الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

رتشارد ثالر يفوز بجائزة نوبل لأبحاثه في الأقتصاد السلوكي


٩ اكتوبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٤٤٠  لسنة ٢٠١٧

Richard Thaler wins Nobel for work in behavioral economics



October 9, 2017

منحت جائزة نوبل في الاقتصاد يوم الاثنين ٨ أكتوبر ٢٠١٧  الى ريتشارد ثالر من جامعة شيكاغو وذلك لابحاثه  التي   بينت كيف يكون   اختيار الناس في القضايا الاقتصادية  - سواء اكانت على المدخرات أو عروض الألعاب مثل  البرنامج التلفزيوني  " ديل او نو ديل Deal Or No Deal  " - ليس دائما رشيداً.

فاز  ثالر بجائزة  مقدارها ٩ ملايين كرونور سويدي   او ما يعادل مليون ومائة الف دولار امريكي  دولار  وذلك  "لمعرفة  سايكلوجيا الاقتصاد"، حسبما ذكر سكرتير الأكاديمية السويدية للعلوم جوران هانسون يوم الاثنين الماضي.

يعتبر ثالر الأب  المؤسس للاقتصاد السلوكي، وهو المجال الذي يظهر أنه وبعيداً عما يصفه  صناع القرار العقلانيين  في النظرية الاقتصادية، غالبا ما يتخذ الناس الخيارات التي لا تخدم مصالحهم الفضلى. ويمكن أن يشمل ذلك، على سبيل المثال، يرفضون خفض خسائرهم عندما ترتكس قيمة استثماراتهم  أو يقومون برهانات كبيرة  في كازينو  القمار لأنهم مقتنعون بأن حظهم الاستثتائي سيستمر.

فالسلوك غير الرشيد  له عواقب اقتصادية: فالناس ينفقون أكثر مما ينبغي لهم ولا يدخرون  ما يكفي للتقاعد.  ويستثمرون    - في شراء المنازل في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على سبيل المثال، عندما كانت  الأسعار مرتفعة بالفعل بشكل خطير.
وقالت لجنة نوبل ان تالر قدم "تحليلا اكثر واقعية عن كيف  يفكر  الناس ويتصرفون عندما  يتخذون  قرارات اقتصادية".
ورداً على سؤال عبر الهاتف في مؤتمر صحافي عما خطط ان   يفعل  بجائزته المالية، قال ثالر انه ينوي ان ينفقها "بشكل غير  رشيد  بقدر الامكان". ''
YouTube 
وفي مقابلة أجراها في وقت لاحق مع وكالة أسوشيتد برس، قدم ثالر اجابة أعمق استندت إلى فلسفة دراساته:
"في النظرية الاقتصادية التقليدية،  انه سؤال سخيف، والسبب هو أن المال لا يأتي معنوناً ( عليه ملصق بالاسم )، لذلك حين تكون  أموالي  في البنك الذي أتعامل معه، كيف لي ان أعرف ما إذا كانت زجاجة الشراب  الفاخر التي اشتريتها ان ثمنها  سيدفع  من أموال جائزة نوبل  أم    من أموال اخرى؟ الجواب الجدي على السؤال هو أنني أخطط لانفق  بعضاً من ذلك على الاستمتاع  وأعطي  البقية  الى جهات هي في أشد الحاجة  اليه  يمكني ان اعثر  عليها."

في عام ٢٠١٥، قدم  ثالر جزءاً من فيلم  مع نجمة البوب ​​سيلينا غوميز في فيلم "ذي بيق شورت  The Big Short" حول الأزمة المالية العالمية. في المشهد، تالر يفسر "مغالطة اليد الساخنة"، حيث يعتقد الناس ان ما يحدث الآن سوف يستمر في الحدوث في المستقبل.

وردا على سؤال فى المؤتمر الصحفى يوم الاثنين ٨ أكتوبر ٢٠١٧ اذا كان يعتقد  ان هذه الملاحظة تنطبق على الرئيس الامريكى الذى حقق بعض النجاح كرئيس  اعمال تنفيذي  قبل دخوله السياسة قال "بالنسبة للرئيس ترامب اعتقد انه سيكون أداؤه حسناً  ليشاهد ذلك الفيلم".

في عام ٢٠٠٨، شارك ثالر في كتابة ورقة بحث عن التحقيق في الخيارات التي يواجهها المتنافسون في ألعاب مثل البرنامج التلفزيوني "ديل أور نو ديل Deal or no Deal "، بما في ذلك عن كيف تؤثر  النتائج المبكرة على القرارات اللاحقة  في اللعبة. في هذه الورقة، وجد ثالر والمؤلفون الآخرون  أن المتسابقين يصبحون أكثر جرأة في اختياراتهم عندما  لم تتحقق  توقعاتهم الأولية عن مقدار ما قد يفوزون به، سواء اكان بخسائر كبيرة أو بمكاسب كبيرة.

وتشمل مساهماته البحثية  ثالر دراسة سمة "العقلانية المحدودة" التي تتضمن سلوكا مثل عدم الرغبة في سداد ديون بطاقات الائتمان ذات الفوائد  العالية من حساب التوفير المنخفض الفائدة. وقد درس أيضا عدم وجود ضبط النفس من حيث صلته بالاقتصاد.

"شيء واحد نعترف به جميعا هو أن لدينا ملاكاً صغيراً على الجانب الأيسر من كتفينا وشيطان على الجانب الأيمن من كتفينا، والشيطان يريد منا أن نستمتع  على الفور في حين أن الملاك يريد منا أن نخطط  بطريقة مسؤولة وبعيدة النظر "، وفقا لما ذكره عضو لجنة الجائزة بيتر فريدريكسون لوكالة انباء اسوشيتيد برس.

ثالر ليس أول خبير اقتصادي سلوكي يفوز بجائزة نوبل. في عام ٢٠٠٢، ذهبت الجائزة إلى الطبيب النفسي الأمريكي الاسرائيلي  دانيال كاهمان الذي استخدم رؤى سايكلوجية لدراسة كيف  بتخذ الناس قرارات اقتصادية.
جائزة نوبل للاقتصاد هي شيء من النشاز -وصية ألفريد نوبل  لم تدعو إلى إنشائه ولكنها تكرم العلم الذي يشك  الكثير انه علم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق