١ يناير ٢٠١٨
المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ١٧ لسنة ٢٠١٨
التصنيف : ابحاث النشوء التطور
1/8/2018
مقدمة المترجم
كان لابد من هذه المقدمة المطولة التي ترجمناها من مصدرين * حتى يعرف القاريء الكريم كحيثيات مصطلح البقاء للأصلح الذي يدور على السنة الناس وحتى يكون الربط مع البحث الجديد مواتياً.
البقاء للأصلح هو العبارة الشهيرة لهربرت سبنسر الذي وصف فكرة أن هناك ، في الطبيعة، منافسة على البقاء على قيد الحياة والتكاثر. هذه استعارة، وكذلك عبارة
الصراع من أجل الوجود، والانتقاء الطبيعي، وكلاهما استخدم من قبل تشارلز داروين. وغالبا ما يستخدم العلماء هذه الاستعارات كإختزال للأفكار الرئيسية.
هذه الاستعارات تلتصق بالعقل، ولكنها تحتاج إلى أن تكون مفهومة بشكل صحيح، أو قد تستخدم بشكل خاطئ.
هربرت سبنسر كان فيلسوفاً اجتماعياً بريطانياً طبق مفهومه الشخصي للتطور على العديد من المجالات الأخرى، من أصل النظام الشمسي إلى الاقتصاد. استخدم هذا المصطلح لأول مرة في كتابه "مبادئ الأحياء"، الذي نشر في عام ١٨٦٤. كتب في هذا الكتاب (المجلد ١ ص٤٤٤): "هذا البقاء للأصلح، الذي سعيت هنا للتعبير عنه من الناحية الميكانيكية، هو الذي دعاه السيد داروين "الانتقاء الطبيعي"، أو الحفاظ على الأجناس المفضلة في الصراع من أجل الحياة ".
مبادئ سبنسر لعلم الأحياء كانت أول من استخدم عبارة البقاء للأصلح في كتاب مطبوع. ووافق داروين على أن عبارة "البقاء للأصلح" كانت أفضل من الانتقاء الطبيعي. الانتقاء الطبيعي يجسد الطبيعة، ولكنه كان بالفعل عن البقاء على قيد الحياة.
غالبية الناس قد تكون قادرة على وصف الانتقاء الطبيعي بأنه "البقاء للأصلح". ومع ذلك، عندما يراد مزيد من التوضيح لهذا المصطلح، فإن الغالبية سوف تجيب بشكل غير صحيح. للشخص الذي ليس له دراية بالانتقاء الطبيعي بالفعل، "الأصلح" تعني أفضل عينة مادية من النوع وفقط تلك الموجودة في أفضل شكل وأفضل صحة ستبقى في الطبيعة.
وهذا ليس هو الحال دائما. فالأفراد الذين يبقون على قيد الحياة ليسوا دائماً هم الأقوى أو الأسرع أو الأذكى. ولذلك، فإن "البقاء للأصلح" قد لا يكون أفضل طريقة لوصف الانتقاء الطبيعي كما ينطبق على التطور. ولم يقصد داروين هذه العبارة عندما استخدمها في كتابه بعد أن نشرها هربرت. كان داروين يعني ب "الأصلح" الأنسب للبيئة المباشرة. هذا هو أساس فكرة الانتقاء الطبيعي.
فالفرد من المجموعة يحتاج فقط إلى أن يكون له سمات أكثر ملاءمة للبقاء على قيد الحياة في البيئة. وينبغي أن يتبع ذلك ان الأفراد الذين لديهم تكيفات مواتية سيعيشون طويلاً بما فيه الكفاية لتمرير تلك الجينات إلى ذريتهم. الأفراد الذين يفتقرون إلى الصفات المواتية، وبعبارة أخرى، "غير صالح"، على الأرجح لن يعيش طويلا بما فيه الكفاية لتمرير الصفات غير المواتية نزولاً الى ذريته، وفي نهاية المطاف سوف تختفي هذه الصفات من المجموعة.
السمات غير المواتية قد تستغرق العديد من الأجيال لتنخفض في أعدادها وحتى لفترة أطول لتختفي تماما من الجينات. وهذا واضح في البشر بجينات أمراض قاتلة لا تزال في مجموع الجينات على الرغم من أنها غير مواتية لبقاء النوع.
وردت في النص عبارة parent والتي يمكن ترجمتها بنحو عام كما وردت في معاجم اللغة الانجليزية ب الأب او الأم والجد او الجدة او أصل أو مصدر الشيء في النبات والحيوان مثلاً ولذلك في النص اكتفينا بكلمة والد.
* مصادر المقدمة :
https://simple.m.wikipedia.org/wiki/Survival_of_the_fittest
https://www.thoughtco.com/survival-of-the-fittest-1224578
**النص**
تشير دراسة جديدة إلى أن الحيوانات الكبيرة كالفيلة ليست أكثر أو أقل صلاحية للبقاء على قيد الحياة من الأنواع المجهرية الصغيرة.
هناك أكثر من ٨ ملايين نوع من الكائنات الحية على الأرض، ولكن ولا واحد منها - من الحيتان الزرقاء التي طولها ١٠٠ قدم الى البكتيريا المجهرية - له ميزة على الآخرين في الصراع الشامل من أجل الوجود.
في ورقة نشرت يوم ٨ يناير في مجلة الطبيعة البيئية والتطور المرموقة، وصف ثلاثة من العلماء من جامعات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الديناميكية التي بدأت مع أصل الحياة على الأرض قبل ٤ مليارات سنة. يقولون أنه بغض النظر عن الاختلاف الكبير جداً في حجم الجسم وموقعه وتاريخ الحياة، فإن معظم أنواع النباتات والحيوانات والميكروبات متساوية في الصراع من أجل الوجود. وذلك لأن الكل يرسل تقريبا نفس الكمية من الطاقة على مدى عمره لإنتاج الجيل القادم من الأنواع.
"هذا يعني أنه لا يساهم كل فيل أو حوت أزرق بزيادة في الطاقة لكل غرام من الوالد ( parent إلى الجيل القادم أكثر مما يساهم به سمك التراوت أو حتى البكتيريا"، كما قال المؤلف المشارك تشارلز هول، وهو عالم بيئة النظم في كلية علوم البيئة والغابات (ESF) في سيراكيوز، نيويورك. "من المدهش نوعا ما، اننا وجدنا من خلال دراسة معدل الإنتاج والوقت اللازم لتوليد الآلاف من النباتات والحيوانات والميكروبات أن كل واحد يمرر، في المتوسط، نفس الكمية من الطاقة للجيل القادم لكل غرام من الوالد، بغض النظر عن الحجم. وتعيد الطحالب المائية ذات الخلية الواحدة تكوين كتلة جسمها في يوم واحد، ولكنها تعيش لمدة يوم واحد فقط، أنثى الفيل الضخمة تأخذ سنوات لإنتاج أول صغير لها، وتعيش حياة أطول بكثير من الطحالب،
وبالنسبة لجميع النباتات والحيوانات من كل الأحجام هاذان العاملان - وهما معدل إنتاج الكتلة الحيوية وفترة الجيل ( تعريف من خارج النص : فترة الجيل هو متوسط الفترة بين جيلين متتاليين في سلالات مجموعة من نوع ما . والتعريف الآخر لها هو الوقت اللازم لولادة جيل من الأفراد، والوصول إلى النضج الجنسي والتكاثر. ويتراوح فترة الجيل في البشر بين ٢٢ و ٣٣ سنة) - تتوازن تماما مع بعضها البعض، لذلك كل عامل يسهم بنفس الطاقة لكل غرام من احد الوالدين للجيل القادم في حياتهم ".
وخلاصة القول، ، يقول هول أن جميع الكائنات الحية، في المتوسط، صالحة للبقاء على قيد الحياة.
وقال جيمس براون، وهو عالم البيئة الفسيولوجية بجامعة نيو مكسيكو، والمؤلف المشارك مع هول : "حقيقة إن كل الكائنات الحية صالحة بشكل متساوٍ تقريبا لها آثار عميقة على تطور واستمرار الحياة على الأرض".
عالج العلماء مسألة مثيرة للاهتمام عن الحياة على كوكب الأرض، مبتدئين ببعض المعرفة السائدة. من ناحية، لاحظوا، البكتيريا المجهرية، وحيدة الخلية والطحالب والأولانيات التي لا تزن سوى عدد قليل من الميكروغرامات ( المايكرو هو واحد على المليون) تعيش بسرعة، وتولد الكثير من الكتلة الحيوية الجديدة يوميا أو حتى في الدقيقة الواحدة، وتموت وهي صغيرة السن، وفي كثير من الأحيان في غضون ساعات. ومن ناحية أخرى، الثدييات كالحوت الأزرق الذي طوله ١٠٠ قدم يعيش إلى ١٠٠ سنة ولكن يولد كتلة حيوية جديدة، بما في ذلك الصغار ، بشكل أبطأ جداً من الباكتيريا .
سأل المؤلفون سؤالا شاملا: كيف يمكن لهذا التباين الهائل في التكاثر والبقاء أن يسمح بالإستمرار والتعايش للكثير جداً من الأنواع؟ وكان جوابهم: لأن هناك مقايضة شاملة في كيف تكتسب الكائنات الحية وتُحوّل وتنفق الطاقة من أجل البقاء والإنتاج ضمن القيود التي تفرضها الفيزياء والبايلوجيا.
وفي أبحاثهم، قام المؤلفون ببناء نموذج لتخصيص الطاقة، استنادا إلى بيانات تتعلق بمعدلات استثمار الطاقة في النمو والإنجاب، فترة الجيل (التي عادة ما تتراوح بين ٢٢ الى ٣٢ عاما للبشر) وأحجام الجسم من مئات الأنواع التي تتراوح بين الميكروبات والثدييات والأشجار. وجدوا علاقة متساوية تماما ولكن عكسية بين معدل النمو وفترة الجيل بين جميع هذه الكائنات.
النتيجة النهائية هي ما يسميها المؤلفون "بنمط لياقة متساو ". الأنواع كلها ملائمة بشكل متساو تقريباً للبقاء على قيد الحياة لأنها جميعا تكرس نفس الكمية من الطاقة لكل وحدة من وزن الجسم لإنتاج ذرية في الجيل القادم. فإن النشاط العالي والحياة الأقصر للكائنات الحية الصغيرة يـعوض عنها تماما بالنشاط البطيء وزيادة طول العمر للكائنات الكبيرة.
وقال هول إن المقايضة بين معدل العيش وفترة الجيل هو أحد أسباب التنوع الكبير للحياة على الأرض: لا يوجد حجم واحد أو شكل من أشكال الحياة له ميزة ذاتية على الآخر. والفوائد الظاهرة لكونها أكبر (على سبيل المثال، الذكور الأكبر حجما هي أكثر احتمالاً للفوز في المنافسة على التزواج) هي معوضة بحقيقة أن الحيوانات الكبيرة هي عادة أقل إنتاجية بمرور الوقت.
وقال هول وبراون "لا توجد طريقة مفردة للعيش واستخدام الطاقة التي هي الأفضل". "ونظراً لمجموعة من الظروف البيئية على كوكب الأرض، قد يكون لنوع واحد من للكائنات الحية ميزة مؤقتة، ولكن مكاسب كهذه ستواجه قريباً من قبل الكائنات المنافسة الأخرى، والنتيجة هي ما سماها عالم الأحياء التطورية لي فان فالين" ظاهرة الملكة الحمراء، "على أساس رواية لويس كارول عبر المرآة، وما وجدته أليس هناك Through the Looking Glass And What Alice Found There ( مزيد من التفاصيل عن الرواية هنا https://ar.m.wikipedia.org/wiki/عبر_المرآة): ينبغي لجميع الأنواع الإستمرار في العمل لمواكبة الأنواع الآخرى والبقاء في سباق التطور."
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
1/8/2018
الصراع من أجل الوجود، والانتقاء الطبيعي، وكلاهما استخدم من قبل تشارلز داروين. وغالبا ما يستخدم العلماء هذه الاستعارات كإختزال للأفكار الرئيسية.
هذه الاستعارات تلتصق بالعقل، ولكنها تحتاج إلى أن تكون مفهومة بشكل صحيح، أو قد تستخدم بشكل خاطئ.
* مصادر المقدمة :
وقال جيمس براون، وهو عالم البيئة الفسيولوجية بجامعة نيو مكسيكو، والمؤلف المشارك مع هول : "حقيقة إن كل الكائنات الحية صالحة بشكل متساوٍ تقريبا لها آثار عميقة على تطور واستمرار الحياة على الأرض".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق