٧ أغسطس ٢٠١٧
الكاتب ؛ مات وود
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة ٣٧٥ لسنة ٢٠١٧
Big data yields surprising connections between diseases
Posted on August 7, 2017
by Matt Wood
باستخدام بيانات مطالبات التأمين الصحي لأكثر من ٤٩٠ ألف شخص من حوالي ١٣٠ ألف أسرة قام الباحثون في جامعة شيكاغو بوضع تصنيف جديد للأمراض الشائعة على أساس عدد مرات حدوثها بين الاشخاص المرتبطين جينياً. ويأمل الباحثون ان هذا البحث ، الذي نشر في نيتشر جينتكس ، سيساعد الأطباء على تحسين تشخيص ومعالجة الأسباب الجذرية بدلا من الأعراض.
ويأمل الباحثون أن يساعد هذا العمل، الذي نشر في الأسبوع الواقع في ٨ أغسطس ٢٠١٧ في مجلة نيتشر جينيتيكس، ان يساعد الأطباء في إجراء تشخيص أفضل وعلاج الأسباب الجذرية للمرض بدلا من علاج أعراضه.
"معرفة التشابه الوراثي بين الأمراض قد يعني أن الأدوية التي هي فعالة لمرض ما قد تكون فعالا لمرض آخر"، وقال الدكتور أندري رزيتسكي في علم الوراثة البشرية في جامعة شيكاغو وكبير مؤلفي الورقة. "وبالنسبة لتلك الأمراض ذات العنصر البيئي الكبير، فهذا يعني أننا ربما نتمكن من منعها عن طريق تغيير البيئة".
وتشير نتائج الدراسة إلى أن تصنيفات الأمراض المعيارية - التي تسمى بعلوم تصنيف الأمراض القائم على الأعراض أو التشريح - قد تؤثر على الترابطات بين الأمراض التي لها نفس الأسباب بشكل سلبي . على سبيل المثال، أظهرت دراسة جديدة أن الصداع النصفي، والذي عادة ما يصنف على أنه مرض من امراض الجهاز العصبي المركزي، يبدو أنه متشابه وراثياً بشكل كبير بمتلازمة القولون العصبي، وهو اضطراب التهاب الأمعاء.
قام رزتسكي وفريق من الباحثين بتحليل سجلات، وهي قاعدة بيانات لمرضى تم حجب أسمائهم من أكثر من ٤٠ مليون أسرة في الولايات المتحدة. وقد اختاروا مجموعة فرعية من السجلات استنادا إلى المدة التي يكون أولياء الأمور وأطفالهم مُغطيَن في إطار خطة التأمين نفسها ضمن إطار زمني يرجح أن يكون عندما يكون الأطفال في نفس المنزل مع والديهم. وقد استخدموا مجموعة البيانات الضخمة هذه لتقدير الارتباطات الوراثية والبيئية بين الأمراض.
وبعد ذلك، باستخدام الأساليب الإحصائية التي تم تطويرها لإنشاء أشجار تطورية للكائنات الدقيقة الحية، أنشأ الفريق تصنيفاً للمرض معتمداً على مقياسين. ركز أحدهما على الارتباطات الوراثية المشتركة للأمراض، أو عدد المرات التي حدثت فيها الأمراض بين الأشخاص المرتبطين وراثيا، كالوالدين والأطفال. أما الأخرى فركزت على البيئة الأسرية، أو عدد المرات التي تحدث فيها الأمراض بين من يتقاسمون منزلا ولكنهم لا يمتلكون خلفيات جينية متماثلة كاملة أو جزئية كالأزواج والأشقاء.
و قد انشأت تصنيفات جديدة للمرض عن طريق تحليل الارتباطات الوراثية والبيئية بين أفراد الأسرة
وركزت النتائج على ٢٩ مرضاً كانت ممثلة بشكل جيد في كل من الأطفال والوالدين لبناء أشجار تصنيف جديد. كل "فرع" من الشجرة بُني بمجموعات ( أزواج) من الأمراض ترتبط ارتباطا وثيقا مع بعضها البعض، يعني أنها تحدث معاً في كثير من الأحيان ، سواء بين الوالدين والأطفال الذين يشتركون في نفس الجينات، أو أفراد الأسرة الذين يشتركون في نفس البيئة المعيشية.
وقال كانيكس وانغ، وهو طالب دراسات عليا في جامعة شيكاغو ومؤلف الدراسة الرئيسي: "إن العدد الكبير من العائلات في هذه الدراسة سمح لنا بالحصول على تقديرات دقيقة للعلاقات الوراثية والبيئية، والتي تمثل الأسباب الشائعة لأمراض مختلفة ومتعددة". "وباستخدام هذه الأسباب الوراثية والبيئية المشتركة، أنشأنا نظاما جديدا لتصنيف الأمراض على أساس بيولوجيتها الذاتية".
وكانت أوجه التشابه الجيني بين الأمراض أقوى من ارتباطاتها البيئية المقابلة. أما بالنسبة للغالبية العظمى من الأمراض العصبية والنفسية، كالفصام والاضطراب الثنائي القطب ، فإن الارتباطات البيئية تقارب تقريبا ارتباطات الجينات الوراثية . وهذا يشير إلى أن هناك عناصر من البيئة الأسرية المشتركة التي يمكن تغييرها للمساعدة على منع هذه الاضطرابات.
كما قام الباحثون بمقارنة نتائجهم مع النسخة ٩ من التصنيف الدولي للأمراض (ICD-9) الذي تم استخدامه على نطاق واسع، ووجدوا
مجموعات إضافية غير متوقعة من الأمراض. على سبيل المثال، مرض السكري من النوع الأول، وهو مرض الغدد الصماء المناعي الذاتي، لديه ارتباط وراثي عالي مع ارتفاع ضغط الدم، وهو مرض في الدورة الدموية. كما رأى الباحثون وجود ارتباطات جينية عالية بين الأمراض الشائعة، على ما يبدو، كالربو والتهاب الأنف الأرجي والتهاب المفاصل والفُصال العطمي والتهاب الجلد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق