الاثنين، 20 نوفمبر 2017

لماذ تتشابه اللغات المكتوبة في أنحاء العالم









الكاتب : مايكل برايس


١٦ نوفمبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٥٠٥ لسنة ٢٠١٧


Why written languages look alike the world over




ما هي المشتركات بين السيريالية ( تعريف من خارج النص : السيريالية او الأبجدية السلافية Slavic وهي مشتقة من اليونانية وتستخدم  في  روسيا وبلغاريا واوكرانيا ) ، و العربية و السنسكريتية ( تعريف من خارج النص: لغة الهند القديمة) ، و ١١٣ نظام  كتابة أخرى ؟ : كما يظهر الإختلاف بينها من  الوهلة الأولى، إلاّ أنها تشترك في  سمات هيكلية أساسية، بحسب دراسة جديدة: وهي عبارة عن حروف ذات تناظر عمودي ( كالحروف الرومانية A و T) وتفضيل الخطوط الرأسية والأفقية على  الخطوط المائلة (مثل تلك الموجودة في حرفي  X و W). ويبدو أن التفسير متأصل في طريقة تسليك  دماغنا.

تقول جولي فيز، عالمة النفس في جامعة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، والتي لم تشارك في الدراسة: "يبدو أن الناس لديهم تفضيلات جمالية لأنواع معينة من الأشكال والتصاميم، ويبدو أن التفضيل يعطي تقسيراً لأنظمة الكتابة التي نراها". تقول فيز، التي تدرس علم أعصاب  القراءة، أن هذه السمات قد تستفيد من كيفية معالجة أعيننا وأدمغتنا للصور:  الخلايا العصبية تنقدح  بشكل أسرع في حيّز  الأشياء التي تظهر   تناظراً رأسياً - كالوجوه البشرية -  وخطوطاً أفقية ورأسية، والتي هي سائدة  في المناظر الطبيعية.
قام أوليفييه مورين، عالم الأنثروبولوجيا المعرفية في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في جينا بألمانيا، بتحليل مميزات ١١٦ نظام كتابة عبر ٣٠٠٠ سنة من التاريخ. فقد بدأ هو واثنان  من المبرمجين المستقلين  بالنظر  في اللغات التي تتكون من الحروف الهجائية أو المقطوعات (أبجديات مقطعية وهي مجموعة رموز يمثل كل منها مقطعا خاصا وتستخدم فى الكتابة المقطعية كما فى كتابة اللغة اليابانية او الكورية)  فقط ، التي تمثل أحرف المقاطع، كما هو الحال في الكورية، أو  بعض من  مزيج من الاثنين. فقد تركوا ما يسمى بنظم الكتابة  الغوغرافية logographic( كما في الصينية حيث قذ يمثل الحرف كلمة او عبارة)   مثل المسمارية الصينية والسومرية، التي يقولون ان لها عدداً  كبيراً  جدا من الحروف  وهي معقدة جدا على  التحليل البصري بسهولة.
قام  الباحثون معاً بتبويب أكثر من ٥٥٠٠ حرف، ودونوا عدد الخطوط الرأسية والأفقية، واامائلة. وتجاهلوا المنحنيات - وهو قرار يقول عنه مورين أنه ضروري لمقارنة الإتجاهات الموحدة لجميع النصوص - ونظروا  فقط في كل من الأحرف الكبيرة والصغيرة في اللغات التي لديها نظام  الحالات ( تعريف من خارج النص :نظام تتبعه بعض اللغات، حيث مجموعة من الفئات النحوية تشير إلى علاقة الاسم أو الصفة أو الضمير بكلمات أخرى في الجملة) . وقاسوا أيضا كم عدد الحروف  التي شكلت صور مرآتبة أو  انقسمت الى  نصفين  عموديا أو أفقيا، خصائص تعرف باسم التناظر الرأسي والأفقي.
وجد مورين، في المتوسط، أن حوالي ٦١٪ من الخطوط في جميع  النصوص إما أفقية أو عمودية، أعلى مما تتنبأ به الصدفة. (هذا العدد يرتفع إلى ٧٠٪ للأبجدية اللاتينية، التي بها كتبت اللغة الإنجليزية). وشكلت الأحرف المتناظرة عموديا ٧٠٪ من جميع الأحرف المتناظرة. معا، تشير النتائج إلى أن الناس منجذبون  إلى هذه الخصائص في الكتابة، كما يقول مورين.
ولكن هل تطورت النصوص المكتوبة ليكون لها   المزيد من هذه الميزات بمرور الوقت، حيث  اختار مستخدم  اللغة بعض أشكال وتوجهات  النص؟ لمعرفة ذلك ، نظر مورين في مجموعة فرعية من ٩٣ مخطوطة انحدرت من - أو تولد منها - نص آخر  في الدراسة. لم يجد مورين أي دليل على أن  النصوص تميل إلى أن تصبح  أفقية أو رأسية أكثر بمرور الوقت، مما يشير إلى أن الكتاب ( الذين كتبوا هذه التصوص  شكلوا تفضيلات البشر في الكلمة المكتوبة من البداية، ونشر النتائج  في عدد  الشهر الماضي من مجلة  كوغنتيف ساينس Cognitive Science..
ويوافق فلوريان كولماس، وهو عالم لغات من جامعة دويسبورغ - إيسن في ألمانيا، على أن الإطار التطوري لا يعمل بشكل جيد بالنسبة للغة المكتوبة، ولكنه يقول أن هناك تفسيرا آخر أبسط: فبمجرد ما يُقدم  النص ، يميل الناس إلى الأخذ به بجد لتجنب الإلتباس - وهو مفهوم يعرف باسم الاعتماد على المسار ( تعريف من خارج النص : هذا المفهوم مفاده  ان  التاريخ مهم لحالات صنع القرار الحالي وله تأثير استراتيجي على التخطيط) . يقول كولماس: "من الناحية التاريخية، الكتابة ... بمجرد تحديد المسار، فأنت تأخذ  لهذا المسار دون تغيير كبير".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق