الثلاثاء، 2 يناير 2018

الدين قد يغير من سايكلوجيتك حتى لو كنت غير معتقد بالدِّين

٢١ ديسمبر ٢٠١٧

المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٣ لسنة ٢٠١٨

التصنيف : ابحاث عقائدية

Religion may alter your psychology, even if you’re a non-believer

تنصل من المترجم
ترجمة هذه الدراسة لا تعني دائماً الموافقة او المعارضه لم جاء فيها من استنتاجات او تعابير.






**النص**
تحاشي أعياد الميلاد في ديسمبر في كل من نيوزيلندا وأستراليا والعديد من البلدان الأخرى صعب .

ولكن حتى لو كنت لا تؤمن بالمسيح أو الله، لا يزال الدين قوة قوية. وتبين الأبحاث  أنه حتى الناس اللادينيين  قد تعقتد بمعتقدات لاواعية مرتبطة بالدين  يمكن أن تؤثر على سايكلوجياتهم.

بالعديد من المقاييس، الدين في أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية آخذ في التناقص  - ولكن المسيحية لا تزال تشكل ثقافة وسياسة هذه المجتمعات، من العطل التي يـُحتفل بها الى  القيم المعتمدة رسمياً.

ليس من المستغرب أن تبقى الرموز الدينية والتقاليد في المجتمعات العلمانية. ما يثير الدهشة هو كيف يمكن للمعتقدات الدينية البقاء في  عقول الناس العلمانيين وتؤثر عليهم.

الإستجابات اللاوعية  لفكرة الله
واستكشفت دراسة في فنلندا كيف يستجيب  الناس الدينيون  وغير الدينيين لفكرة الله.

استخدم الباحثون الأقطاب الكهربائية لقياس كمية العرق الذي ينتجه الناس  أثناء قراءة عبارات مثل "أنا أتجرأ  على   الله ان يجعل والدي يغرقان " أو "أنا  أجرأ على   الله ان يجعلني اموت من السرطان". بشكل غير متوقع، عندما قرأ غير المعتقدين هذه الجمل، كان إنتاجهم  من العرق  نفس كمية ما أنتجه  المتدينون من العرق - مما يشير إلى أن اللادينيين  والدينيين  متساوون في القلق  من عواقب جرأتهم.

وهذا لم بكن  ببساطة لأن اللادينيين  لا يريدون أن يتمنوا   الأذى  للآخرين. وأظهرت دراسة مصاحبة أن جرأة مماثلة  لا تنطوي على ذكر الله (مثل، "أتمنى ان يغرق والدي ") لم تنتج زيادات مماثلة في مستويات العرق. معا، ثم، هذه النتائج تشير إلى أنه على الرغم من إنكار وجود الله، اللامتدينون  يتصرفون  كما لو أن الله موجود.

هل هذا يعني أن الادينيين  يكذبون عندما يقولون أنهم ينكرون الله؟ ليس تماماً. وبدلاً من ذلك، قد تنشأ هذه السلوكيات المتناقضة في جزء منها بسبب العيش في ثقافة إيمانية والتي  تبرز فكرة أن الله موجود. ولعل هذا يقود اللادينيين إلى تشكيل مواقف "ضمنية" تتعارض مع مواقفهم "الصريحة".

المواقف الصريحة والضمنية 
المواقف الصريحة هي تلك التي يمكن أن يستحضرها  الناس إلى الذهن بوعي ويمكنهم الإبلاغ عنها عندما يطلب منهم ذلك: على سبيل المثال "الجَزَرَ جيد بالنسبة لي" أو "الله غير موجود".

على النقيض من ذلك، فإن الناس لديهم قليل من الوعي أو ليس لديهم  وعي بمواقفهم الضمنية - الترابط بين الأفكار المكتسبة  في أذهانهم، مثل مدى سهولة كيف يستحضرُ مفهومُ "الجزر" إلى الذهن مفهوم آخر مثل "ليس له طعم حاد"، أو مدى سهولة كيف تستحضر  كلمة "الله"  إلى الذهن كلمة "الوجود".

وكما توضح هذه الأمثلة، فإن الأراء الضمنية  والصريحة يمكن أن تتصادم. فمن الممكن أن يقول الشخص أنهم "يحبون الجزر" في حين وبدون وعي يستحضر  الترابطات  السلبية إلى الذهن عنهم. أو، ليقول "الله غير موجود" في حين وبدون وعي يستحضر إلى الذهن أفكار وجود الله.

وبهذه الطريقة، يكون من المنطقي لغير الدينيين  ان يكونوا  مضطربين  من  فكرة   ان الجرأة على  الله تضر.

كيف تُشكَل الآراء  الصحة
الفكرة القائلة بأن عدم التوافق بين المواقف الصريحة والضمنية  يمكن أن تخلق اختلافات تتفق مع نظرية التنافر المعرفي.

وجدت دراسات  استكشفت هذه الظاهرة النفسية أن الخلاف  بين سلوكك (على سبيل المثال، تلبية توقعات الوالدين من كونها ابنة مطيعة) وتصورك الخاص عمن أنت (على سبيل المثال، كونها امرأة مستقلة) كانت مرتبطة مع درجات عالية نسبياً على مقاييس العصبية والاكتئاب، ودرجات منخفضة على مقاييس الإعتزاز بالنفس، مقارنة مع الناس الذين كانت  سلوكياتهم منتظمة مع تصوراتهم الذاتية  بشكل أفضل.

وبالمثل، فإن الناس الذين لهم مواقف ضمنية  وصريحة عن اعتزازهم   بأنفسهم غير منتظمة (أولئك الذين يبلغون عن اعتزاز عال بالنفس ، ولكن يحمل ارتباطات لاوعية سلبية عن الذات، أو العكس بالعكس) يعانون من نتائج سلبية. ومن المرجح أن يصبحوا دفاعيين أكثر  في استجابة للتغذية الاسترجاعية feedback  السلبية، لتهدئة  غضبهم و لأخذ أيام اجازة من العمل لأسباب صحية.

هل يمكن أن يكون التنافر المعرفي أيضا في سياق الدين؟

الدين والصحة
التنافر المعرفي، ودرجة الإنحياز إلى المعتقدات الضمنية والصريحة قد تساعدنا على فهم العلاقات بين الدين والصحة. والواقع أن النتائج الإليجابية للمعتقد الديني يمكن أن تساعد في تفسير سبب استمرار المعتقدات الضمنية في اللادينيين .

وقد أظهرت دراسة أجريت على أكثر من ٤٠٠ من الأمريكيين البيض أن أولئك الذين حضروا الكنيسة كان لديهم انخفاض في ضغط الدم، ودراسة منفصلة اخرى وجدت امتلاك  انتماء ديني يرتبط  بإحساس أكبر بالصحة.  تغريدات نشرها مسيحيون فُـسرت على انها تعكس السعادة والتواصل الاجتماعي أكثر من تلك التي ارسلها  الملحدون، ويقال أن المعتقدين بالله أقل قلقاً بشأن الموت الآتي ، وأكثر يقينا عن معنى وجودهم.

ولكن الأمور ليست بهذه البساطة عندما يكون المعتقد الديني أقل قوة. الناس من ذوي المعتقدات الدينية المعتدلة أفادوا عن صحة أقل  من أولئك الذين لديهم معتقدات قوية جداً أو ضعيفة جداً. العديد من العوامل تلعب  دوراً هنا، ولكن أحد العوامل  الذي يمكن ان يعتبر  هو أن المعتقدين  المعتدلين هم أكثر احتمالاً ان يحملوا  معتقدات ضمنية  وصريحة متضاربة .

وقد يكون هذا صحيحاً بشكل خاص لو ضمت هذه المجموعة أشخاصا طوروا صلات قوية بين الله ومفاهيم الوجود أثناء تربيتهم الدينية، ولكنهم بدأوا في التشكيك صراحة في تلك الأفكار.

لو كنت غير معتقد إذاً، قد يكون لديك معتقدات متخلفة ( لا زالت عالقة )  في الله تضعك  في خطر، في أحسن الأحوال،  تناقضات نفسية ممتعة، وفي أسوأ الأحوال، فقر في الصحة.

عند هذه النقطة، ربما  تساءلت عما يمكنك فعله للحد من هذا الخطر. ولسوء الحظ، لا يمكننا تقديم الكثير من النصائح حتى يُفهم  المزيد عن الروابط بين المعتقدات الدينية والصحة.

في الوقت الحالي،  من المأمون أن نفترض أنه لو كنت من غير المعتقدين الثابتين (الصريحين)، فإن وضع نفسك في المواقف التي تقوي المعتقدات الدينية الضمنية  (على سبيل المثال، حضور فعاليات الكنيسة في عيد الميلاد) قد تؤدي إلى تفاقم التناقضات الداخلية.

المصدر:

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق