يستخدم الأطفال بالدرجة الأولى عيون الآخرين للإسترشاد بها في محيطهم.
٨ أغسطس ٢٠١٧
المترجم: ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٩٦ لسنة ٢٠١٧
Babies use primarily the eyes of another
8 August 2017
يتعرض الأطفال لسيل من المحفزات. من وقت مبكر جدا في حياتهم ، يلتفتون تجاه الآخرين الذين يُرونَهم أشياء معينة في محيطهم. حتى الآن، لم يكن واضحا ما هي الإشارات التي يستخدمها الأطفال الرضع للقيام بذلك.
حركة النقاط السوداء يبدو أنها توجه انتباه الأطفال إلى الأجسام المحيطة بنفس الطريقة التي يوجه بها اتجاه نظر نظر شخص آخر. © MPI/CBC |
زوجا عينين اصطناعيتان : احدهما ( التي على اليسار) طبيعية بحيث يبدو لون البؤبؤ اسود على خلفية بيضاء والزوج الآخر من العينين معكوسة تماماً: ويبدو أن الأطفال يتابعون ويركزون على اتجاه نظر البؤبؤ الاصطناعي أكثر من البؤبؤ الأبيض. ويبدو أنها تتفاعل بشكل خاص بحساسية مع التباين للعينين الحقيقيتين. © MPI CBS
الطفل بول الصغير له أربعة أشهر فقط من العمر، ينظر إلى شاشة أمامه. وعينان تنظران اليه، بيضويتان ( شكل بيضوي) ابيضتان في كل منهما نقطة سوداء في الوسط. فجأة، تحرك نظر العينين الى جانب واحد من مجموعة من مكعبات الأطفال. تابعها الطفل بول بانتباه. العينان لا تنظران إلى الخرخاشة ( لعبة تصدر صوتاً عند هزها لتلهي الأطفال) الملونة في الجانب الآخر. وبالمثل، تجاهل بول ذلك. عندما ظهر كلا الجسمين على الشاشة مرة أخرى، يبدو أن انتباه الطفل قد توجه إلى الخرخاشة.
."وفقاً للنزعة الى الجديد، يبدوا ان الأطفال ينظرون بشكل أطول الى الأشياء ا لجديدة . في هذه الحالة، لا يبدو أن العينين ( الصناعيتين) تركزان على الخرخاشة ، وبالتالي، في البداية، حتى الطفل لم يفعل كذلك "، كما تقول قائدة الدراسة كريستين ميشيل. يبدو ان حركة النقاط السوداء توجه انتباه الأطفال إلى الأجسام المحيطة بنفس الطريقة كالإتجاه الذي ينظر اليه شخص آخر.
ولكن هل يعمل فقط مع النقاط التي تشبه العين الحقيقية؟ ولتحقق من ذلك، أظهر الباحثون مرة أخرى للأطفال المشاركين في الدراسة دائرتين متحركتين توجهان نظرهما إلى جانب واحد - على الرغم من أنه في هذه الحالة كانت نقاط بيضاء على خلفية سوداء. وظهر أن الطفل بول يبدو أنه كان يتتبع هاتين العينين الغير حقيقيتين واللتين كانتا معكوستين . عندما ظهر تا كلتا اللعبتين مرة أخرى، لم يولي المزيد من الاهتمام لأحدهما. وبدلا من ذلك، بدا أنه يألف كلا الجسمين. وبناء عليه، فقد تأرجح انتباهه بين الجسمين، بشكل مستقل عن اتجاه الدوائر المتحركة.
ويبدو أن الأطفال يتابعون ويركزون على اتجاه البؤبؤين الأسودين الإصطناعيين أكثر من البؤبين الأبيضين ". كما أوضح الباحث في علوم الأعصاب "وبالتالي، يتعلم الأطفال بشكل خاص من حركة النقاط السوداء على خلفية بيضاء. ويبدو أنهم يتفاعلون بحساسية بشكل خاص مع العينين الحقيقيتين.
وحتى الآن لا يعرف ما إذا كانت القدرة على التعرف على الإشارات التي تنقلها العيون هي فطرية أو إذا ما تعلمها الأطفال خلال الأشهر الأولى من الحياة. "بعض العلماء يفترض أن هناك وحدة مستقلة في الدماغ تستجيب على وجه التحديد إلى اتجاه نظر الآخرين. ومن ثم ستعترف على الاتجاه الذي ينظر إليه الشخص ومن ثم تؤثر على تفاعلنا مع الطفل "، كما تقول كريستين ميشيل. في القرد، تم بالفعل استكشاف هذه الخلايا العصبية المستهدفة خصيصا.
"في المقابل، يعتقد آخرون أن هذه القدرة على تتبع نظرة شخص آخر لا وجود لها عند الولادة. وبالتالي يتعلم الرضع أثناء نموهم أن العينين تستحقان المتابعة "، كما تضيف ميشيل. فهي تصبح حساسة لخصائص التباين بين الفاتح والداكن ( بين قزحية العين والخلفية البيضاء ). وفقا للباحثة في علوم الأعصاب، لأن الأطفال في هذه الدراسة كانوا بالفعل في الشهر الرابع من العمر، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات أي رأي هو الصحيح.
ومع ذلك، هناك شيء واحد مؤكد: تظهر النتائج مدى أهمية الاتصال المباشر بالعين عند التعامل مع الأطفال، وخاصة في الأشهر الأولى. لونظر ت الى الطفل بشكل متعمد قبل أن تريه شيئا، يمكنك استرعاء انتباهه بطريقة مستهدفة "، تقول ستيفاني هوهل، المؤلفة الرئيسيّة للدراسة الأساسية، التي تم نشرها في المجلة المشهورة ساينتفيك ريبورتس
(Scientific Reports) "
يمكن استخدام خيارات أخرى لجذب انتباه الطفل إلى شيء يفهمه كثيرا في وقت لاحق من نموه". على سبيل المثال، بعد نهاية السنة الأولى من عمرهم يكون الأطفال قادرين على متابعة طلب التركيز على جسم إذا أشار شخص ما اليه، بدلا من النظر اليه فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق