١ ديسمبر ٢٠١٧
المترجم: ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٥٢٨ لسنة ٢٠١٧
التصنيف : ابحاث حيوانات
How many undiscovered creatures are there in the ocean?
المحيطات تغطي ٨٠٪ من سطح كوكبنا، ومع ذلك فهي لا تزال الأقل استكشافاً" كما يقول السير ديفيد أتينبورو في السلسلة الافتتاحية للحلقات الوثائقية لل بي بي سي الأخيرة "الكوكب الأزرق الثاني": "هناك مخلوقات أبعد من خيالنا مغيبة تحت الأمواج "، ومع ذلك فإن البرنامج يكشف عن عجائب الكثير من هذه الأنواع، عدد لا يصدق، أكثره لم يكتشفه البشر بعد على الإطلاق.
في الواقع، نحن لا نعرف حتى عدد الأنواع الموجودة في المحيطات. تم إجراء معظم التقديرات قبل أن يكون لدينا حتى أي جرد عن عدد ما سُمي بنحو علمي - وقد تراوحت بين ٣٠٠ ألف إلى عدد مدهش يصل الى مائة مليون. العديد من الأنواع البحرية الجديدة يُكتشف كل عام - ولكن العمل على معرفة عدد الأنواع هناك في المجموع (وهكذا كم نحن بحاجة أكثر إلى ان نصفها) هي عملية أكثر صعوبة. ولكن الآن لدينا على الأقل الأساس الضروري لمعرفة عدد الأنواع البحرية التي سميت، وذلك بفضل جهد تعاوني استمر عشر سنوات قام به مئات العلماء.
وقد استخدم العلماء مجموعة متنوعة من الطرق لتقدير العدد الإجمالي للأنواع البحرية ولكل من هذه الطرق محدودياتها. البيانات ليست دائما موثوقة والإفتراضات لكل طريقة يمكن ان تكون خاطئة. والطريقة الشائعة هي زيادة نسبة الأنواع المجهولة المقدرة في عينة أو منطقة معينة. وتعتمد الطرق الأخرى على نظام التبويب التصنيفي (الطريقة التي بها نسمي ونضع الأنواع في مجموعات). يمكننا استخدام معدل اكتشاف فصائل جديدة ورتب جديدة أو المعدل الذي توصف به الأنواع الجديدة لتقدير العدد الإجمالي للأنواع يجب أن يكون هناك.
وقد استخدمت بعض الأساليب آراء خبير عن عدد الأنواع غير المعروفة المتوقعة في مجموعة معينة يعمل الخبير عليها، استنادا إلى الأنواع الجديدة المحتملة التي يعرفونها ولكن لم يتم وصفها بعد. ووفقا لدراسة أجريت في عام ٢٠١٢، فإن متوسط الوقت بين اكتشاف نوع جديد ووصفه يبلغ ٢١ عاما.
ولأن كل طريقة تعتمد على افتراضات ومجموعات بيانات معينة، فإنها قد أدت إلى اختلافات واسعة في التقديرات. ويعتقد الكثيرون أن التقديرات العالية جداً (أي أكبر من عشرة مليون) غير متوقعة من قبل الكثيرين، ولكن التقديرات المشتركة الحالية لا تزال تختلف بين حوالي ٣٠٠ ألف و مليوني نوع من الأنواع البحرية
طريقة جديدة لتسجيل الأنواع
وهذا يعني أنه بعد ٢٥٠ سنة من الوصف والتسمية والفهرسة للأنواع التي تشاركنا كوكبنا هذا، ما زلنا بعيدين عن تحقيق احصاء كامل. ولكننا نعلم أن ٢٤٢،٥٠٠ نوع من الأنواع البحرية قد وصفت لأن اسمها موجود الآن في السجل العالمي للأنواع البحرية (WoRMS) من قبل حوالي ٣٠٠ باحث من جميع أنحاء العالم.
ويضاف إلى السجل سنويا ما يقرب من ٢٠٠٠ نوع من الأنواع البحرية الجديدة. وهذا يشمل الأنواع من مجموعات معروفة نسبياً مثل الأسماك، وقد تم وصف ما يقرب من ١٥٠٠ منها في العقد الماضي. ومن المرجح أن تبقى معظم المخلوقات غير مكتشفة في الموائل الأقل استكشافاً كالمحيطات العميقة، والبيئات الأكثر تنوعا كالبحار المدارية الضحلة، والمجموعات الأكثر تنوعا بما في ذلك الرخويات والقشريات.
ومعظم هذه الأنواع ربما تكون بحجم كبير "ماكرو" (واحد ملم إلى ١٠ سم) حيوانات قشرية ورخويات وديدانتعيش في قاع البحر،. وقد وجدنا ما يزيد قليلاً على ٦٠٠٠ حيوان قشري بحري جديد وما يقرب من ٨٠٠٠ من الرخويات البحرية في السنوات العشر الماضية. وقد أسفرت نتيجة أجريت مؤخرا عن ٢٨ نوعا جديدا من القشريات مزدوجات الأرجل ضاعف عددها المعروف في مياه أنتاركتيكا.
علماء التصنيف مشغولون بجمع وتحديد ووصف الأنواع الجديدة من الحيوانات البحرية في كل وقت. إن العملية من جمع العينة الى نشر ( إعلان) الأنواع كنوع جديد للعلوم هي عملية شاقة وتستغرق وقتا طويلاً جميع خصائص الحيوان تحتاج إلى أن تدرس بعناية ومقارنتها مع كل الأنواع الأخرى ذات الصلة الوثيقة.
وهذا غالبا ما يتطلب تحليل الحمض النووي الذي يوفر بيانات إضافية للباحثين التالين ليكونوا قادرين على التعرف على الأنواع الجديدة عن طريق شفرة التعرف "الباركود" الجينية. وبمجرد نشر البيانات عن نوع جديد في مجلة علمية، فإن محرر التصنيف في السجل العالمي للأنواع البحرية WoRMS المسؤول عن تلك المجموعة من الأنواع يُدًخل المعلومات ويجعلها متاحة لجميع المستخدمين في جميع أنحاء العالم.
ومنذ تأسيس WoRMS في عام ٢٠٠٧، تضاعف عدد الأنواع المدرجة في القائمة من مائة وعشرين ألفاً إلى ٢٤٢،٥٠٠. عدد الأسماء في قاعدة البيانات هو في الواقع تقريبا ضعف هذا الرقم (٤٧٧،٧٠٠) ولكن العديد منها غير صحيح بسبب التكرار أو التغييرات التي جرت على تصنيف الأنواع.
تسمية الأنواع تساعد على حمايتها
إن الاحتفاظ بقائمة محدّثة من الأنواع البحرية في العالم لا يقتصر على الرغبة بل أيضا مهم لحماية محيطاتنا. فالانقراض من جراء فقدان الموائل وتغير المناخ يتقدمان بمعدلات تنذر بالخطر. حوالي ٢٠٪ من الأنواع البحرية معرضة لخطر الانقراض، ونحن بحاجة ماسة لتوثيق ما يحدث لنفهم بشكل أفضل لسبب الإنقراض وكيف نقوم على منعه .
كما أن التنوع البيولوجي يدعم العديد من سمات البيئة التي يعتمد عليها البشر. كل الأنواع الجديدة المكتشفة يمكن أن توفر فرصاً للتقدم في الطب أو الزراعة.
وقد جعلنا WoRMS نقترب من إكمال تقييم التنوع البيولوجي البحري أكثر من أي وقت مضى. ولعل هذا النموذج من التعاون في الوقت الحقيقي عبر الإنترنت بين الخبراء في جميع أنحاء العالم - وقاعدة بيانات مركزية و مركز البيانات المهنية - يمكن أن تستخدم لتوفير قاعدة بيانات شاملة محدثة ومتوفرة بشكل مستمر لجميع الأنواع علو الأرض. حتى ذلك الحين، سنظل مروعين بما لا زلنا نجهله عن عدد هذه المخلوقات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق