الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

هل تؤثر الألوان على عقولنا واجسامنا ؟ استاذ علوم الألوان يشرح

  

٢٦ سبتمبر ٢٠١٧


كتبه: ستيفن ويستلاند


المترجم . ابو طه / عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم ٤٦٨ لسنة ٢٠١٧ 

Does colour really affect our mind and body? A professor of colour science explains


September 26, 2017 



Professor, Chair of Colour Science and Technology, University of Leeds

الأحمر يجعل ضربات القلب أسرع. سوف تجد في كثير من الأحيان هذا وغيره من الادعاءات  التي قيلت  عن أثر   الألوان المختلفة على العقل  والجسم البشري. ولكن هل هناك أي أدلة  وبياناتعلمية لدعم هذه الادعاءات ؟  الآليات الفسيولوجية التي تدعم رؤية الألوان البشرية     قد عرفت منذ ما يقارب   قرن من الزمن، ولكن فقط في العقدين الماضيين  اكتشفنا وبدأنا في فهم مسار منفصل للآثار غير البصرية  للألوان.
الشكل : الاستحمام في ألوان صافية يمكن ان يكون له تأثير ات على الجسم والعقل 

كالأذن، التي تعطينا  أيضا  إحساساً  بالتوازن، نحن نعلم الآن أن العين تؤدي وظيفتين. الخلايا الحساسة للضوء المعروفة باسم الخلايا المخروطية في شبكية العين في الجزء الخلفي من العين ترسل إشارات كهروكيميائية في المقام الأول إلى منطقة في الدماغ تُعرف باسم القشرة البصرية، حيث يتم تشكل الصور المرئية التي نراها. ومع ذلك، فإننا نعلم الآن أن بعض خلايا العقدة العصبية  الشبكية تستجيب للضوء عن طريق إرسال إشارات  إلى منطقة مركزية في الدماغ  تسمى تحت المهاد بشكل أساسي و التي لا تلعب أي دور في تشكيل الصور المرئية.
الضوء وليس الرؤية
تحت المهاد هو الجزء الرئيسي من الدماغ المسؤول عن إفراز عدد من الهرمونات التي تتحكم في العديد من جوانب التنظيم الذاتي للجسم، بما في ذلك درجة الحرارة والنوم والجوع والإيقاعات البيولوجية ( الساعة البيلوجية). التعرض للضوء في الصباح، والضوء الأزرق / الأخضر على وجه الخصوص، يحث  على  إفراز   هرمون الكورتيزول الذي يثيرنا ويوقظنا، ويمنع إفراز  الميلاتونين. في وقت متأخر من المساء حيث تنخفض  كمية الضوء الأزرق في نور الشمس، يتم إفراز   الميلاتونين في مجرى الدم، وعندها   نصبح نعسانبن.
خلايا الشبكية التي تشكل  المسار البصري  الذي لا يشكل صورة بصرية  بين العين و تحت المهاد حساس بشكل انتقائي لأطوال الموجة القصيرة (الأزرق والأخضر) من الطيف المرئي. ما يعنيه هذا هو أن هناك بوضوح آلية فسيولوجية قائمة والتي  من خلالها يمكن للون والضوء  أن يؤثرا على المزاج ومعدل ضربات القلب والتيقظ ، والاندفاع، على سبيل المثال لا الحصر.
على سبيل المثال، يعتقد أن هذا المسار البصري  إلى ما تحت المهاد،  الذي لا يشكل  صورة، انه  داخل  في اضطرابات عاطفية موسمية، وهو اضطراب المزاج التي تؤثر على بعض الناس خلال أشهر الشتاء المظلمة والتي يمكن معالجتها بنجاح من خلال التعرض للضوء في الصباح.
وبالمثل، هناك بيانات منشورة  تبين أن التعرض لضوء مشرق قصير الموجة بضع ساعات قبل وقت النوم العادي يمكن أن يزيد من التيقظ، وبالتالي يؤثر على نوعية النوم.  رداءة النوم اصبحت  سائدة بشكل متزايد  في المجتمع الحديث وقد رُبطت بزيادة عوامل خطر الاصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب. هناك بعض القلق من أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في وقت متأخر من المساء  يمكن أن تؤثر على نوعية النوم، لأنها   تصدر  كميات كبيرة من الضوء الأزرق / الأخضر بأطوال موجية  تمنع إفراز  الميلاتونين، وبالتالي تمنعنا من أن نصبح نعسانبن.
ذلك هو التأثير للضوء الأزرق  / الأخضر ولكن هناك الكثير جداً من الأبحاث التي ينبغي ان تجرى حتى تدعم هذه الادعاءات الكثيرة عن الأولوان 
التعرض  للألوان 
اقوم بقيادة  مجموعة أبحاث  إكسبيريانس ديزاين  Experience Design في جامعة ليدز حيث لدينا مختبر إضاءة مصمم خصيصا لتقييم تأثير الضوء على السلوك البشري والسايكلوجيا .

وقد وجدت الأبحاث الأخيرة من قبل المجموعة تأثيراً  ضئيلاً  للضوء الملون على معدل ضربات القلب وضغط الدم: يبدو ان الضوء الأحمر  يرفع  معدل ضربات القلب، في حين أن الضوء الأزرق يخفضها. التأثير ضئيل ولكن تم تأكيده في ورقة نشرت عام ٢٠١٥ من قبل مجموعة في أستراليا.

الصورة :هناك ادعاء على ان الضوء الأزرق يخفض من عمليات الانتحار في محطات القطار  

في عام ٢٠٠٩ تم تركيب أضواء زرقاء في نهاية منصات  خط سكة حديد يامانوت في طوكيو للحد من حالات الانتحار. ونتيجة لنجاح هذه الأضواء (انخفضت حالات الانتحار بنسبة ٧٤٪ في المحطات التي تم فيها تثبيت أضواء زرقاء)، تم تركيب إضاءة ملونة مماثلة في منصات قطار مطار غاتويك في بريطانيا. وقد اتخذت هذه الخطوات على أساس الادعاء بأن الضوء الأزرق يمكن أن يجعل الناس أقل تسرعاً  ( إندفاعاً)  وأكثر هدوءاً، ولكن هناك القليل من الأدلة العلمية حتى الآن لدعم هذه الادعاءات: دراسة لمدة ثلاث سنوات (ستنشر لاحقاً) قام بها  نيكولاس سيكون، باحث دكتوراه في مجموعتنا ، وجد أدلة غير حاسمة لتأثير الإضاءة الملونة على الاندفاع. وتجري دراسات مماثلة في مختبراتنا لاستكشاف تأثير اللون على الإبداع وتعلم الطلاب في الفصول الدراسية ونوعية النوم.
ومن الواضح أن الضوء، واللون على وجه التحديد، يمكن أن يؤثرا علينا بطرق  أبعد من رؤية الألوان العادية. وقد أعطى اكتشاف المسار البصري غير المكون للصورة  دفعة جديدة للبحث الذي يستكشف كيف نستجيب، سواء من الناحية الفسيولوجية أو النفسية، للألوان  من حولنا. وقد أدى  توافر واستخدام الإضاءة الملونة الناتجة عن التقدم في تكنولوجيا ال LED المتزايدة  إلى الحاجة إلى إجراء بحوث شديدة الدقة  في هذا المجال، ولكن من الصعب على نحو متزايد فصل الإدعاءات عن آثار اللون التي تدعمها البيانات، من تلك التي تقوم على الحدس أو التقليد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق