الاثنين، 18 ديسمبر 2017

قد يكون الدماغ مسؤولاً عن أوجه التشابه بين اللغات

الكاتبة: اليكسيس بلو، جامعة ارزونا 

٤ ديسمبر ٢٠١٧ 

المترجم ؛ ابو طه / عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم ٥٤٢ لسنة ٢٠١٧

التصنيف: ابحاث اللغة 

Brain May Be Responsible for Similarities Across Languages



By Alexis Blue
Dec. 4, 2017

هناك ما يقدر ب ٧٠٩٩ لغة يُتحدث  بها في جميع أنحاء العالم اليوم. ويتعرض ثلثها تقريبا للخطر - أرقام المتحدثين بها  في  تضاؤل ​​ - في حين أن ٢٣ لغة فقط تمثل أكثر من نصف سكان العالم.

على مدى سنوات،  اهتم الباحثون بأوجه التشابه التي لوحظت بين  اللغات البشرية. وتشير دراسة جديدة بقيادة  ماشا فيدزيشكينا، وهي باحثة في جامعة أريزونا، إلى أن بعض أوجه التشابه هذه قد تستند إلى ميل الدماغ البشري الى معالجة المعلومات بكفاءة.

"لو نظرنا إلى لغات العالم، فهي مختلفة جدا على السطح، ولكنها أيضا تشترك في الكثير من القواسم المشتركة  في الأساس، وغالبا ما تسمى بالعالميات اللغوية أو العموميات  اللغوية العابرة"، كما قالت فيدزيتشكينا، وهي  أستاذة  مساعدة في قسم اللغات  والمؤلفة الرئيسيّة  للدراسة، التي نشرت في مجلة سايكلوجيكال ساينس .

تقول فيدزيشكينا: " تفترض معظم النظريات أن الأسباب التي تجعل اللغات لها هذه العموميات  اللغوية العابرة   هي لأنها  بطريقة او بأخرى مقيدة بالدماغ البشري". "لو كانت هذه العموميات اللغوية حقيقية فعلاً، ولو فهمنا أسبابها، إذاً يمكنها أن تخبرنا شيئاً عن كيف تُكسب  اللغة أو تُعالج من قبل الدماغ البشري، والذي هو أحد الأسئلة المركزية في علوم اللغة".

أجرت فيدزيشكينا والمتعاونون معها دراسة شارك فيها مجموعتان  من الأفراد الناطقين باللغة الإنجليزية فقط، وقد دُرّس  كل من المجموعتين ، على مدى فترة ثلاثة ايام،  لغة مصطنعة مصغرة مختلفة صـممت من قبل الباحثين. وقد تم هيكلة هاتين اللغتين بشكل مختلف عن بعضهما البعض، والأهم من ذلك، لم يُهيكل   أي منهما كالإنجليزية لغة  المشاركين الأم  .

في كلا المجموعتين، تم تدريس المشاركين طريقتين للتعبير عن نفس الأفكار. عندما تم اختبارهما في وقت لاحق شفهياً - طلب منهم وصف الأحداث في الفيديو - أظهر المشاركون، في صياغة إجاباتهم، نزعة مفرطة  لترتيب  الكلمات التي أدت إلى "طول إعتماد" قصير ، والذي  يشير إلى المسافة بين الكلمات التي تعتمد على بعضها البعض لإعطاء معنى للجملة ( جملة مفيدة) .

وتشير هذه النتيجة إلى أنه يمكن تفسير العموميات  اللغوية،  على الأقل جزئياً، بما يبدو أنه نزعة  فطرية للدماغ البشري ل "للإعتمادات  القصيرة".

وقالت فيدزيتشكينا "كلما زاد طول الإعتماد، كلما زادت  صعوبة معالجة الجملة  لإستيعابها، وذلك بسبب معوقات  الذاكرة". "إذا نظرنا عبر اللغات، نجد أن ترتيب كلمات  اللغات، عموماً، تميل إلى أن يكون لها إعتمادات أقصر مما كان متوقعاً  بالصدفة، مما يشير إلى وجود علاقة بين معوقات معالجة المعلومات البشرية وهياكل اللغات الطبيعية. أردنا  أن نقوم  بهذا البحث لتقديم أول دليل سلوكي لسببية العلاقة بين الاثنين، وهذا ما فعلنا.ووجدنا أنه عندما يكون للمتعلمين خياران في مدخل قواعد اللغة، فإنهم يميلون  إلى تفضيل الخيار الذي يقلل من طول الإعتماد وبالتالي يجعلون  الجمل في اللغة أسهل للدماغ البشري للمعالجتها  ".

"نحن نعلم من العمل  على اكتساب لغة ثانية أن اللغة الأم للمتعلمين تؤثر على الطريقة التي يتعلمون بها  لغة ثانية أو ثالثة، وحقيقة أن المشاركين معنا في التجربة  اعتمدوا  بقوة على مبدأ  أساسي  أعمق لمعالجة البشر للمعلومات البشرية بدلاً من   ترتيب الكلمات  السطحي   للغتهم الأم كانت مفاجئة للغاية ومثيرة للإعجاب بالنسبة لنا "، كما قالت فيدزيشكينا.

"نحن نقدم أول دليل سلوكي للعلاقة   المفترضة بين معالجة البشر  للمعلومات  وهيكل اللغة، ونقترح أن معوقات  المعالجة تلعب دورا في اكتساب اللغة وهيكل اللغة والكيفية التي تتغير بها اللغة بمرور الوقت."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق