المراهقون وأولياء امورهم في اليابان وأمريكا يتفقون على ان الأجهزة المحمولة هي المشتت للانتباه الذي لا يهدأ
بقلم ويلو باي، عميد كلية الاتصالات والصحافة، جامعة ولاية كالفورنيا في سان فرانسيسكو
25 سبتمبر. 2017
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 465 لسنة 2017
Teens and parents in Japan and US agree – mobile devices are an ever-present distraction
Willow Bay, Dean of USC School for Communication and Journalism
September 25, 2017
بصفتي أستاذة جامعية وأم لأولاد في سن المراهقة، فإنني مغمورة في عالم من الوجوه الشابة التي لا ترفع رؤوسها عن هواتفها. ولكي نكون منصفين، فإن الراشدين [20 سنة وأكبر، بحسب التعريف] مفتونون أيضا بالأجهزة الرقمية المحمولة. لقد تغيرت أنماط الحياة اليومية إلى الأبد بسبب انتشار الأجهزة الرقمية في كل مكان. وقد تغيرت معها الدنيا ولا يوجد دليل ارشادي لمستخدميها.
التقدم في وسائل التواصل الرقمية والأجهزة النقالة، والزيادة في قوة وسائل التواصل الاجتماعية غيرت طريقة الناس ليس في التعامل مع المحيط فقط ولكن أيضا مع الأصدقاء المقربين ومع أفراد الأسرة. يواجه هذا الجيل من أولياء الأمور (الأب والأم) تحديات سريعة وغير مسبوقة في ضبط وإدارة الأجهزة الرقمية التي يستخدمونها - ولابد أن يجدوا حلًا لهذه القضايا في حياتهم الخاصة وفي الوقت نفسه في حياة أطفالهم .
الاتهام المتبادل بين أولياء الأمور وأطفالهم المراهقين بشأن ادمان الأجهزة الرقمية (1) |
وقد قمت مؤخرا بقيادة مشروع بحثي لمعرفة تأثيرات الأجهزة الرقمية في حياة الأسر في اليابان. وكجزء من هذا المشروع البحثي، قارنّا نتائجنا في اليابان بدراسة (1) طرحت أسئلة مشابهة على الأسر الأمريكية، والتي أجرتها منظمة كومان سينس ميديا Common Sense Media، وهي منظمة غير ربحية تركز على الأطفال والتكنولوجيا الزقمية. وجدنا ان كلًا من الأسر اليابانية والأمريكية تعاني بنواحٍِ كثيرة من تأثير التكنولوجيا الرقمية في حياتهم وعلاقاتهم مع بعضهم بعض(2).
يستخدم أولياء الأمور والمراهقون في كلا المجتمعين وسائل التواصل عبر الإنترنت لفترات طويلة يومياً، والتي تؤدي في بعض الأحيان الى توتر وخلافات عائلية. يشعر البعض بأنهم مدمنون أجهزة رقمية، والكثير منهم قلقون من إدمان أفراد عائلاتهم التكنولوجيا الرقمية. وفي كلا البلدين، بسبب إدمان أولياء الأمور الاجهزة الرقمية، يشعر أطفالهم بأن مهمولون من قبلهم.
مشاعر القلق متماثلة
استطلعنا 1200 من أولياء أمور ومراهقين يابانيين لمعرفة كيف يلعب تشبع الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الرقمية في الحياة الأسرية وفي المنازل وفي العلاقات بين أولياء الأمور وأطفالهم. قارنا إجاباتهم على استطلاعات البحث الحالي بإجاباتهم على استطلاعات قام بها برنامج Common Sense على مراهقين وأولياء أمور في الولايات المتحدة (3).
النتائج واضحة: وجد أولياء الامور والمراهقون في مجتمعات التكنولوجيا الفائقة في اليابان والولايات المتحدة صعوبة في تخيل الحياة بدون هواتف محمولة وأجهزة لوحية. ويواجهون نفس المعاناة من الدور الذي تلعبة التكنولوجيا الرقمية في حياتهم: ففي كلا البلدين، بيئة التواصل الرقمي بيئة لا تنام أبدًا مما يجعل الكثير من المراهقين واولياء امورهم مشغولين بتفقد ومراقبة أجهزتهم (من وقت وآخر) في كثير من الأحيان لمعرفة ما يردهم من رسائل ومكالمات وما إلى ذلك، وغالبا عدة مرات في الساعة.
الكثير من أولياء الأمور والمراهقين يشعرون بالحاجة الملحة "بالرد الفوري" على الرسائل النصية وغيرها مما يرد عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعية.
الشعور بالإهاء
أخذنا أيضا نظرة وثيقة جداً على كيف ينظر أولياء الأمور والمراهقين إلى أنفسهم في اعتمادهم على الهواتف النقالة وعدم استغنائهم عنها وكيف ينظر كل من هاتين الفئتين إلى بعضهم بعض فيما يتعلق باعتماد كل منهم على التلفونات المحمولة وعدم الاستغناء عنها. في كل من الولايات المتحدة واليابان، كانت الأجوبة متسقة بشكل مثير للدهشة: حوالي نصف المراهقين أفادوا بأنهم "مدمنون" أجهزة نقالة، وأكثر من ربع أولياء الأمور هم كذلك.
ويشعر العديد من أولياء الأمور والمراهقين الذين شملهم الاستطلاع في كلا البلدين بأن الأجهزة المحمولة المتاحة دائما ما تتضارب مع العلاقات الأسرية. أكثر من نصف أولياء الأمور في كل من الولايات المتحدة واليابان يعتقدون أن المراهقين يضيعون الكثير من الوقت على أجهزتهم النقالة. وأكثر من نصف المراهقين الأميركيين لديهم نفس الانطباع عن أولياء أمورهم، على الرغم من ان عدداً أقل بكثير من المراهقين اليابانيين لديهم نفس هذا الانطباع.
كلاً من أولياء الأمور والمراهقين يشعرون في كثير من الأحيان ان الطرف الآخر هو المشتت الانتباه وغير القادر على أن يكون على الانتباه التام عندما يكونون معًا.
هذه الاختلافات تظهر في خلافات متواترة - ما يقرب من ثلث أولياء الأمور والمراهقين الأمريكيين يتجادلون بشأن استخدام الأجهزة الرقمية يوميًا. عذا يجري بصورة أقل في اليابان، بيد أن الأسر هناك لديها نفس الخلافات.
بعض أولياء الأمور والمراهقين في كلا البلدين يقولون ان استخدام الأجهزة المحمولة قد يضر بالعلاقة بين أولياء الأمور وأطفالهم. وعلى وجه الخصوص، أعرب واحد من كل أربعة من أولياء الأمور اليابانيين عن قلقهم إزاء الآثار الضارة لاستخدام الاجهزة الرقمية.
وأعرب المراهقون عن مخاوفهم. في كلتا الدولتين، يلاحظ المراهقون والديهم مشغولين على أجهزتهم الرقمية الخاصة، وهذه ليست دائما تجربة مريحة بالنسبة لهم: ستة في المائة من المراهقين في الولايات المتحدة، وأكثر من ثلاثة أضعاف هذه النسبة من المراهقين اليابانيين، يقولون أنهم يشعرون أحيانًا أن أحد الوالدين يعتقد أن جهازه النقال له أهمية أكثر من اطفاله.
علاقة معقدة
على الرغم من أن هذه النتائج تسلط الضوء على الأسباب التي جعلت هذه الأجهزة النقالة مصدراً للتوتر في الحياة الأسرية، فإن هذه النتائج تكشف أيضا اعتقاداً سائدًا بأن استخدامها يعُدً المراهقين لوظائف القرن الـ 21. ليس فقط المراهقون هم الذين يرون فوائد لاستخدام الأجهزة الرقمية: 25 في المائة من أولياء الأمور اليابانيين و 88 في المائة من أولياء الامور الأميركيين يشعرون أنها تساعد أطفالهم على اكتساب مهارات جديدة.
وركزت هذه الدراسة على أنماط الاستخدام والتعرض لوسائل التواصل الرقمية، بل وتدعو إلى مزيد من التساؤلات عن المحتوى الذي تنشغل به العائلات وأسباب استخدامها لوسائل التواصل. على سبيل المثال، ماذا يعني عندما يستخدم الناس مصطلح "مدمن" فيما يتعلق بتكنولوجيا الهاتف النقال؟ ما الذي يدفع الناس إلى التواصل عبر الأجهزة الرقمية؟ كيف يمكن أن تغير الاختلافات الاجتماعية والثقافية تأثيرات الأجهزة الرقمية في الحياة الأسرية؟ وبطبيعة الحال، فإن أخذ هذه الأسئلة وتطبيقها على ما يتجارز الشعبين الأمريكي والياباني سيساعد في إثراء حوار عالمي بشأن كيف تدمج العائلات التكنولوجيا الرقمية وتجعلها حزءًا لا يتجزأ من حياتها بطرق مدروسة ومثمرة.
مصادر من داخل وخارج النص
2- https://assets.uscannenberg.org/docs/CS_DigitalDevicesJapan_v8_press.pdf
3- https://www.commonsensemedia.org/research
المصدر الرئيس
https://theconversation.com/teens-and-parents-in-japan-and-us-agree-mobile-devices-are-an-ever-present-distraction-84325
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق