١٢ اكتوبر ٢٠١٧
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٤٣ لسنة ٢٠١٧
Why did Vikings have 'Allah' embroidered into funeral clothes?
الصورة ١: واحدة من القطع التي تم استخراجها مصنوعة من الحرير الناعم وخيوط الفضة اكتشفت في موقعين في السويدية، بيركا وجاملا أوبسالا |
وجد باحثون من السويد أحرفاً عربية مطرزة على ملابس الدفن ( الأكفان) التي وجدت في القوارب التي صارت بمثابة قبور الفايكنغ. ويثير الاكتشاف أسئلة جديدة حول تأثير الإسلام في الدول الاسكندنافية، كما كتب الصحفي ثاريك حسين ( ثاريك حسين هو صحفي مستقل يعمل في لندن، وكاتب سفر ومذيع متخصص في التراث الإسلامي).
احتفظ بها في خزانة لأكثر من ١٠٠ سنة، ورفضت فكرة انها مثال نموذجي من أثواب مدافن ( أكفان) عصر الفايكنغ .
ولكن تحقيقا جديدا في الملابس - التي عثر عليها في قبور تعود الى القرن التاسع والقرن العاشر الميلادي - قد ألقى رؤى رائدة على التواصل بين الفايكنغ والعالم الإسلامي.
ولكن تحقيقا جديدا في الملابس - التي عثر عليها في قبور تعود الى القرن التاسع والقرن العاشر الميلادي - قد ألقى رؤى رائدة على التواصل بين الفايكنغ والعالم الإسلامي.
الصورة ٣:النقوش على سقف ضريح علوي مسلم في بلغاريا تظهر - على اليمين - أسماء الله ومحمد وعلي مكتوبة بلغة عربية بسيطة ومقروءة بينما على اليسار هناك نقش باطني أزرق بأسماء ثلاثة متشابكة |
هذه الاختراقات كانت على يد عالمة آثار المنسوجات أنيكا لارسون من جامعة أوبسالا عندما كانت تفحص بقايا ملابس الدفن ( أكفان ) من غرف قبور القوارب التي كانت للذكور والتي كانت للإناث\ التي حفرت أساساً في بيركا وغاملا أوبسالا في السويد في أواخر القرن ال ١٩ و منتصف القرن العشرين.
وقد أصبحت الباحثة مهتمة ببقايا القطع المنسية بعد أن أدركت أن المواد قد جاءت من آسيا الوسطى وبلاد فارس والصين.
تقول لارسون إن التصاميم الهندسية الصغيرة - التي لا يزيد ارتفاعها عن 1.5 سم (0.6 بوصة) - لا تشبه أي شيء قد مرت به في الدول الإسكندنافية من قبل.
"لم أستطع أن أفهمها تماما، ثم تذكرت اين رأيت تصاميم مماثلة - في إسبانيا، على المنسوجات المغاربية".
فك اللغز
أدركت لارسون بعد ذلك أنها لم تكن تنظر في نقوش فايكنغية على الإطلاق وانما كتابة كوفية عربية قديمة.
كانت هناك كلمتان متكررتان. استطاعت ان تتعرف على احداهما بمساعدة زميل إيراني. حيث كانت باسم "علي" - الخليفة الرابع في الإسلام.
ولكن الكلمة التي كانت بجانب كلمة "علي" كان فكها بأكثر صعوبة.
لفم اللغز، قامت بتكبير الحروف وفحصتها من جميع الزوايا، وكذلك من الخلف.
تقول: "رأيت فجأة أن كلمة الله قد كتبت بحروف معكوسة.
وقد وجدت لارسون حتى الآن الأسماء على الأقل على ١٠ قطع مما يقرب من ١٠٠ قطعة كانت تعمل على فحصها، وهذه الأسماء كانت تظهر دائما معا.
ويثير البحث الجديد الآن أسئلة رائعة عن المدفونين في القبور.
وتقول: "إن احتمال أن بعض من كانوا في القبور مسلمين لا يمكن استبعاده تماما".
"نحن نعرف من حفريات قبور الفايكنغ الأخرى أن تحليل الحمض النووي أظهر أن بعض الناس المدفونين فيها كان من أماكن مثل بلاد فارس، حيث كان الإسلام دين الأغلبية هناك.
"ومع ذلك، فمن المرجح أن تظهر هذه النتائج أن عادات الدفن في عصر الفايكنغ تأثرت بالأفكار الإسلامية كالحياة الأبدية بعد الموت في الجنة ".
ويعمل فريق لارسون البحثي حاليا مع قسم علم المناعة وعلم الوراثة وعلم الأمراض بالجامعة لتحديد الأصول الجغرافية للأجساد التي عليها أكفان .
التاريخ أولا
الاتصال بين الفايكنغ والعالم الإسلامي قد اثبت منذ فترة طويلة بروبات تاريخية واكتشاف عملات إسلامية عبر نصف الكرة الشمالي.
قبل عامين، أعاد الباحثون دراسة خاتم فضة من قبر أنثى في بيركا ووجدوا عبارة "الله" على الحجر.
الصورة ٤: تم العثور قبل سنتين على خاتم فايكنغي بنقش كوفي يقول "الله" داخل قبر امرأة من القرن التاسع في بيركا |
وكان النص بالخط الكوفي، الذي طور في مدينة الكوفة العراقية في القرن السابع - وهو واحد من أول النصوص العربية المستخدمة لكتابة القرآن الكريم.
الذي يجعل اكتشاف لارسون مثيراً للاهتمام هو أنه كان اول شيء تاريخي يذكر اسم علي قد استخرج من الارض في الدول الاسكندنافية.
وتقول الباحثة ان : " اسم علي يتردد مراراً وتكراراً بجانب اسم الله".
واضافت "اعرف ان علياً يحظى بتقدير كبير من قبل اكبر الاقليات الاسلامية وهم الشيعة واتساءل عما اذا كان هناك علاقة".
كان علي ابن عم صلى الله عليه وسلم، وقد تزوج ابنته فاطمة. كما أصبح الخليفة الرابع للأمة الاسلامية بعد وفاة محمد.
على الرغم من أن كل من السنة والشيعة يبجلون عليا باعتباره صاحبياً هاما من اصحاب محمد، وقالت ان لديه مكانة عالية بين الشيعة، الذين يرونه الوريث الروحي للنبي.
يقول أمير دي مارتينو، رئيس برنامج الدراسات الإسلامية في الكلية الإسلامية في لندن: "إن استخدام كلمة علي يشير إلى وجود علاقة بالشيعة.
"لكن من دون عبارة" ولي الله "المصاحبة للاسم -- فهذا لن يكون من الثقافة الشيعية السائدة وربما يكون قد تم نسخها خطأ من شيء ما"، يضيف دي مارتينو، الذي هو أيضا رئيس تحرير مجلة الإسلام اليوم، وهي مجلة شيعية بريطانية.
"يشير الخط إلى أن علياً مساو لله، وبالتالي هناك احتمال ضئيل ان له بعض الارتباط بالحركات الباطنية القديمة والمتطرفة جدا التي تعتقد في هذا
"ولكن على الأرجح هو نقش قد نسخ بطريقة خاطئة".
أسم الله وعلي غالبا ما تمثل في نقوش غامضة داخل مقابر وكتب الطوائف الشيعية الباطنية كالعلويين و البكتاشيين ( صوفية اتراك) حتى يومنا هذا، ولكن دائما ما يرافقها اسم محمد. ويمكن أن تتضمن هذه النصوص أحيانا نصا معكوساً.
ولكن على عكس ما عثرت عليه لارسون، هذه الأمثلة عادة ما تتضمن كلاً من الاسم المخطوط بالشكل الصحيح والمخطوط بالشكل العكسي .
ل لارسون هذا الاكتشاف التي قامت به يقدم الكثير من الوعود للمستقبل.
"الآن وأنا أنظر إلى نقوش الفايكنغ بشكل مختلف، فأنا مقتنع أنني سوف اجد المزيد من النقوش الإسلامية في القطع المتبقية من هذه الحفريات، وغيرها من منسوجات عصر الفايكنغ.
"من يدري؟ ربما تظهر في القطع الأثرية غير المنسوجة أيضا."
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق