الأحد، 8 أكتوبر 2017

كيف تحسن الكتابة من دماغك وتساعدك على الشفاء


الكاتبة : ديبي هامبتون 

١ أكتوبر ٢٠١٧


المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٤٣١ لسنة ٢٠١٧


How Writing Improves Your Brain and Helps You Heal

October 1, 2017

Debbie Hampton


ربما تعرف من تجربتك الخاصة أن وضع المشاعر في كلمات - التحدث مع مستشار أو صديق أو كتابتها - يساعدك على الشعور بنحو أفضل. حتى الآن، لم نكن نعرف السبب في الواقع. أدلة جديدة تسلط الضوء على العديد من الطرق التي من خلالها تساعد الكتابة  دماغك وجسمك.


فوائد الكتابة لدماغك وجسمك


 رُبطت الكتابة التعبيرية بفوائد نفسية، كتحسين المزاج وسعادة  أكبر وانخفاض في مستويات التوتر  وأعراض اكتئاب أقل. إن انخفاض ضغط الدم وتحسين وظائف الرئة والكبد وانخفاض الوقت الذي يقضيه الشخص في المستشفى هي من بين الفوائد البدنية،  وعلى وجه التحديد:


• كشفت دراسة تصوير الدماغ من قبل علماء نفس من جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس UCLA  أن التعبير عن المشاعر،  بالكلمات الملفوظة أو المكتوبة، يقلل من النشاط في اللوزة  ومركز الدماغ العاطفي، ويشغل  الدماغ بالتفكير. هذا النمط  الدماغي يمكن أن يجعل الحزن والغضب والألم أقل شدة.


•  تشير البحوث إلى أن الكتابة التعبيرية قد تقدم أيضا فوائد بدنية ونفسية للناس من خلال تعزيز وظيفة المناعة. في الفحوص، الكتابة تحسن من النتائج الصحية بشكل كبير في أربعة مجالات:  الصحة البدنية المبلغ عنها والصحة  النفسية والوظائف الفسيولوجية والأداء العام.

•  وجدت دراسة أخرى أن مجرد الكتابة عن المشاعر قبل عمل مجهد ساعدت ادمغة المصابين بالقلق  المزمن على الأداء بأكثر كفاءة. حيث كانت أدمغتهم أقل نشاطاً وأدوا  المهمة باستخدام موارد أقل.

•   الكتابة عن المشاعر بعد وقوع حادث مؤلم يمكن أن تجعل الجروح الجسدية تلتئم بشكل أسرع، وفقا لإحدى التجارب . وكانت أوقات شفاء المشاركين المكلفين بكتابة  مذكرات يومية أسرع من اولائك الذين  أمروا  بعدم الكتابة عن مشاعرهم.


•   في كتاب Your Brain on Ink   تشرح المؤلفتان (ديبورا روس Russ و كاثلين آدامز )  كيف يمكنك استخدام الكتابة لإشراك الدماغ في التفكير وتهدئة الجهاز العصبي السمبتاوي لتسخير المرونة العصبية الموجهة ذاتيا لتجديد  دماغك.

• إن استخدام قلم حبر أو قلم رصاص لتضع أفكار اً على الورق يمكن أن يساعدك على الاحتفاظ بالمعلومات التي تكتبها، وفقا للابحاث. وباختصار، الكتابة باليد تقوى الدماغ لمعالجة المعلومات وتعزز  الفهم وتساعد على حفظ المعلومات

قوة   الكتابة العلاجية


إلى جانب العديد من فوائد الكتابة لأدمغتنا وابداننا القابلة للقياس ، نحن نعلم انها بصراحة ممتعة.

مع  ازدياد   الفوضى والجنون في العالم، الكتابة هي وسيلة لمحاولة فهم الأشياء التي لا معنى لها. انها وسيلة تُشعرنا  بأن لدينا القليل من التحكم  في عالم  غالباً  ليس لنا  فيه شيء.

عندما لا نعلم ماذا نفعل، فإن وضع الكلمات على الورق يبدو ملموساً وحقيقياً - على الأقل نشعر اننا نعمل شيئاً . عندما  نشعر اننا لا نرغب في  التحدث إلى أي شخص، يمكن أن تكون الكتابة صوتنا. الكتابة تساعدنا على استكشاف والتعبير عن مشاعرنا. انها وسيلة  لنا للتخلص من الألم والخوف وتسجيل الإنجازات واقتفاء التقدم..

قصتي

بعد رعايتي  لأخي الذي ضعف وتوفي  من الإيدز و نهاية زواجي الذي استمر  ١٨ عاما، وسنوات من المنعطفات الخاطئة وأشياء لم تتحقق، حاولت أن أقتل نفسي في يونيو من عام ٢٠٠٧م، بتناول  كمية من الحبوب .

بعد أسبوع قضيتها في غيبوبة، افقت وعندي إصابات خطيرة في الدماغ.  ومع التصميم والعمل الشاق والانضباط، يرافقها الكثير من القراءة، والمراجعة الذاتية،  والاستشارة، وعمل الأشياء بشكل مختلف، ومن خلال معجزة  المرونة العصبية،  شفيت ببطء عاطفيا وذهنياً وجسديا.


كجزء من رحلة شفائي ، بدأت الكتابة عن تجاربي وعن موضوعات الاكتئاب والانتحار ، والمرض العقلي الحساسة.  بوضع همومي ( ملابسي المتسخة)    هناك ( في الكتابة )، وجدت أن الناس  غالباً ما يكونون مشفقين  ومتفهمين. وكلما شاركت وتعافيت، بدأت أشعر وكأنني  أضع الأثقال التي كنت  اسحبها  معي لفترة طويلة. في كتابة مذكراتي، اشعر وكأني  تركت الألم ورائي  في الكلمات المكتوبة حيث لا ينبغي علي ان أحملها على أكتافي  بعد الآن.

قصة كوري

(كوري برونديج  رروائية،  تقيم في مدينة نيويورك وتعمل حاليا على سيناريو)

لسنوات، الكتابة ببساطة أضفت  نظاماً  الى يومي. كانت سبباً لاستيقاظي في الصباح واتبعت  روتيناً  وساهمت   ما استطعت للعالم الذي  لم يعد لي أي اتفاعل معه. كان عندي رهاب من الأماكن العامة / المفتوحة وكئيبة  بشكل كبير. كانت مخاوفي ورهابي منهكة لي بحيث كنت معاقة قانونا - وكنت  ضجرة بشكل لا يُطاق . كنت في حاجة إلى مخرج، وكانت كل هذه الأفكار التي عندي للروايات مجرد  مساحة في مخيلتي.

قررت أن اجرب يدي في كتابة كتاب. لم يكن لدي أي تعليمات حول كيفية القيام بذلك، وفي ذلك الوقت، لم أكن مهتما بتعلم عملية "كيف اكتب كتاباً". أردت فقط أن أكتب. جلست وانا لابسة  بجامعة النوم وبدأت الكتابة. وكانت ممتعةً! وبدت جيدة. الكتابة خففت  من الضغط الذي كان يتراكم في داخلي. استمرت أفكاري في التدفق وانا اكتبها بأسرع ما أستطيع. لقد وضعت كل ما عندي من مشاعر وقلق في كتاباتي وألفت  خمس روايات في اثني عشر شهرا.

لسوء الحظ، ادراكي أن عندي باعث  وقدرة على كتابة أدب  الخيال لم يكن كافيا لابعادي عن محاولة  الانتحار، مما أدى إلى إصابتي  بغيبوبة واصابة في الدماغ. بعد محاولتي الانتحار، استغرق الأمر بعض الوقت لدماغي  لأكون  قادرة على التركيز بما فيه الكفاية لقضاء  عشرين دقيقة فقط في القراءة أو الكتابة. كنت أعرف أنني سوف اضطر إلى العمل كل يوم لبناء قدراتي  على التحمل الذهني وقدراتي الخلاقة الى مستواها السابق . كنت أعرف أيضا أن الكتابة كانت جزءا هاما من حياتي التي كانت تستحق هذا الجهد. كان كصديق  فقدت  وجوده .


لقد تعلمت طرقاً سليمة  للتعامل مع أفكاري ومشاعري، وبعدما  شفيت، كانت علاقتي مع الكتابة قد تطورت وتغيرت.  اصبحت  نوعا من التأمل الخارجي بالنسبة لي. في الواقع، لقد نشرت للتو كتاباً جديداً. في حين أن النتيجة النهائية لا تزال فانتازيا حضرية قاتلة ورواية الخيال العلمي، فقد اصبحت الكتابة  الآن وسيلة بالنسبة لي للتواصل مع العالم الذي تغيبت عنه  لفترة طويلة. كوني صادقة  مع كتاباتي اصبحت الآن وسيلة ذات مغزى للتواصل مع الناس - بدل  ان تكون  وسيلة لتجنبهم. وجدت ذلك مشجعاً   ورائعاً جداً. "

 قصة إلين

(إلين بارد  طبيبة نفسانية مهنية، وكاتبة متجولة رقمية ( اي تستخدم الشبكة الانترنتية في عملها))

في السنوات  الأربع والنصف الماضية،  كتبت حوالي  مليون وخمسمائة الف كلمة من صفحات الصباح، منها الف كلمة من الكتابة الحرة في معظم الأيام. انها فرصة لاستخدام  أي شيء في محاولة للفت انتباهي . تعلمت  مبكراً ان لدي ميلا  نحو التحليل حتى في كتاباتي،  ومن ذلك الحين، كثيرا ما ضمنت  السؤال التالي "ما هو شعوري اليوم؟"، الذي غير النبرة  والعمق بطريقة فاجأتني. ساعدتني هذه العملية البسيطة في معالجة العديد من الأحداث، بما في ذلك مغادرة المملكة المتحدة للعيش في تايلاند؛ وتحديات العلاقات والمثيرات اليومية، والأهم من ذلك كله، التحديات الصحية.

لدي ألم مزمن ثابت، ومرض كرون، وبينما أبقي رأسي الى الأسفل باستمرار، أتكيف  مع الأمور، وبعض الأيام تكون أصعب من غيرها. 

وقد ساعدتني الكتابة على فك جميع أنواع المآزق العاطفية. وبمجرد أن أدرك الفروق الدقيقة في ما أشعر به، أستطيع أن أفكر في من اين  تأتي، وما إذا كانت مشاعر عابرة يمكن أن أتخلص  منها، أو ما إذا كان الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل، أو احتاج الى التخدث مع شخص آخر - المحادثة التي عادة ما تجري بشكل  أفضل بسبب المعالجة التي فعلتها في كتاباتي. وعندما أعيد قراءة صفحاتي - مرة واحدة فقط كل ثلاثة أشهر - فلو كان هناك شيء يظهر  مرارا وتكرارا، فإنه يعطيني مؤشرا على أن هناك شيئاً  أحتاج إلى معالجته. "

ثلاث طرق لبدء الكتابة العلاجية

لا يهم كيف تكتب او ماذا تكتب . ليس هناك طريقة خاطئة. كل ما يبدو  صحيحاً لك هو صحيح .  المهم أن تكتب. مهما كانت الطريقة التي تختارها والتي يمكن أن تساعدك على الشفاء. وفي ما يلي بعض الاقتراحات للبدء:


اكتب كل يوم

الكاتبة جوليا كاميرون، التي ألفت كتاب  "طريقة الفنان.“The Artist’s Way,"، توصي بشيء تسميه "صفحات الصباح"، حيث يمكنك الكتابة باليد  كل صباح. تحدثت إلين عن هذا اعلاه. أعتقد أنها تعني أن هذا التمرين  هو في الغالب للكتاب ( المؤلفين)، ولكن يمكن ان يكون  لأي شخص يود أن يستفيد من القيام بذلك.


كتابة المذكرات اليومية

طريقة الكتابة الأخرى هي الاحتفاظ بمذكرة  امتنان يومية. على سبيل المثال، كل ليلة قبل أن تذهب إلى النوم  أو أول شيء في الصباح، تكتب ثلاثة إلى خمسة أشياء انت  ممتن لأنك قمت بها. وقد أظهرت العلوم أن الامتنان له فوائد بدنية وعقلية. 

استمرار "استنزاف الدماغ"   من الكتابة  الواعية

تمرين "استنزاف  الأدمغة" بسيط للغاية للقيام به. مجرد أمسك ورقتين وقلم، ثم اكتب ما يتبادر إلى ذهنك حتى  تملأ كلاً من الورقتين تماما.

الهدف من "استنزاف العقول" هو كتابة أفكارك في الوقت الحقيقي كما  تتكشف لك. لا تنتظر. ولا تعدل. لا تخمن ولا لثانية. فقط اكتب ما يخطر  على  بالك، حتى لو كان شيئا بسيطا مثل "أنا لا أعرف ماذا أكتب عنه الآن."

ثم استمر  بالكتابة  واستمر  بالكتابة، حتى يتم ملء الصفحتين  تماما. 

تم ارسله  إلى عنوان بريدك الالكتروني  اذ سيبقى  خاص بك  لا يشاركك فيه   أي أحد

https://www.thebestbrainpossible.com/writing-improves-brain-heal-emotions-health-journaling/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق