الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

مشكلة الفتيات الذكيات




 نشرت في  ٢٧  يناير ، ٢٠١١

الكاتبة: الدكتورة هايدي جرانت هالفورسون، مديرة مشاركة في مركز العلوم وكلية كولومبيا للأعمال، 

المترجم :ابو طه/ عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٣٧٦ لسنة ٢٠١٧

The Trouble With Bright Girls Psychology Today

Posted Jan 27, 2011

Heidi Grant Halvorson, Ph.D., is the Associate Director of the Motivation Science Center and Columbia Business School,



بالنسبة للنساء،  القدرة لا تؤدي دائما إلى الثقة. وإليك السبب.


المرأة الناجحة تعرف جيدا أنه في أي مهنة يهيمن عليها الرجال، فإننا كثيرا ما نجد أنفسنا في وضع صعب جدا.  وبشكل روتيني يستهان بِنَا    ولا يستفاد منا بالمستوى المطلوب ، بل وتتقاضى اجوراً اقل مما نستحق. تشير الدراسات إلى أن النساء يحتجن للأداء بمستويات مرتفعة للغاية، وذلك فقط ليظهرن انهن مقتدرات  بنحو معتدل بالمقارنة مع زملاء العمل من الذكور.

ولكن في تجربتي، المرأة الذكية والموهوبة نادراً ما تدرك أن واحدة من أصعب العقبات حتى تكون  ناجحة تكمن  في داخل نفسها. نحن ( النساء) نقيّم قدراتنا  ليس فقط بأكثر قساوة، ولكن بشكل مختلف جذريا عن  الرجال. معرفة  لماذا نفعل ذلك هي الخطوة الأولى لتصحيح الخطأ الفظيع. وللقيام بذلك، نحتاج إلى اتخاذ خطوة إلى الوراء زمنياً .
وهناك احتمالات جيدة أنه لو كنت موظفة  ناجحة اليوم، فقد كنت فتاة ذكية في  الصف الخامس الابتدائي. وقد قامت مشرفتي في  الدراسات العليا، عالمة النفس الدكتورة كارول دويك (مؤلفة كتاب الذهنية ) بإجراء سلسلة من الدراسات في الثمانينيات، باحثة  عن كيف يتعامل الأولاد  والبنات الأذكياء في الصف الخامس ابتدائي  مع المواد الجديدة والصعبة والمربكة.

ووجدت (الدكتورة كارول)  أن الفتيات الذكيات ، عندما أعطين شيئا غريباً ومعقداًبشكل خاص ليتعلمنه، تخلين عنه سريعاً - وكلما ارتفع معدل الذكاء لدى الفتيات، كلما كان استستلامهن ( تخلينهن ) سريعاً . في الواقع،  الفتيات الاتي تحصلن على درجة امتياز (A) على التوالي-  أظهرن ردوداً يائسة أكثر . ومن ناحية أخرى،  رأى الأولاد الأذكياء  أن المواد الصعبة تمثل  تحدياً لهم ، ووجدوها  منعش /منشط. وكانوا أكثر احتمالاً  لمضاعفة جهودهم لا التخلي عنها.

لماذا  يحدث هذا؟ ما الذي يجعل  الفتيات الذكيات غير محصنات، وأقل ثقة في حين كان عليهن  أن يكن أكثر ثقة من الأطفال في الفصل؟ في  الصف الخامس الابتدائي، البنات بصورة روتينية يتفوقون على  الأولاد في كل المواد، بما في ذلك الرياضيات والعلوم. لذا لم تكن هناك اختلافات بين هؤلاء الأولاد و البنات  في كل المواد بِما فيها الرياضيات والعلوم، وعليه ليس هناك فرق بين هؤلاء الاولاد والبنات في  القدرة كما لايوجد فرق في نجاحات الماضي ايضاً.  الفرق الوحيد هو في كيف يفسر الأولاد الأذكياء والفتيات الذكيات الصعوبة - ماذا يعني ذلك لهم عندما تبدو المادة صعبة  عليهم  في تعلمها.  الفتيات أسرع بكثير للشك في قدراتهن، حتى يفقدن الثقة، ويصبحن أقل فعالية كمتعلمات نتيجة لذلك.

الباحثون كشفوا سبب هذا الفرق في كيف تُفسر الصعوبة ،  وببساطة : في أكثر الأحيان،  الفتيات الذكيات يعتقدن أن قدراتهن  فطرية و غير قابلة للتغيير، في حين  ان الأولاد الاذكياء يعتقدون أنه بإمكانهم   تطوير قدراتهم  من خلال الجهود والممارسة.
كيف طور الفتيان والفتيات  هذه الآراء المختلفة؟ على الأرجح، فإن الأمر يرتبط بأنواع من التغذية الاسترجاعية  التي نحصل عليها من الوالدين  والمعلمين كأطفال صغار.  الفتيات اللواتي يبدين ضبط النفس مبكراً واللاواتي هن  أكثر قدرة على اتباع التعليمات، غالباً ما  يُشاد بهن على انهن جيدات  عندما بتميزن في المدرسة، يقال لنا أننا "ذكيات جدا"، "سريعات الفهم"، أو "هذا الطالبة جيدة". هذا النوع من الثناء يعني أن الصفات كالذكاء وسرعة الفهم والجودة ( الكون جيداً)  هي صفات قد تملكها وقد لا تملكها.

من ناحية أخرى،  الفتيان قليلون. ومجرد محاولة تهدأة  الفتيان  وجعلهم  ينتبهون الى الدرس  يعتبر تحدياً حقيقياً لكل  من الوالدين أو المعلم. ونتيجة لذلك، يُعطى  الأولاد الكثير من التغذية الاسترجاعية  التي تؤكد على جهودهم (على سبيل المثال، "لو كنت قد انتبهت للدرس فقد يكون بإمكانك أن تتعلم هذا"، "لو حاولت ان تجتهد اكثر  قليلا فقد تحصل على  الاجابة الصحيحة". النتيجة النهائية : عندما  يكون تعلم شيئ جديد  صعباً ، تأخذه  الفتيات  علامة على  أنهن لسن "جيدات" و "ذكيات"، ويأخذه الفتيان  علامة على ان عليهم  الانتباه وبذل  المزيد من  الجهد.

ونحن نواصل حمل هذه المعتقدات، وغالباً بدون وعي،  معنا طوال حياتنا. ولأن من المحتمل ان ترى الفتيات الذكيات  قدراتهن أنها سمات فطرية وغير قابلة للتغيير، فإنهن يكبرن ليصبحن نساء قاسيات على أنفسهن - النساء اللواتي سيستنتجن مبكراً  أنه ليس لديهن ما يلزم من (عوامل)  النجاح في مجال معين ، يستسلمن  في وقت مبكرٍ جدا.
.
حتى إذا تم إزالة كل عائق خارجي لترقى المرأة إلى أعلى المناصب في المؤسسة - كل فرص عدم التكافؤ وكل القوالب النمطية الشوفينية وكل التحديات التي نواجهها في الموازنة بين العمل والأسرة -  يتعين علينا التعامل مع حقيقة أنه من خلال معتقداتنا الخاطئة عن قدراتنا، فقد نكون  أسوأ عدو لأنفسنا.

كم مرة  وجدت نفسك تتجنبين التحديات وتلعبيها بالطريقة الآمنة، متمسكة  بالأهداف التي تعرفين انها  ستكون  سهلة التحقق  بالنسبة لك ؟ هل توجد هناك أشياء كنت قد قررت منذ وقت طويل أنه لا يمكنك  أبداً أن تكونين جيدة فيها؟ مهارات  تعتقدين  أنك لن تحصلي عليها؟ فإذا  كانت هذه القائمة ( من هذه الأشياء)  طويلة، فأنتِ على الارجح واحدة من البنات الذكيات - واعتقادك بأنك "عالقة" بالضبط كما كنتِ، فقد حدد هذا  بما هو أكثر من مسار حياتكِ مما  كنت ربما تتصورينه في أي وقت مضى. والذي سيكون لا بأس به، لو كانت قدراتك فطرية وغير قابلة للتغيير. 

بغض النظر عن القدرة - سواء أكانت سمات الذكاء او الإبداع او ضبط النفس او الجمال  أو الرياضة - فإن الدراسات تبين انها  مرنة بشكل كبير. عندما يتعلق الأمر بإتقان أي مهارة، تجربتك وجهدك ومثابرتك  مهمة  جداً. حتى لو كنت فتاة ذكية، فقد حان الوقت لتتخلي عن  اعتقادك (الخاطئ) عن  كيف تعمل القدرة   وتتبني حقيقة أنه يمكنك  دائما من تحسين واستعادة الثقة لمواجهة أي تحد  فقدتيه منذ فترة طويلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق