الأحد، 8 أكتوبر 2017

يقول علماء ستانفورد أن العثور على أفكار كبيرة يزداد صعوبةً

 

الكاتبة : ماي  وونغ 

١٤ سبتمبر  ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٤٣٣ لسنة ٢٠١٧

Stanford scholars say big ideas are getting harder to find

September 14, 2017


 الأبحاث التي أجراها خبراء اقتصاد من حامعة  ستانفورد وجدت أن الإنتاجية لا تتطابق مع الزيادات الهائلة في الابحاث والتطوير ، مما يشير إلى أن الأفكار  الكبيرة التالية قد تكون أكثر صعوبة في صياغتها.

الصورة: يقول خبراء اقتصاد من جامعة ستانفورد إن هناك حاجة إلى زيادات هائلة مستمرة في البحث والتطوير للحفاظ على معدل النمو الاقتصادي المنخفض حتى اليوم. (الصورة لصالح: Shutterstock)

 مخترعو  العصر الحديث - حتى أولئك الذين في فريق  ستيف جوبز - سوف يلاقون  صعوبة  في الوصول   الى  إنتاجية توماس إديسونس  الماضية.
وذلك لأن العثور على  أفكار كبيرة يزداد صعوبة وصعوبة، وأصبحت الابتكارات   مكلفة بنحو متزايد، وفقا لأبحاث جديدة من اقتصاديي  معهد ستانفورد لأبحاث  الاسترتيجيات  الاقتصادية SIEPR.

ونتيجة لذلك، ستكون هناك حاجة إلى زيادات هائلة مستمرة في البحث والتطوير من أجل الحفاظ على معدل النمو الاقتصادي المنخفض اليوم.
ويقول نيكولاس بلوم، وهو زميل بارز في  SIEPR  ومؤلف مشارك في ورقة نشرها الديوان الوطني للبحوث الاقتصادية في  أسبوع ١٤ سبتمبر ٢٠١٧، إن العديد من الاختراعات المغبرة  لقواعد   للعبة ظهرت منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أصبح من الصعب بنحو متزايد التوصل إلى فكرة المرحلة التالية 
وقال بلوم: "إن التفكير الآن في ان شخصاً ما يخترع شيئا ثوريا كقاطرة من تلقاء نفسه هو أمر لا يمكن تصوره".

وقال " انه  صحيح بالتأكيد لو  رجعت  مائة عام او مائتي عام الو الوراء  عندما اخترع اديسون المصباح الكهربائي". واضاف "انها    تكنولوجيا عظيمة اخترعها رجل واحد  في الأساس. ولكن بينما كنا نفكر في ستيف جوبز و آي فون، كان الفريق الذي قام على صنعه متكوناً  من عشرات الاشخاص . "

ولفهم  النمو الاقتصادي البطيء في البلاد بشكل أفضل، قام بلوم وثلاثة من المؤلفين المشاركين في الدراسة - زميل  SIEPR  تشاد جونز، ومرشح الدكتوراه في جامعة ستانفورد مايكل ويب، وأستاذ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جون ڤان رينن - بفحص الإنتاجية البحثية على المستوى الوطني الكلي وكذلك ضمن ثلاثة مناطق من الصناعة: التكنولوجيا والبحوث الطبية والزراعة. واستخدام قياس  آخر، قاموا أيضا بتحليل الجهود البحثية في الشركات المتداولة في البورصة.

وتتبعت ورقتهم البحثية  مفهوما اقتصاديا سائدا  بأن النمو الاقتصادي يأتي من الناس الذين يولدون الأفكار. وبعبارة أخرى، عندما يكون لديك المزيد من الباحثين يولدون  المزيد من الأفكار، فستحصل على المزيد من النمو الاقتصادي.

ولكن بلوم وفريقه وجدوا  خللاً في التوازن غير متفائل جداً. وفي حين أن الجهود البحثية آخذة في الارتفاع بشكل كبير، فإن إنتاجية البحث - أو الأفكار التي يتم إنتاجها لكل باحث - آخذة في الانخفاض بشكل حاد.

لذا، فإن السبب في نمو الاقتصاد الأمريكي على الإطلاق هو أن الزيادات الحادة في البحث والتطوير قد عوضت  الانخفاض في إنتاجية البحث بشكل اكثر.
وعلى وجه التحديد، ارتفع عدد الأمريكيين العاملين في مجال البحث والتطوير بأكثر من عشرين ضعفا منذ عام ١٩٣٠ بينما انخفضت إنتاجيتهم الجماعية ب ٤١ مرة.

وقال بلوم "ان  توليد افكار جديدة اصبح اصعب واصعب، وان الاقتصاد يعوض هذا الامر تقريبا". "الطريقة الوحيدة التي مكنتنا من الحفاظ على النمو تقريبا هي زج  المزيد والمزيد من العلماء فيه".
ووضعته  الورقة العلمية بصراحة في أرقام: "على الاقتصاد مضاعفة جهوده البحثية كل ١٣ سنة لمجرد  الحفاظ على نفس المعدل العام للنمو الاقتصادي".

بيانات جديدة، منظور جديد
بدأ بلوم هذا البحث قبل عام، ملهماً  ليبحث بعمق بعد أن تحدث أمام لجنة في القمة الاقتصادية ل SIEPR التي ناقشت "هل  الإنتاجية تباطأت حقيقيةً؟" ويعترف بأن هذه الورقة - وتحليلها المتشائم إلى حد ما - قد خفف من  موقفه  المتفائل السابق.

وقال بلوم "لقد غيرت رأيي. واضاف "ان الكثير من الاقتصاديين الرئيسيين اصبحوا محبطين نوعا ما حول نمو الانتاجية".

في مؤتمر SIEPR لعام ٢٠١٦، كان بلوم أكثر رضاً عن إنتاجية البلاد، قائلاً إن انخفاض معدلها كان فقط تأثيراً  مؤقتا من مؤثرات الأزمة المالية لعام ٢٠٠٨. بل انه رسم كاريكاتيراً   لمستويات الإنتاجية في الولايات المتحدة، زاعماً ان التأرجح  لين المستوى الأقصى  والأدنى  بين عامي ١٩٥٠  و ٢٠١٠ لا يشير بالضرورة إلى اتجاه طويل الأمد لبطء نمو الإنتاجية.وقبل عام، ذكر بلوم: "اعتقدت أننا نتعافى من الركود العالمي الضخم ونحن على وشك أن نتجه نحو الاعلى".

الآن،  منظوره اخذ   في اعتبار رؤى جديدة في أن الإنتاجية البحثية - وهي واحدة من المكونات الأساسية للنمو الاقتصادي - كانت في حالة انخفاض  بشكل واضح لعقود من الزمن. وقال بلوم "ان هذه الورقة تقول ان نمو الانتاجية يتباطأ لان  العثور على الافكار يزداد صعوبة".

وفي الوقت الذي تستند فيه الدراسة إلى العمل السابق الذي قام به  جونز وآخرون في مجال البحث والتطوير، فإن الورقة الجديدة تنسج  أيضا ارتباطا وثيقا بين البيانات التجريبية حول ما يحدث في العالم الحقيقي ونماذج النمو.
وقال التقرير ان النتيجة القوية لانخفاض انتاجية الأفكار  لها انعكاسات على البحوث الاقتصادية المستقبلية. إن الافتراض المعياري  في نماذج النمو على  ان  معدل الإنتاجية ثابت تازيخياً ، "إلا اننا  نعتقد أن العمل التجريبي الذي قدمناه يتكلم بوضوح ضد هذا الافتراض".

قانون مور وما وراءه
في كل مكان نظروا ، قال الباحثون إنهم وجدوا دليلا واضحا على كيف جعلت     الاستثمارات  الأسية  exponential في مجال البحث والتطوير  انخفاض الإنتاجية مقنعاً. ويُعدُ دليل مور، وهو قانون مور، الذي شهد عامه الثاني والخمسين في أبريل، مثالاً يحتذى به.
قُدم هذا القانون في عام ١٩٦٥ من قبل جوردون مور، المؤسس المشارك لشركة  رقائق  الكمبيوتر  إنتل العملاقة، النظرية تفترض أن كثافة الترانزستورات على الدوائر المتكاملة سوف تتضاعف تقريبا كل عامين، وبذلك  تضاعف من قوة الحوسبة.

وقد انتشر استخدام قانون مور بالتأكيد - قوة الحوسبة على شريحة ما  حاليا  ملفتة للنظر   مقارنة بقوتها حتى قبل عقد من الزمان - ولكن الدراسة وجدت أن الجهد البحثي الذي وراء ابتكارات الرقائق ارتفع بمقدار ٧٨ مرة  منذ عام ١٩٧١.
وبعبارة أخرى، فإن عدد الباحثين المطلوبين اليوم للحفاظ  على وتيرة الابتكار  هو أعلى ب ٧٥ مرة من العدد المطلوب في أوائل السبعينيات.واضافت الورقة العلمية  ان "النمو الاسي المستمر الذي يستبطنه قانون مور لم يتحقق الا عن طريق زيادة هائلة في الموارد المسخرة  لدفع الحدود البحثية  الى الامام".

كما أظهرت صناعات أخرى انخفاضا في إنتاجية الأفكار .على سبيل المثال، لقياس الإنتاجية في الزراعة، استخدم المؤلفون المشاركون في الدراسة غلات المحاصيل من الذرة وفول الصويا والقمح والقطن وقارنوها  بالنفقات البحثية الموجهة لتحسين الغلة، بما في ذلك التكاثر والهندسة الحيوية وحماية المحاصيل والصيانة.

متوسط  الانتاج  في جميع المحاصيل الأربعة   تضاعف  بين عام ٢٩٦٠  و ٢٠١٥ . ولكن لتحقيق تلك المكاسب، مقدار البحث التي أنفقت خلال تلك الفترة ارتفعت  "بشكل كبير" - بزيادة بين ثلاثة أضعاف إلى أكث من ٢٥ ضعفاً ، اعتمادا على نوع المحصول ومقياس  البحث المعين.
في المتوسط، إنتاجية البحوث  في الزراعة بنسبة انخفضت حوالي ٤ إلى ٦ في المائة سنويا، كما وجدت الدراسة.

نمط مشابه لمدخلات  أكبر  وناتج  أقل  متبع في البحوث الطبية.  مؤلفوا الدراسة حلّلوا نفقات البحث والتطوير   علىمعدلات الأدوية الجديدة التي اُقرت اتحاديا مقابل  العمر المتوقع   كمقياس للإنتاجية. كما قاسوا  انخفاض معدلات الوفيات لمرضى السرطان مقابل  البحوث الطبية المنشورة و التجارب السريرية. النتائج التجريبية  على سرطان الثدي والقلب  تشير إلى أنه على الأقل   في بعض المناطق، "قد يكون الحصول على افكار  جديدة أسهل في البداية قبل ان تصبح  أكثر صعوبة،" بحسب  الورقة .

الدراسة وجدت لن إنتاجية الابحاث للشركات انخفضت في المتوسط بمقدار ١٠٪؜  في السنة ومن شأنها ان تتطلب   ١٥ ضعفاً من الباحثين الان مما كانت تتطلبه قبل ٣٠ سنة لتنتج نفس معدل النمو الاقتصادي .
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق