٣ أغسطس ٢٠١٧
المترجم: ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٥٥٦ لسنة ٢٠١٧
التصنيف : ابحاث تطور اللغة
Early language development in fast motion
3 August 2017
الأطفال يستطيعون في وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقاً في تعيين معاني للكلمات ولا يتصورون الكلمات على أنها أنماط أصوات بحتة فقط.
يتعرض الأطفال لكمية هائلة من الإيثارات. وبما أنه لا يوجد حالتان متماثلتان تماما، بالنسبة للأطفال الرضع فإن كل لحظة هي تجربة جديدة تماماً - حتى ينظم دماغ الرضع سيل المحفزات. الدماغ يحفظ المعلومات الجديدة في الذاكرة الطويلة المدى لتجميع التجارب المماثلة وتصنيفها. بالنسبة لهذه العمليات، يبدو النوم ضروري . وقد اكتشف باحثون من معهد ماكس بلانك للعلوم الإنسانية والمعرفية البشرية في لايبزيغ و زملاؤهم من مؤسسات أخرى أن الأطفال حتى يستطيعون أثناء النوم ان ينشأوا معانٍ لكلمات أبكر بكثير مما كان يفترض سابقا.
أثناء النوم، يمر الأطفال من خلال مراحل تطور اللغة المبكر: من الارتباطات التي بنيت في البداية بين أصوات الكلمات والأنماط البصرية يستحدثون كلمات لها معنى حقيقي |
وقد قام العلماء بالتحقيق في هذه العمليات عن طريق تعريض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة وثمانية أشهر إلى أشياء خيالية أعطوها أسماء خيالية مثل "بوفيل" أو "زوسر"Bofel“ or “Zuser“. الأشياء التي اختلفت قليلا فقط في الشكل واللون أعطيت نفس الأسماء - تماما كما تسمى جميع القطط "قطط" على الرغم من أنها تختلف في ملامحها الخاصة. اختبر الباحثون هذه الأشياء الوهمية للتأكد من أن المشاركين الصغار في الدراسة لم يتمكنوا من استخدام المعرفة الموجودة بالفعل ( القبلية). وكشفت إستجابة دماغ الرضع أن الأطفال لم يسندوا أشياء جديدة من نفس الفئة إلى الاسم المقابل. وهذا يعني أنهم لم يتعرفوا على ال بوفيل الجديد على انه "بوفيل" على الرغم من أنه كان مشابهً تماما لنسخ من ال بوفيل الذي سبق رؤيته. وبالنسبة للأطفال الرضع، كل اقتران بين شيء جديد وكلمة جديدة كان غير معروف ومتميز، فهم لم يروا بعد العلاقة العامة بين الأزواج المتماثلة.
تَغيّر هذا بعد قيلولة منتصف النهار. في الأطفال الذين أخذوا قيلولة بعد مرحلة التعلم، ميز الدماغ بين الاسم الصحيح والخاطئ لشيء جديد في مرحلة الاختبار اللاحقة. وقد قام هؤلاء الأطفال بتعميم معارفهم أثناء النوم. الأطفال الذين بقوا مستيقظين لم يتمكنوا من القيام بذلك.
ومن المثير للاهتمام، طور الأطفال نوعين مختلفين من المعرفة بحسب مدة النوم. بعد قيلولة لمدة نصف ساعة أظهر الأطفال استجابة دماغ معروفة من أطفال اعمارهم ثلاثة أشهر ، عندما ربط هؤلاء الأطفال بين المحفز البصري وبين أنماط صوتية لكلمات. وهكذا، خلال قيلولة قصيرة صفى الأطفال سمات مماثلة من الأشياء وربطوها مع أصوات الكلمات. ومع ذلك، على غرار الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ثلاثة أشهر، كانوا فد تصوروا الكلمة كصوت فقط
وعلى النقيض من ذلك، أظهر الأطفال الذين ناموا لمدة ٥٠ دقيقة استجابة دماغ كانت معروفة سابقا للأطفال الأكبر سنا والبالغين. ما يسمى بمكون N400 المعتبر هنا يشير إلى أن المعاني غير المتناسقة تتم معالجتها في الدماغ، سواء كان ذلك في جمل أو أزواج كلمات أو قصص بالصور أو أزواج من كلمات وأشياء. واستنادا إلى هذا المكون أدرك الباحثون أن المشاركين الصغار قد أنشأوا في الواقع معانٍ للكلمات. "تظهر نتائجنا أن الرضع يمكن أن يشكلوا ذاكرة طويلة الأجل لمعاني الكلمات أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقا. على الرغم من أن هياكل الدماغ ذات الصلة بهذا النوع من الذاكرة لم تنضج تماما، فإنها يمكن أن تستخدم بالفعل إلى حد ما "، كما توضح أنجيلا د فريدريسي، مديرة معهد ماكس بلانك للعلوم الإنسانية المعرفية والدماغ وكبيرة مؤلفي الدراسة الأساس.
في هذا السياق، مرحلة معينة من النوم كانت مهمة: يبدو أن لمدة المرحلة الثانية من الأربع مراحل من النوم تأثيراً رئيسياً على تطور ذاكرة المفردات. تقول مانويلا فريدريش، قائدة الدراسة: "خلال هذه المرحلة من النوم الخفيف، من الواضح أن يحدث الانتقال من صيغة بسيطة في وقت مبكر من تطور ذاكرة المفردات إلى شكل متقدم من تطور الذاكرة". "نوعان من الذاكرة، والتي تظهر على التوالي أثناء النوم، متشابهة مع تلك التي نعرفها من تطور المفردات لدى الرضع. ومع ذلك، خلال النوم هناك دقائق من الزمن فقط بينها، في حين هناك أشهر خلال التطور العادي ( المعروف) ". وبالتالي، يبدو أن الذكريات تتشكل في حركة سريعة أثناء النوم.
"في دراستنا، ومع ذلك، فقد عُرّض الرضع لكمية كبيرة من المعلومات ضمن إطار زمني ضيق، والتي عادة ما يتعرضون لها على مدى فترة أطول بكثير من الزمن"، وأضافت مانويلا فريدريش. "ولكن فقط أثناء النوم، عندما يُعزل دماغ الرضع عن العالم المحيط بهم، يمكنه استنباط وحفظ العلاقات المتضمنة في هذه المعلومات. وفقط التفاعل بين حالة التأهب من التعرض لبيئة حالة غير نشطة من النوم، والتي يتم تنظيم التجارب وتخزينها، يجعل تطور المعرفة واللغة ممكناً. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق