٣ يناير ٢٠١٨
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٩ لسنة ٢٠١٨
التصنيف : الإبداع
3, 2018
سواء أصبحت مفتوناً بلوحة فنسنت ڤان عوخ الفنية ستاري نايت - ليلة النجوم (للإطلاع على هذا هذه اللوحة من خارج النص يرجى زيارة https://ar.m.wikipedia.org/wiki/ليلة_النجوم_(لوحة)) أو بنظريات ألبرت أينشتاين عن الزمكان، فربما وافقت على أن كل من هذين العملين الفنيين منتج من منتجات الإبداع المذهل. الخيال هو ما يدفعنا إلى الأمام كنوع species - فإنه يوسّع عوالمنا ويجلب لنا أفكاراً جديدة، واختراعات واكتشافات.
ولكن لماذا يبدو أننا نختلف بشكل كبير جدا في قدرتنا على التخيل؟ وهل يمكنك ان تدرب نفسك لتصبح أوسع خيالاً؟ العلم جاء ببعض الإجابات، على أساس ثلاثة أنواع مختلفة ولكن مترابطة من الخيال.
الخيال الإبداعي
"الخيال الإبداعي" هو ما نعتبره عادة الإبداع Creativity الحرف الأول فيه " C" كبيرة ( *انظر التعريف من خارج النص في الأسفل) - يتألف من أوبرا أو اكتشاف شيء رائد ( اختراق علمي). هذا يختلف عن الإبداع اليومي، مثل التوصل إلى حلول مبتكرة لمشاكل الأسرة أو صناعات حرفية يدوية..
الإلهام الإبداعي بعيد المنال. وبالتالي، فإن القدرة على التدريب على الإبداع أو تحفيز حالة الإبداع كانت منذ وقت طويل هدفاً للعديد من الفنانين والعلماء.
ولكن هل هي ممكنة؟ نعلم أن بعض الأفراد لديهم شخصية أكثر إبداعاً من آخرين. ومع ذلك فقد أشارت الأبحاث إلى أن الخيال الإبداعي يمكن أيضا أن يُعزز من خلال بيئتنا أو ببساطة من خلال الكثير من العمل الجاد. على سبيل المثال، أظهرت دراسات تجريبية أنه عندما يتفاعل الأطفال مع محتوى إبداعي أو يشاهدون آخرين يحاولون ان يكونوا مبدعين عالين، يصبحون أكثر إبداعا أنفسهم.
هناك مرحلتان إلى الخيال الإبداعي. "التفكير التباعدي divergent " هو القدرة على التفكير في مجموعة واسعة من الأفكار، وكلها مرتبطة بطريقة أو بأخرى بمشكلة رئيسية أو موضوع. أنه يميل إلى أن يكون مدعوماً من قبل التفكير البديهي، والذي هو سريع وتلقائي. ثم تحتاج إلى "التفكير التقاربي convergent" لمساعدتك على تقييم الأفكار للفائدة ضمن المشكلة الرئيسية أو الموضوع. هذه العملية مدعومة بالتفكير التحليلي - وهو بطيء ومقصود - مما يسمح لنا بإختيار الفكرة الصحيحة.
وعليه فلو أردت أن تكتب تلك القطعة الرائعة، التي فيها الكثير من جلسات العصف الذهني مع الأصدقاء أو أخذ دورة في التفكير الإبداعي أو الكتابة قد يساعدك على الخروج بأفكار جديدة.
ومع ذلك، هذا لا يساعدك بالضرورة على اختيار فكرة جيدة. لذلك، تشير البحوث إلى أن المتطلب الأول هو في الحقيقة التعرض والخبرة . فكلما طال زمن عملك وفكرك في مجال ما وتعلمت من موضوع ما - والأهم من ذلك - تجرأ ت على ارتكاب العديد من الأخطاء - كلما كنت أفضل في الخروج بأفكار بشكل حدسي واختيار الفكرة الصحيحة بشكل تحليلي.
ولذلك فإن النجاح الإبداعي لا يتعلق كثيرا بإيجاد الإلهام. كما قال عالم الأحياء الدقيقة لويس باستور: "الحظ يفضل العقل المحضّر ( المُعد)". وهذا ينطبق أيضا على الفن، مع نصيحة بابلو بيكاسو : "تعلم القواعد كمؤيد حتى تتمكن من مخالفتها كفنان".
الخيال غير المألوف
بالنسبة لكثير من الناس، القدرة على أن نكون منهمكين تماماً في فكرة هي المفتاح لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع ناجح وخلاق. لذلك تحتاج إلى شيء يسميه العلماء "الخيال غير المألوف"، وربما أفضل ما يتوقعه هو انغماسك الخيالي وخيالك الإبداعي. وهذان يوضحان نزعتك الى أن يكون لديك فانتازيا ( تعريف من خارج التص :الفنتازيا هي تناول الواقع الحياتي من رؤية غير مألوفة) مفعمة بالحيوية العالية والواقعية ومستوى من الإنهماك في عوالم خيالية.
هناك فوائد لأحلام اليقظة.
ولكن هناك فوائد. الإنهماك في الفانتازيا في الأطفال يرتبط بإرتفاع في الخيال الإبداعي والقدرة السردية، وتبني وجهة نظر. للبالغين، قد يساعد على تحسين ترسيخ الذاكرة، وحل المشاكل الإبداعي والتخطيط.
هذه أيضا هي القدرة التي يمكن أن تعززها. وتبين البحوث أن الأطفال الذين يُشجعون من قبل والديهم للمشاركة في دور تمثيلي ولعب دور لديهم مستويات أعلى من التعرض للفانتازيا لاحقاً في الحياة. ودائماً لم يفت الوقت بعد لكي تبدأ - من المعروف أن الممثلين الهواة لديهم خيال عال غير مألوف أيضا.
الخيال الإتفاقي ( العرضي)
"الخيال الإتفاقي" مشابه للخيال غير المألوف، ولكنه يستفيد في الغالب من تفاصيل الذاكرة الحقيقية (العرضية) بدلاً من التفاصيل الوهمية (الدلالية) عند تصور أحداث في عين عقلنا.
وهذا يساعد الأفراد على تصور أفضل للماضي البديل والتعلم من أخطائهم، أو تخيل مستقبلهم والاستعداد له. القليل من الأبحاث التي أجريت حتى الآن تشير إلى أن الأفراد من ذوي القدرة العالية على التخيل البصري يتمتعون بمزيد من التفاصيل الحسية عند تخيل مستقبلهم.
وعلاوة على ذلك، مع أن هناك سنوات من كتب التقويم الذاتي تشير إلى "تخيلْ شيئاً وسيحدث"، وهذا هو في الواقع عكس ما يجب عليك القيام به. وللمفارقة إن أفضل إستعداداً للمستقبل أن نتخيل عملية - لا نتيجة - حالتك المستقبلية التي ترغب فيها. أظهرت إحدى الدراسات أنه عندما يتصور الطلاب النتائج المرجوة (درجات جيدة لاختبار قادم) بكون أداؤهم أسوأ بكثير من الطلاب الذين يتصورون عملية الحصول على النتائج المرجوة (تَخيُل التعمق في الدراسة - المذاكرة). ربما شيء عليك أن نأخذه في الاعتبار لمقررات السنة الجديدة؟
لدينا جميعاً قدرة خيالية بدرجات متفاوتة، ومن الصعب تصور أين ستكون البشرية بدونها. حتى على الرغم من أنك لم تكتب في الواقع تلك الرواية التي تحتفظ بها في مكان ما فيك بعد، استمر في المحاولة . هناك العديد من الطرق لتعزيز الإبداع، بالتمثيل والممارسة، والخبرة بكونها حاسمة. بل قد تجعلك أكثر ذكاءًا.
وكما ذُكر أن أينشتاين نفسه قال ذات مرة: "إن علامة الذكاء الحقيقية ليست المعرفة بل التخيل".
المصدر:
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
التعريف ترجمناه من هذا المصدر
في كثير من الأحيان، يفترض الناس أن مصطلح الإبداع ينطبق فقط على الأفكار الرائدة ( التي تؤدي الى اختراقات علمية). لكن خبراء الإبداع يقولون إن هناك بالفعل نوعين مختلفين من حل المشاكل الإبداعية: الإبداع creativity الذي يبدأ ب "C" كبيرة هو نوع التفكير الذي يؤدي الى اختراق علمي الذي يعرفه معظم الناس، ولكنه نادر نسبياً. الإبداع creativity الذي يبدأ بحرف "c صغيرة" الأفكار الصغيرة يصف الأفكار الصغيرة و" الآها" التي تعزز وتثري حياتنا - مثل استحداث وصفة طبخ جديدة، أو الإتيان بطريقة جديدة لتنسيق تقرير لشركتك - ولكن نادرا ما يجلب لنا شهرة أو ثروة. وفي الواقع، كثير من الناس لا تنظر حتى الى هذه الإنجازات باعتبارها شكلا من أشكال التفكير الإبداعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق