٢٤ يناير ٢٠١٨
الكاتب : دوغلاس ماين
المترجم : ابو طه/ عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٤٨ لسنة ٢٠١٨
التصنيف : علوم الهيئة
What Would Happen if the Earth Were Actually Flat?
By Doug Main
JANUARY 24, 2018
مرحبا بكم في عام ٢٠١٨ الجديد. الأرض عملت دورة حول الشمس مرة أخرى. ولكن ليس بهذه السرعة. لو انت ممن يوافق على فكرة أن الأرض مسطحة، إذاً يمكن ان تعتقد أنه لم يحدث مثل هذا الشيء، لأن الشمس تدور في دائرة حول السماء.
قد عرف البشر منذ آلاف السنين أن الكوكب مستديرة، ولكن الاعتقاد في أرض مسطحة يأبى ان ينتهي. أعضاء جمعية الأرض المسطحة فلات ايرث سوسايتي Flat Earth Society والعديد من المشاهير، بما فيهم مغني الراب B.o.B ولاعب كرة السلة الأمريكي كيري ايرفينغ، يدعون انهم يحملون مثل هذه المعتقدات. دعونا نفحص ، ومن بعد ذلك، كيف تعمل مبادئ الفيزياء والعلوم المعروفة (أو لا تعمل) على أرض مسطحة.
فشلت الجاذبية
أولا وقبل كل شيء، قد لا يكون لأي كوكب مسطح أي جاذبية. يقول جيمس ديفيس، وهو عالم جيوفيزيائي في مرصد لامونت دوهيرتي الأرضي التابع لجامعة كولومبيا، إنه ليس من الواضح كيف ستعمل الجاذبية، أو كيف نشأت، في هكذا عالم. هذه شيء مهم للغاية وله عواقبه، لأن الجاذبية تفسر مجموعة واسعة من الملاحظات الأرضية والكونية. نفس القوة القابلة للقياس التي جعلت التفاحة تسقط من الشجرة هي التي أيضاً جعلت القمر يدور حول الأرض وجعلت جميع الكواكب تدور حول الشمس.
الناس الذين يعتقدون في الأرض المسطحة يفترضون أن الجاذبية تسحب الى الأسفل بشكل مستقيم ، ولكن لا يوجد هناك دليل على أنها تعمل بتلك الطريقة. ما نعرفه عن الجاذبية يوحي بأنها ستسحب نحو مركز القرص. وهذا يعني أنها ستسحب فقط نحو الأسفل بشكل مستقيم نحو نقطة واحدة على مركز القرص. كلما بعدت بنحو متزايد بعيدا عن المركز، فإن الجاذبية ستشدك أكثر وأكثر أفقيا. وهذا سيكون لها بعض الآثار الغريبة، مثل انشفاط جميع الماء نحو وسط العالم، وجعل الأشجار والنباتات تنمو قطريا، لأنها تنمو في الاتجاه المعاكس لسحب الجاذبية.
المشاكل الشمسية
ثم هناك الشمس. في نموذج النظام الشمسي المدعوم علمياً ، تدور الأرض حول الشمس لأن هذه الأخيرة هي ذات كتلة أكبر بكثير ولها جاذبية أكبر. ومع ذلك، فإن الأرض لا تسقط على الشمس لأنها تسير في مدار. وبعبارة أخرى، فإن جاذبية الشمس لا تعمل وحدها. الكوكب يسير أيضا في اتجاه عمودي على خط شد الشمس . إذا كان من الممكن إيقاف تلك الجاذبية، فإن الأرض ستنطلق بعيدا عن الشمس في خط مستقيم وتهرب من النظام الشمسي. وبدلا من ذلك، جمع الزخم الخطي وجاذبية الشمس يؤدي إلى مدار دائري حول الشمس.
نموذج الأرض المسطحة يضع كوكبنا في مركز الكون، ولكنه لا يشير إلى أن الشمس تدور حول الأرض. بدلا من ذلك، الشمس تدور حول جانب العالم العلوي كقرص دائري، يبث الضوء والدفء إلى الأسفل كمصباح مكتب كهربائي . بدون الزخم الخطي والعمودي الذي يساعد على إحداث المدار، فإنه من غير الواضح ما هي القوة التي من شأنها أن تبقي الشمس والقمر يحومان فوق الأرض، كما يقول ديفيس، بدلا من تحطمهما عليها.
وبالمثل، في عالم مسطح، فإن الأقمار الصناعية على الأرجح لن تكون ممكنة. كيف تدور حول سطح مستو ؟ يقول ديفيس: "هناك عدد من الأقمار الصناعية التي يعتمد المجتمع عليها والتي حينئذ لن تعمل. لهذا السبب، يقول: "لا أستطيع ان أفكر في كيف يعمل نظام تحديد المواقع العالمي GPS على أرض مسطحة".
لو كانت الشمس والقمر يدوران فقط حول جانب واحد من الأرض المسطحة، من المفترض أن يمكن أن يكون هناك تعاقب في الأيام والليالي. لكنه لن يفسر المواسم والكسوف/ الخسوف والعديد من الظواهر الأخرى. والشمس من المفترض ان تكون أيضا أصغر من الأرض حتى لا تحترق أو تصطدم بكوكبنا أو بالقمر. ومع ذلك، فإننا نعرف ان حجم الشمس يبلغ ١٠٠ مرة قطر الأرض.
إزالة السماء والأرض
عميقاً تحت الأرض، لب الأرض الصلب يولد مجال كوكب الأرض المغناطيسي. ولكن في كوكب مسطح، يجب أن يحل محله شيء آخر. ربما صفيحة مسطحة من معدن سائل . ومع ذلك، فإنها لن تدور بطريقة تولد مجالاً مغناطيسياً. وبدون حقل مغناطيسي، ستغلي الجسيمات المشحونة الآتية من الشمس هذا الكوكب ( الأرض). فبإمكان هذه الجسيمات المشحونة ان تجردها من الغلاف الجوي ، كما فعلت بعد أن فقد المريخ مجاله المغناطيسي، وسيهرب الهواء والمحيطات إلى الفضاء.
تعتمد حركة الصفائح التكتونية والنشاط الزلازلي على أرضية مكورة، لأنه لا يمكن أن تتناسب جميع الصفائح معاً بطريقة معقولة إلا ان تكون كروية، كما يقول. ديفيس حركة الصفائح على جانب واحد من الأرض تؤثر على الحركة في الجانب الآخر. إن مناطق الأرض التي تُنشأ القشرة، كمرتفع وسط المحيط الأطلسي تقابلها مناطق تستهلك القشرة، مثل منطقة الانغراز . وعلى أرض مسطحة، لا يمكن تفسير أي من ذلك بنحو واف. سيكون هناك أيضا تفسير لما يحدث للصفائح على حافة العالم. قد يتصور المرء أنها قد تسقط، ولكن هذا من شأنه أن يعرض للخطر الجدار المقترض الذي يمنع الناس من السقوط من العالم الذي على شكل قرص.
كيف د من يدعي بسطحية الأرض أن يرسم خريطة الكوكب. القطب الشمالي في المركز، و "جدار الجليد" حول الحواف ومن المفترض أن يمنع الناس من السقوط. الصورة: من ويكي كومونس
كيف يرسم من يعتقدون بسطحية الأرض خريطة الكوكب. القطب الشمالي في المركز، و "جدار الجليد" حول الحواف والتي من المفترض أن تمنع الناس من السقوط. الصورة: Wiki Commons
ربما واحدة من أكثر الأشياء غرابة وبشكل صارخ هي أن الخريطة المفترضة للأرض المسطحة مختلفة تماماً. القطب الشمالي موضوع في المركز بينما تشكل أنتاركتيكا "الجدار الجليدي" حول الحواف. في مثل هذا العالم، السفر يبدو مختلفاً جدا. الطيران من أستراليا إلى أجزاء معينة من القارة القطبية الجنوبية، على سبيل المثال، سوف يأخذ إلى الأبد، - اذ عليك ان تسافر عبر القطب الشمالي والأمريكتين لتصل إلى هناك. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الإنجازات في العالم الحقيقي، كالسفر عبر القارة القطبية الجنوبية (الذي تم القيام به مرات عديدة)، سيكون مستحيلا.
سقوط ( فكرة الأرض) المسطحة
وخلافا للاعتقاد السائد، من المفاهيم الخاطئة أن العديد من المجتمعات من الناس المتعلمين الجادين قد اعتقدوا في الواقع في نظرية الأرض المسطحة. "مع استثناءات قليلة غير عادية، لم يعتقد أي شخص متعلم في تاريخ الحضارة الغربية من القرن الثالث قبل الميلاد أن الأرض كانت مسطحة "، كما أشار المؤرخ جيفري بورتون راسل في عام ١٩٩٧." الأرض المستديرة ظهرت على الأقل في وقت مبكر من القرن السادس قبل الميلاد. مع فيثاغورس، الذي أعقبه أرسطو، وإقليدس، وأرسطرخس من بين آخرين في اعتبار أن الأرض كانت كروية".
كما كتب العالم والكاتب ستيفن جاي جولد Stephen Jay Gould ذات مرة ، فكرة أن الكثير من الناس، بما في ذلك الاسبان وكريستوفر كولومبوس، يعتقدون أن الأرض لتكون مسطحة كانت مفتعلة إلى حد كبير من قبل كتّاب القرن ال ١٩ أمثال واشنطن ايرفينغ وجان ليترون وغيرهم. ليترون كان "أكاديميا من المتحيزين المضادين بشكل قوي للدين ... الذين استفادوا بذكاء من تشويه آباء الكنيسة وخلفاءهم في القرون الوسطى كناس يعتقدون في أرض مسطحة"، كما أشار راسل.
على أي حال، في حين أنه من المتعة أن نتصور سيناريوهات الواقع المضاد، فالعلم يتقدم من خلال الإتيان بنظريات لشرح الملاحظات. عندما يتعلق الأمر بهذه النظريات، فإنه كلما كان أبسط كلما كان ذلك أفضل، يقول ديفيس. ومع ذلك، فإن فكرة الأرض المسطحة تبدأ بوضوح بفكرة أن الكوكب سطح مستوٍ، ومن ثم يحاول تحريف ملاحظات أخرى لمصلحة هذه الفكرة. يمكنك أن تجد تفسيرات غريبة للظواهر الفردية ضمن هذا الإطار، كما يقول ديفيس، ولكنها تنهار بسرعة كبيرة".
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق