٢٢ نوفمبر ٢٠١٧
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة ٥١٢ لسنة ٢٠١٧
التصنيف : أبحاث الذكاء
Smart people have better connected brains
Veröffentlicht am: Mittwoch,
22. November 2017(036)
دراسة في جامعة غوته في فرانكفورت: في الأشخاص الأذكياء ، تتفاعل بعض مناطق الدماغ عن كثب، في حين أن الآخرى تفصل نفسها
.عُزيت الاختلافات في الذكاء حتى الآن إلى اختلافات في مناطق معينة من الدماغ. ومع ذلك، هل أدمغة الناس الذكية أيضا مسلكة بشكل مختلف عن أولئك الأشخاص الأقل ذكاءً؟ تساند الدراسة الجديدة التي نشرها باحثون من جامعة غوته في فرانكفورت (ألمانيا) هذا الافتراض. في الأشخاص الأذكياء، وبعض مناطق الدماغ تشارك بقوة أكبر في تدفق المعلومات بين مناطق الدماغ، في حين أن مناطق دماغ أخرى أقل مشاركة.
معرفة أسس الفكر البشري أمر رائع للعلماء وعامة الناس على حد سواء. الاختلافات في القدرات المعرفية - وما ينتج عنها من اختلافات على سبيل المثال في النجاح الأكاديمي والحياة المهنية - تُعزى إلى حد كبير إلى الفروقات الفردية في الذكاء. وتظهر دراسة نشرت للتو في مجلة "التقارير العلمية" أن هذه الاختلافات تتعاضد مع الاختلافات في أنماط التكامل بين الوحدات modules العاملة في الدماغ . كيرستن هيلجر وكريستيان فيباخ وأولريكي باستن من قسم علم النفس في جامعة غوته في فرانكفورت استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ لأكثر من ٣٠٠ شخص مع أساليب الرسم البياني لتحاليل الشبكة النظرية الحديثة graph theoretical network analysis للتحقيق في الأساس العصبيولوجي للذكاء البشري.
وبالفعل في عام ٢٠١٥، نشرت نفس المجموعة البحثية دراسة تليوية في مجلة "الذكاء"، والتي حددت مناطق الدماغ - من بينها قشرة الفص الجبهي - تغييرات التنشيط التي ترتبط بشكل موثوق مع الفروق الفردية في الذكاء. ولكن حتى وقت قريب، لم يكن من الممكن دراسة كيفية الإرتباط الوظيفي البيني بين مناطق الذكاء هذه في الدماغ البشري .
في وقت سابق من هذا العام، أفاد فريق البحث أنه في الأشخاص الأكثر ذكاءً منطقتا الدماغ الداخلتان في المعالجة المعرفية للمعلومات ذات الصلة بالمهمة (أي، الأمامي الجزيري والقشرة الحزامية الأمامية) مرتبطتان بشكل أكثر كفاءة ببقية الدماغ ، (مجلة "الذكاء "٢٠١٧). منطقة الدماغ الأخرى، منطقة تقاطع بين القشرة الصدغية والجدارية التي المتعلقة بحماية الأفكار ضد المعلومات غير ذات الصلة، مرتبطة برباط أقل قوة مع بقية شبكة الدماغ. يقول أولريكي باستن، الباحث الرئيسي في الدراسة: "إن التضمين الطوبولوجي لمختلف هذه المناطق في شبكة الدماغ يمكن أن يسهل على الأشخاص الأكثر ذكاءً التفريق بين المعلومات الهامة وغير ذات الصلة - والتي ستكون مفيدة للعديد من التحديات المعرفية".
في دراستهم الحالية، أخذ الباحثون في الاعتبار أن الدماغ منظم وظيفياً في وحدات. "وهذا يشبه شبكة اجتماعية تتكون من شبكات فرعية متعددة (على سبيل المثال، عائلات أو دوائر من الأصدقاء). وداخل هذه الشبكات الفرعية أو الوحدات النمطية، يكون أفراد العائلة الواحدة أكثر ترابطاٌ بين بعضهم مما هم عليه مع أشخاص من أسر أخرى أو دوائر من الأصدقاء.
دماغنا منظم وظيفياً بطريقة مشابهة جدا: هناك شبكات فرعية لمناطق الدماغ - الوحدات - التي هي أكثر ترابطاً بين بعضها في حين أن لديها روابط أضعف بمناطق الدماغ من وحدات أخرى.
في دراستنا، قمنا بفحص ما إذا كان دور مناطق معينة في الدماغ للتواصل داخل وحدات الدماغ وفيما بينها يختلف مع الفروق الفردية في الذكاء، أي ما إذا كانت منطقة معينة من الدماغ تدعم تبادل المعلومات داخل "أسرتها" أكثر من تبادل المعلومات مع غيرها من 'الأسر'، وكيف يتعلق بتلك الفروق الفردية في الذكاء.
تظهر الدراسة أنه في الأشخاص الأكثر ذكاء بعض المناطق الدماغية تشارك بقوة أكبر في تبادل المعلومات بين الشبكات الفرعية المختلفة من الدماغ بشكل واضح من أجل توصيل المعلومات الهامة بسرعة وكفاءة. ومن ناحية أخرى، حدد فريق البحث أيضا مناطق الدماغ التي هي منفصلة بشكل أكثر قوة '' عن بقية الشبكة في الناس الأكثر ذكاءً.
وقد یؤدي ذلك إلی حمایة أفضل ضد المدخلات المشتتة وغیر ذات الصلة. "نحن نفترض أن خصائص الشبكة التي وجدناها في الأشخاص الأكثر ذكاءً تساعدنا على التركيز ذهنياً وتنجاهل أو تثبط تلك التي غير ذات صلة، وربما تشتيت المدخلات"، ويقول باستن. ولا تزال أسباب هذه الترابطات مسألة مفتوحة في الوقت الحالي.
"من المحتمل أن بعض الأفراد يطورون شبكات دماغ تفضل سلوكيات ذكية أو مهام معرفية أكثر تحدياً بسبب استعداداتهم البيولوجية. ومع ذلك، فمن المرجح بنفس القدر أن الاستخدام المتكرر للدماغ للمهام الصعبة إدراكيا قد تؤثر بشكل إيجابي على تطوير شبكات الدماغ. وبالنظر إلى ما نعرفه حاليا عن الذكاء، يبدو أن التفاعل بين العمليتين مرجحة ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق