السبت، 28 أكتوبر 2017

الأنف يكشف علاقتنا بالمشاعر


دراسة جديدة عن الشم و أليكسيثيميا

٢٦ اكتوبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي

المقالة ٤٧٥ لسنة ٢٠١٧

The nose reveals our relationship with emotions


مقدمة من المترجم 

في كثيرا من الأحيان " اللي ما يعرف طير الصقر يشويه" كما يقول المثل الشعبي .   للكثيرين خاصة منهم السويين ( الأسوياء - السليمين )   صحيح فيما يتعلق  بحكمهم على بعض الناس الذين تختلف شخصياتهم كالإنطوائيين ( مقابل المنفتحين ) او المصابين بأمراض او اضطرابات  نفسية قد لا تظهر جلية على المصابين بها  ومنها موضوعنا اليوم : اليكسيثيميا ( نقص الإنسجام النفسي). اذ تنعكس هذه الأنواع من الشخصيات او الاضطرابات على سلوك من يعاني منها سلباً ونحن لا نعلم ، ولذا نتوقع منه انه سوي بالبديهة ،  هذه الفجوة في المعرفة عادة ما تخلق لنا مشاكل على المستوى الشخصي  او الاجتماعي، ولذا  ينبغي علينا ان نفهم / نتفهم طبيعة شخصيات / نفسيات او أمزجة  او الاضطرابات التي يعاني  منها هؤلاء ليسهل علينا التعامل معهم   بلا مشاكل. 

— التص—

هل تعبر عن مشاعرك؟ هل أنت قادر على تسميتها، وتتحدث عنها، وتربطها  بأحساسيك؟ إذا كانت إجابتك ليست نعم بشكل جازم، فقد تكون من بين ١٠ في المائة من  الأصحاء الذين لديهم صعوبة في معالجة المشاعر التي يواجهونها: حالة نفسية تعرف باسم أليكسيثيميا. لدى الفرد الأسيکسيثمي صعوبة، إلی درجة أكبر  أو أقل، فيما يتعلق بالأحاسيس - التي تتراوح من الفرح الى الخوف، ومن الاشمئزاز إلی الغضب - والتي تشكل ممارستنا ( *المزيد من الإضاءة على الحالة من خارج النص موجود في أخر المقالة) . البحوث الجديدة التي أجريت في المدرسة  العالمية للدراسات المتقدمة  SISSA في تريست الإيطالية ونشرت في المجلة العلمية ساينتفيك ريبورتس  Scientific Reports  تسعى إلى تسليط الضوء على جوانب جديدة من هذه الحالة، وذلك باستخدام مقاربة لم يتم اختبارها حتى الآن. وعلى وجه التحديد،


علمياً ، نظرا للصلة الوثيقة القائمة بين الإحساس  بالروائح والعواطف، استخدمت الباحثات سينزيا سيشيتو ورافايليا الرمياتي ومارلينا إيلو اختبارات الحاسة الشمية (اولافاكتوري): "هناك تداخل جزئي بين مناطق في الدماغ التي تتعامل مع الإحساس الشمي وتلك التي تعالج العواطف. ولذلك فإن اختبار مثل هذا قد يكون مناسبا بشكل خاص لدراسة هذه الحالة النفسية المحددة "، كما يوضح إيلو الذي نسق البحث.

٦٢ شخصاً  قُسموا  إلى ثلاث مجموعات وفقا لمدى شدة الأليكسيثيميا (عالية ومتوسطة ومنخفضة) خضعوا لسلسلة من الاختبارات الشمية من أجل التحقيق في مدى تفاعلهم مع أنواع مختلفة من الإستثارات. وجد العلماء أن الأشخاص الأليكسيثيميين يختلفون عن الآخرين في مدى تفاعلهم مع الروائح. ما يميزهم على وجه التحديد هي المتغيرات  الفسيولوجية، كمعدل ضربات القلب أو مدى التوصيل الكهربائي لجلدهم. وأظهرت الاختبارات أيضا أن هناك اختلافات في الاستجابات  بين الذين اجري عليهم الإختبار  مميز بأليكسيثيميا العاطفية، التي  تحد من القدرة  على الأحساس  والخيال والإبداع، وأولئك الذين لديهم  أليكسيثيميا الإدراكية، التي  تضعف من  القدرة على التعرف على  والتعبير عن والتمييز بين العواطف.

"إن النتائج التي تم الوصول اليها" كما وضحت سينزيا سيشيتو ومارلينا إيلو "تظهر أن إحدى خصائص الأليكسيثيميا هي الاستجابة الفسيولوجية التي تغيرت  بالمؤثرات الشمية". كما اشارت الباحثتان  إلى حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام: "خلافا لما يمكن للمرء أن يتوقعه، تبين هذه الدراسة ان  الاستجابات الفسيولوجية للأشخاص  ألإيكسيثيمين إلى العواطف التي يثيرها الشم ليست أقل ولكن أكثر شدة. كما لو أن هؤلاء الذين اجري عليهم الاختبار  يجدون  انفسهم في وضع تنشيط شديد و دائم، فيما يتعلق بمشاعرهم التي يبدو أنها تجعلهم غير حساسين للتغيرات التي تطرأ عليها، وإلى الاختلافات بينها وإلى ظل اللون الذي يثري حياتنا اليومية. مع إنها مخالفة للبديهة لكنها ملاحظة علمية مهمة بشكل خاص ".

المصدر:


* تعريف من خارج النص للإيكسيثيميا كما ورد في الويكيبيديا  
اليكسيثيميا ( Alexithymia)  تسمى ايضاً باللامفرداتية أو نقص الانسجام النفسي  (Alexithymia) أو ما يعرف ب(فقد العواطف) ، هي حالة ضعف في الشخصية للتعبير عن العواطف والمشاعر والتعلق الاجتماعي، والعلاقات الشخصية. وعلاوة على ذلك، الأشخاص الذين يعانون من االيكسيثيميا يجدون أيضا صعوبة في التمييز بين مشاعر  الاخرين و وتقدير ها،] وذلك ليس لانهم قساة قلوب، بل العكس صحيح ، فالمصابون بهذه الحالة  معروفون بانهم اناس حساسون  جداً ولكن يوجد لديهم كبت  يجعلهم في حالة  غير عاطفية بمعنى انهم لا يعبرون،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق