الكاتبان ؛لويس ميلهولاند وسمريثي سريكانثان،
٢٩ سبتمبر ٢٠١٤
المترجم: ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٧ لسنة ٢٠١٨
التصنيف : أبحاث الدماغ
Area of the brain responsible for honesty identified
مقدمة المترجم
الناظر الى تاريخ البحث يلاحظ انه قديم نسبياً . نعم هو كذلك وجاء بعد ان سألني احد الأخوان أن أتحقق من مزاعم نشرها شخص تحت عنوان : "ما الناصية ولم هي كاذبة؟ " حيث فال هذا المدعي انه كان محتاراً لما قرأ الآية الكريمة :" ناصية كاذبة خاطئة" وأدعى ناشر هذه القصة انه قد سأل الله ان يكشف له سر هذه الآية إلى ان يسر الله له بحثا عن الناصية قدمه عالم كندي ( وكان ذلك في مؤتمر طبي عقد في القاهرة ) قال فيه : منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن جزء المخ الذي تحت الجبهة مباشرة "الناصية" هو المسئول عن الكذب والخطأ وانه مصدر اتخاذ القرارات .. فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار -انتهى كلام هذا المدعي. انتهى كلامه هنا.
أيها القاريء الكريم لقد اعتدنا ان نسمع مثل هذه الافتراءات والقصص المفبركة من أشخاص يحاولون الكذب الصراح حتى في عصر أصبحت فيه المعلومة تحت أصابع اليد ( at your fingertips ) كما يقولون ( لاحظ كلمات "كندي" ولاحظ كذلك كلمة "٥٠ سنة" وقارنها بما ورد في البحث المترجم أدناه . والغريب ان هؤلاء دائماً ما يعمون بعض المعلومات حتى تنطلي على بعض العامة أكاذيبهم ومنها عدم ذكر تاريخ المؤتمر وعدم إعطاء مصدر للبحث أو إعطاء اسم الباحث الكندي. كما يحاولون كذلك لوي عنق الآيات الكريمة ليسقطوا معناها على نتائج الأبحاث المدعاة أو العكس .
ولذلك نحذر من ترويج هكذا ادعاءات التي اصبح الناس يكثرون من تداولها عبر وسائط التواصل الاجتماعية من دون التحقق منها ومن مصادرها وإلاّ قد يتحمل ناقلها وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ان شاء الله تعالى.
** النص**
كل شيء له ثمن - حتى الصدق. الصدق هو نتاج تحليل التكلفة والفوائد، ودراسة معهد فرجينيا للتقنية الأخيرة تسلط الضوء على ثمن قول الصدق.
دراسة أجريت بين معهد كاريليون فرجينيا للتكنولوجيا للأبحاث (VTCRI) وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وضعت لعزل جزء معين من الدماغ المسؤول عن الكذب.
وقالت الدكتورة لوشا تشو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وطالبة ما بعد الدكتوراه في "VTCRI": " نريد ان نحدد ما اذا كانت توجد منطقة في الدماغ ". ضرورية للصدق".
في العالم العصبي، من المعروف أن قشرة الفص الجبهي - وهي منطقة الدماغ وراء الجبهة - تصبح أكثر نشاطا عند اعتبار قول الصدق.
وقالت تشو "لو كان هناك مفتاح فى الدماغ، ولو أُغلق المفتاح، فهل يكون الناس غير قادرين على ان يكونوا صادقين".
لو كان هذا "المفتاح" عنصراً من قشرة الفص الجبهي، تشو وضعت نظرية على أن الأشخاص الذين لديهم تلف في الدماغ ذو صلة سيكونون أقل احتمالاً ليقولوا الصدق. ولذلك أجرت الدراسة تجارب على أولئك الذين لديهم هياكل دماغ سليمة وكذلك أولئك الذين يعانون من تلف في الدماغ.
واستندت التجارب على الاختبارات الكلاسيكية للكسب الاقتصادي. احد الإختبارات سمح للمشاركين بزيادة مكاسبهم على حساب الآخرين، والعكس بالعكس. اختبار آخر طلب منهم إرسال رسالة إلى المشاركين آخرين، حيث الكذب من شأنه أن يزيد من المكاسب الشخصية.
وقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون من أضرار في الدماغ التي لحقت بقشرة الفص الجبهي الظهراني الجانبي ( الوحشي) ثبت أنهم "أقل تفاديا للكذب"كما قالت تشو. أثبتت نتائج الدراسة أن منطقة معينة من الدماغ تلعب دوراً حاسماً في قول الصدق.
وقالت تشو "اننا خلصنا الى ان الحانب العرضي من الدماغ يمكن ان يكون مفتاحا يتحكم فى ما اذا كنا نريد ان نكون متفادين للكذب عندما يكون هناك تعارض بين الصدق والمصلحة الذاتية".
وأوضحت تشو أنه من خلال العلوم العصبية الحديثة، من الممكن ان تحفز أو تثبط مناطق معينة من الدماغ عن بعد - بما في ذلك قشرة الفص الجبهي الظهراني الجانبي ( الوحشي)
وقالت تشو "اننا قادرون مؤقتا على جعل الناس اكثر او اقل صدقاً من خلال تحفيز هذا القسم من الدماغ يدوياً".
وتشمل اختبارات الكشف عن الكذب الحالية توجيه أحد المشاركين الى ان يصدق ثم يكذب، وبعد ذلك مقارنة نشاط الدماغ بين كل حالة. مع أبحاث تشو، قد يكون من الممكن تعزيز التركيز على حالة قشرة الفص الجبهي الظهراني الجانبي ( الوحشي)
وقالت تشو "ان احد الامور الذي يمكن ان توفره دراستنا - بالاضافة الى استنتاجاتنا - هى توفير آلة للاشخاص المهتمين بدراسة هذه الانشطة".
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق