١٦ اكتوبر ٢٠١٧
المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٥٤ لسنة ٢٠١٧
Updated October 16, 2017
تشير الأبحاث على الحيوانات إلى أن بعض العيوب يمكن الوقاية منها عن طريق خفض الحمى.
عرف الباحثون لعقود من الزمن أن الحمى في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تزيد من خطر الاصابة ببعض العيوب القلبية وتشوهات الوجه مثل الشفة المشقوقة أو سقف الفم. بالضبط كيف يحدث هذا، هذا غير واضح. وقد ناقش العلماء ما إذا كان المسبب للعيوب فيروساً أو مصدراً آخر للعدوى، أو إذا كانت الحمى وحدها هي المشكلة الأساسية.
لدى الباحثين في مستشفى ديوك ( Duke Health) الآن أدلة تشير إلى أن الحمى نفسها، وليس مصدرها الجذري، يمكن أن تتداخل مع تطور القلب والفك خلال فترة الثلاثة إلى الثمانية الأسابيع الأولى من الحمل. نشرت نتائجها، التي اثبتت في الأجنة الحيوانية في ١٠ أكتوبر ٢٠١٧ في مجلة ساينس سيقنالينق Science Signaling. تقدم النتائج مؤشرات جديدة حيث يواصل العلماء التحقيق في عيوب القلب التي تؤثر على ١٪ من المواليد الأحياء في الولايات المتحدة والشفة المشقوقة أو سقف الفم، مما يؤثر على حوالي ٤ الاف طفل في السنة.
وتشير النماذج الحيوانية إلى أن جزء من العيوب الولادية الخلقية لدى البشر يمكن منعه إذا تم علاج الحمى من خلال وسائل منها الاستخدام الحكيم للأسيتامينوفين acetaminophen خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العمر، وفقا لما ذكره المؤلف الدكتور إريك بينر، طبيب حديثي الولادة والأستاذ المساعد وطبيب الأطفال في ديوك.
"أملي الآن هو، كما تخطط النساء ليصبحن حوامل وأطباؤهن ينصحوهم بأن يبدأن في تناول الفيتامينات وحمض الفوليك قبل الولادة ، فإن أطباءهن يخبروهن أيضا ان عليهن الا يترددن في الاتصال بهم لو أصبن بالحمى ويضعن في الاعتبار اخذ مهدئات الحرارة، وعلى الأخص ألسيتامينوفين ( التايلينول) الذي تم دراسته على نطاق واسع وعرف انه آمن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل " كما قال الدكتور ايريك بينر . في حين ينصح الأطباء معظم النساء بتجنب أي دواء أثناء الحمل، قد يكون هناك فوائد لأخذ الاسيتامينوفين للحد من الحمى. يجب على النساء مناقشة جميع المخاطر والفوائد مع أطبائهن ".
الدكتور بينر يحذر من أن العقاقير المضادة للالتهابات (المسكنات) مثل ايبوبروفين والأسبرين يقلل أيضا من الحمى، ولكن لا ينبغي استخدام الأسبرين والنابروكسين أو الايبوبروفين خلال فترة الحمل. وقال الدكتور بينر ان هناك جدلاً مستمراً حول ما اذا كان الاستخدام المستمر للاسيتامينوفين امناً خلال فترة الحمل من اجل السيطرة على الامراض المستمرة مثل التهاب المفاصل.
"ومع ذلك، يعتبر استخدامه الحكيم لمشكلة حادة مثل الحمى آمناً. هذه النتائج تشير إلى أننا يمكن أن نقلل من خطر العيوب الخلقية التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تتطلب عملية جراحية ".
لمراقبة كيف تؤثر الحمى على الجنين النامي، درس الباحثون سمك الزرد zebrafish وأجنة الدجاج. ومن بين اكتشافاتهم، وجد العلماء أن خلايا العرف العصبي neural crest - الخلايا التي تشكل لَبِنات بناء حيوية للقلب والوجه والفك - تحتوي على خصائص حساسة للحرارة.
"لقد وجدنا أن خلايا العرف العصبي هذه تحتوي على قنوات أيونية حساسة لدرجة الحرارة التي توجد عادة في الخلايا العصبية الحسية "، وقال الدكتور بينر. "هي القنوات التي، عندما تضع يدك في كوب ماء حار، فإنها تخبر جسمك ان درجة الحرارة تغيرت."
وقد قام باحثو ديوك بتصميم تقنية قائمة على المغناطيس غير باضعة لخلق ظروف تشبه الحمى في قناتين أيونيتين حساستين للحرارة هما TRPV1 و TRPV4 في خلايا العرف العصبي الداخل في نمو القلب والوجه. عندما تتعرض خلايا العرف العصبي لظروف تحاكي حمى عابرة، طورت الأجنة تشوهات قحفية وجهية وعيوباً في القلب، بما في ذلك ضعف منفذ البطين الأيمن ورباعية فالو ( فالوت) وغيرها من عوائق التدفق الى الخارج.
ويعتمد نوع العيب على ما إذا كانت الحمى قد حدثت أثناء تطور القلب أو تطور الرأس والوجه في الجنين. وقال الدكتور بينر إنه ما زال الباحثون لا يعرفون ما إذا كانت شدة الإصابة أو مدتها تؤثر على تطور الجنين.
وقال الدكتور بينر "لقد عرفنا منذ اوائل الثمانينيات ان الحمى مرتبطة بالعيوب الخلقية لكن كيف يحدث ذلك كان ذلك لغزا بالتمام". وقال انه من الصعب جمع البيانات من الامهات حول حالات وشدة ومدة الحمى على عدة اشهر من قبل.
وقال الدكتور بينر "آمل في المضي قدما، يمكننا تثقيف المزيد من النساء حول الحمى كعامل خطر للإصابة بالعيوب الخلقية، ونعرفهن أنه لا يجب عليهن أن يتعايشن معها إذا ما أصبن بالحمى". "يجب أن يسألن طبيبهن قبل الحمل ما إذا كن يستفدن من أخذ مخفض الحرارة ك الاسيتامينوفين في حال إصابتهن بالحمى"
ويقول اخصائيوا الولادة في ديوك هيلث إن الحمى شائعة أثناء الحمل، كما أن التدابير كالحصول على لقاح الإنفلونزا والغسيل اليدوي الشامل يمكن أن يقلل من فرص المرأة للإصابة بالحمى.
"إذا كان لدى المرأة الحامل تساؤلات حول الأدوية التي يمكن أن تأخذها أثناء الحمل أو أن أعراضها لا تتحسن، فعليها أن تتصل بمقدم الرعاية قبل الولادة أو مستشفى الولادة المخطط له بأسئلتها"، وفقا لما ذكره اختصاصية طب الأمومة والجنين الدكتورة غيتا سوامي، ، التي لم تشارك في الدراسة.
يوتيوب
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق