الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

تنتج عيناك فضلات وبدونها قد تصاب بالعمى



الكاتبة : إليزابيث بينيسي

١٣ اوكتوبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم ٤٦٦ لسنة ٢٠١٧

Your eyes make waste. Without it, you could go blind


مصائب قوم عند قوم فوائد ، حتى على مستوى الخلية. هذا  وفقا للبحث الجديد -  فضلات شبكية العين  تغذي جزء العين بالوقود حتى   تعطي طاقة  للخلايا العصوية  والخلايا المخروطية التي تساعدنا على الإحساس  بالضوء. وفي غياب  هذه الفضلات، "يسرق" هذا الجزء من العين  الجلوكوز من شبكية العين، مما يؤدي إلى موت خلايا الشبكية واحتمال فقدان الرؤية .  هذه النتيجة قد تساعد في تفسير لماذا يضعف  البصر مع التقدم في السن، -  وفي أمراض مثل التنكس البقعي والسكري.
يقول ستيفن تسانغ، اخصائي في شبكية العين من جامعة كولومبيا والذي لم يشارك في هذه الدراسة: "إنه مفهوم ثوري تقريبا"، حيث هناك مثل هذا الاقتران  المحكم  بين جزأي  العين.
الخلايا العصوية  والمخروطية نشطة جدا، و تحتاج إلى الكثير من الطاقة للقيام بعملها. بالضبط كيف تحصل هذه الخلايا  على هذه الطاقة  بقي لغزاً لفترة طويلة . في الدراسات السابقة، أظهر الباحثون أن طبقة من الخلايا تحت شبكية العين (ظهارة صباغية الشبكية RPE )، تنقل  الجلوكوز من الدم إلى شبكية العين. ولكن كان من غير الواضح لماذا لم تحتفظ الRPE  بالجلوكوز لنفسها.
بعد عقد من الزمن  من الدراسة، أظهر استاذ الكيمياء الحيوية جيمس هيرلي من جامعة واشنطن في سياتل وزملاؤه الآن أن الخلايا العصوية والمخروطية في الشبكية  تحرق الجلوكوز، وتحول البقايا  إلى وقود يسمى اللاكتات lactate، ثم تغذي ذلك إلى الRPE  يقول مارتن فريدلاندر، طبيب العيون من معهد سكريبسScripps للأبحاث في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، الذي لم يشارك في البحث الجديد: "هناك إجماع متزايد على أنه لا توجد خلية بمفردها في أنسجة معقدة مثل شبكية العين.
ولتحديد  كيف يتحرك  الجلوكوز والاكتات في العين، أنبت  هيرلي وزملاؤه  ال RPE البشرية  في طبق مختبر ودرس كيمياءها  الحيوية جنبا مع   شبكية عين فأر معزولة. اكتشفوا أن محطات الطاقة الRPE - يعني الميتوكوندريات ( تعريف من خارج النص؛ تعرف ايضاً بالمُتَقَدِّرَات mitochondria  هي عضيات  في داخل الخلايا يحيط بها غشاءان متراكبان، ومسؤولة عن توليد الطاقة في داخل الخلية.حيث أنه بدونها لن تستطيع الخلية إنتاج الطاقة اللازمة لها للحفاظ على الحياة) -  تحرق اللاكتات حتى  تعطي طاقة   لل RPE. "هذا مما يسمح للجلوكوز  بالمرور بدون أن يستهلك"، ويوضح هيرلي. إذا  حرم  RPE من اللاكتات، تتحول   الخلايا  إلى حرق الجلوكوز بدلا من نقله إلى شبكية العين،وبإغلاق الجلوكوز، يمكن أن تموت خلايا الشبكية. نشر الفريق نتاءجهم هذا الشهر في مجلة eLife. 


 التفاعل بين المسارات المختلفة أمر مهم واقعاً، وهذا العمل البحثي يبين  ذلك "، تقول ديبورا فيرينغتون، باحثة في علوم البصر في جامعة مينيسوتا في مينيابوليس. بحثها  قد اقحم   عيوب الميتوكوندريات في التنكس  البقعي، مما يشير إلى وجود علاقة محتملة بين فقدان الرؤية في هذا المرض ومخمصة (starvation)   الجلوكوز. وأضافت أن العمل الجديد "يعطيك  أيضا الفرص لإيجاد تدخلات (علاجية)".
وقال تسانغ، الذي شارك في تطوير علاج جيني لعلاج أمراض العيون، أن أحد هذه الأدوية يمكن أن يكون دواءاً أو مكملات غذائية قابلة للتطبيق على نطاق واسع. وعلى الرغم من أن الطفرات في العديد من الجينات قد تؤدي إلى مخمصة الجلوكوز، فإن "العلاج يمكن أن يعالج جميع [عيوب] الجينات  المختلفة".
قد يفسر البحث أيضا  هذا الغموض  في طب العيون الكبير. وقال زولت ابلونكزي،  اخصائي الفارماكولوجي في جامعة ميديكال كارولينا الطبية في تشارلستون، لم يستطع  الباحثون    أبدا أن يفهموا لماذا  الخلايا المخروطية ، وهي التي تمكننا من رؤية الألوان ،  تموت  عندما تكون الخلايا العصوية ، التي تعمل في الضوء الخافت، متضررة. ويقول انه يدرك الآن أنه إذا فشلت  الخلايا العصوية  المتضررة  في صنع  اللاكتات، التي قد تجعل  RPE الفاقد للطاقة بسرق كل الجلوكوز، مما يعني اساساًً تجويع   كل من الخلايا المخروطية  والعصوية . ويقوم هذا الباحث الان بدراسة  آثار الشيخوخة في العين، و يعتقد أنه قد ينشأ جزئياً  عندما يكون هناك خلل في التوازن  بين اللاكتات أو الجلوكوز في RPE  وأشار إلى أن ملاحظات هيرلي "أساسية للغاية".
ولكن هيرلي وآخرون يحذرون من أن الباحثين يجب   أولا ان يثببتوا هذا التبادل للطاقة في عيون الحيوانات الحية لمعرفة  ما يجري في الواقع . يقول فريدلاندر: "الملاحظات الواردة في هذه الدراسة قيمة"، ولكن من غير الواضح كيف تعمل هذه العملية في عين شخص حي، خاصة عندما تكون هناك عيوب. ويضيف: "لا يزال من غير الواضح" كيف يمكن استخدام النتائج للوقاية من أمراض العيون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق