون بمثابة "مخازن غذاء حية". نشرت هذه الدراسة في ورقة أخرى صدرت مؤخرا، وهي تنتظر المزيد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان محيط جسمها الأكبر هو سبب أو نتيجة لنمط حياة العاملات  الأكثر  كسلاً.

لمعرفة ما يمكن أن يحدث إذا فقدت مستعمرة كميات كبيرة من الأعضاء غير النشطة، قام تشاربونو ودورنهاوس بتجربة منفصلة حيث أزالا ٢٠ في المئة من النمل الأقل نشاطاً . ووجد الباحثان أن تلك النمل، على عكس قريناتها الأفضل أداءً، لم يتم استبدالها.

يقول المؤلفان إن هذا يشير إلى أن العاملات  لا تتحول  من مجموعات مهام أخرى ليحلوا محل العاملات  "غير النشطات" التي أُزيلت، مشيراً إلى أن مشكلة تعديل العرض الى الطلب ليست خاصة فقط بالحشرات الاجتماعية. 

ومن الشركات التي تقوم بتخزين المواد في المستودعات لتلبية الطلب المتزايد أو توظيف عمال عرَضي ( في أوقات الحاجة)   من وكالات توريد العمالة الخارجية، إلى أنظمة الكمبيوتر التي تحقق أداء أفضل إذا كانت مجهزة بتجهيزات الطاقة الاحتياطية "، 

فإن المشكلة التي تواجهها جميع هذه الأنظمة هي كيفية تنظيم العرض أو الاحتياطي من للقوى العاملة على النحو الأمثل  كتقليل تكاليف الحفاظ على هذه الاحتياطيات ".

ويقول تشاربونيو: "تكهناتي هي: بما أن العاملات الشابات تبدأ كعضوات مستضعفة في المستعمرة، فمن المنطقي لها أن تضعف وأن تكون  غير نشطة". "ولأن مبايضها هي  الأكثر نشاطا، فإنها تنتج  البيض، وبينما تقوم بذلك، فإنها قد تخزن  الطعام أيضا، وعندما تفقد المستعمرة العاملات ، فمن المنطقي أن تحل محلها تلك النمل التي لم تكن مشغولة بالفعل بمهام اخرى."

https://uanews.arizona.edu/story/lazy-ants-make-themselves-useful-unexpected-ways