الثلاثاء، 27 فبراير 2018

الشخصية: من اين تأتي ؟ وكيف تعمل ؟



١٣ فبراير ٢٠١٨


المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي 


المقالة رقم ٨٠ لسنة ٢٠١٨


التصنيف: ابحاث السلوك 




February 13, 2018


كيف تتطور شخصياتنا؟ ماذا نجلب معنا وماذا  يُبني من خبراتنا؟ وحين  تتكون ، كيف تعمل الشخصية؟ كانت هذه المسائل غارقة في الجدل  منذ ان وُجدت  السايكلوجيا تقريباً.

في الورقة العلمية التي نشرت  في مجلة سايكلوجيكال  ريڤيو Psychological Review، تعالج  البرفسورة كارول دويك ( استاذة السايكلوجيا في  جامعة ستانفورد)  هذه القضايا. وتقترح أن  شخصياتنا تتطور  حول الاحتياجات الأساسية، وبدأت كارول  بتوثيق الاحتياجات النفسية الأساسية الثلاثة التي  كلنا نجلبها معنا: الحاجة إلى التنبؤ بعالمنا، والحاجة إلى بناء الكفاءة ( القدرة)  للعمل على عالمنا، ولأننا كائنات اجتماعية ، الحاجة إلى القبول من الآخرين. (وتبين كارول أيضا كيف تنبثق احتياجات جديدة لاحقاً من مزيج من هذه الاحتياجات الأساسية.)

الرضع بولدون وهم  على استعداد كبير لتلبية هذه الاحتياجات - هم متعلمون بارعون نهمون  للتطلع  الى المعلومات المتعلقة  بالحاجة. ثم، عندما يحاول الرضع تلبية احتياجاتهم، شيء مهم يقع. يبدأون ببناء معتقدات حول عالمهم ودورهم فيه: هل هذا العالم جيد أم سيئ أم آمن أم خطير؟ هل يمكنني العمل  على عالمي لتلبية احتياجاتي؟

هذه  المعتقدات، بالإضافة إلى النزعة  الى المشاعر وإلى الفعل المختزنة مع المعتقدات ، يطلق عليها مصطلح"بيتس BEATs" ( التمثيلات الذهنية - انظر الى التعريف في آخر المقالة )،  وهي تمثل الخبرات المتراكمة التي  لدى الناس وهم يحاولون تلبية احتياجاتهم، وهي تلعب دوراً رئيسياً في الشخصية - بجزئيها المرئي والخفي .

الجزء الخفي من الشخصية يتكون من الاحتياجات و ال "بيتس BEATs". أنها تشكل أساس الشخصية و تدفع وتوجه الجزء المرئي منها. الجزء المرئي يحدث عندما تخلق الاحتياجات وال  بيتس  BEATs الأهداف الفعلية التي يسعى اليها الناس في العالم - وهي ما يفعله الناس فعلاً.

خذ المثال التالي. بعض الناس ضميرهم حي؛  ويسعون  بنشاط لتحصيل الإنجاز  وممارسة ضبط النفس والمثابرة. هذا هو الجزء المرئي.  كل شخص محتاج ان بكون  مقتدراً وجديراً، ولكن كيف يسعى   الناس للحصول على هذه الجدارة - سواء أكانوا يفعلون ذلك بطريقة وجدانية - سيعتمد ذلك على ال بيتس BEATs (الجزء غير المرئي، كمعتقداتهم).

 الأبحاث تبين   أن بعض الناس يعتقدون   بأن قدراتهم هي ببساطة سمات ثابتة. عندما يواجهون مهمة صعبة، فقد يختارون المهمة  الأكثر سهولة بدلاً  من الصعبة ، لأن  المهمة الصعبة  تنطوي على مخاطرة. فقد تكشف  قدرتتهم الثابتة على انها  نقص في الكفاءة . وقد  توهن  شعورهم  بالجدارة .
ومع ذلك، يعتقد ناس آخرون أن قدراتهم يمكن تطويرها. وهم أكثر إحتمالاً  للترحيب بالمهمة الصعبة والتمسك بها في مواجهة النكسات من أجل تطوير كفاءاتهم. انها تظهر السمات المميزة للضمير الحي .

وبعبارة أخرى، يمكن أن يكون ال بيتس BEATs الكامن له تأثير واضح على  "الشخصية"   المرئية التي يظهرها الناس  وهم  يسعون لتحصيل  أهدافهم.

الحالة المزاجية يمكن أيضا أن تكون مهمة. على سبيل المثال، لو كان الأطفال خجولين أو خائفين يمكن أن تجعل بعض الاحتياجات (كالحاجة إلى القدرة على التنبؤ) أقوى من غيرها، ويمكن أن تؤثر على الطريقة التي يتفاعلون  مع الأشياء التي تحدث لهم - وكلاهما يمكن أن يشكلا ال بيتس BEATs الذي  يطورونه ويواصلون تقدمهم   به.

ما هي تبعات هذه النظرية؟ أولا ، هذا يعني أن شخصيتنا تتطور حول دوافعنا (احتياجاتنا وأهدافنا) وليس فقط حول السمات التي ولدنا بها. وتكشف النظرية أيضا الأجزاء غير المرئية من الشخصية وتبين كيف يمكننا تحديد ومعالجة ال بيتس BEATs الهامة (ولا سيما المعتقدات) لتعزيز تغيير  الشخصية.


وباختصار، كالنظريات الكبيرة والكلاسيكية في القرن الماضي،  النظرية الحالية تجمع بين دوافعنا وشخصيتنا وتطورنا في إطار واحد وتساعد على تسليط الضوء على العمليات التي تسهم في الصحة والتنمية  البشرية.


المصدر : 
http://www.apa.org/pubs/highlights/spotlight/issue-111.aspx
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1


تعريف من خارج النص؛

تشكل التمثيلات الذهنية (BEATs) -كما ترجمناه من مدونة كويرت ڤايزر من  مقاله على هدا الرابط : 
http://www.progressfocused.com/2017/11/carol-dwecks-new-theory-on-foundations.html?m=1

البرفسورة كارول دويك تقول أنه عندما وُضعت   الأهداف لتلبية  احتياجاتنا تنشأ الخبرات  والتي نبدأ بتمثيلها  في أدمغتنا. ويمكن اعتبار التمثيلات كمخططات معرفية مستندة الى  تجاربنا.  ترجع هذه التمثيلات الذهنية،كما توضح دويك،  بمصطلح مختصر أطلقت عليه  BEATs (بيتس) والذي يعني اتجاهات المعتقدات والشعور  والفعل  Beliefs, Emotion, and Action. وبالتالي فإن BEATs هي الطريقة التي يشفر بها الدماغ الخبرات التي نملكها ونحن نحاول تحقيق الأهداف التي وضعناها من أجل تلبية احتياجاتنا. أن ال BEATs التي تنبثق من التجارب لا يعني أن الجينات لا تلعب أي دور في تشكيلها. يمكن للعوامل الوراثية أن تلعب دورا في كيف تُمثل الخبرات ذهنياً. أود أن أذكر  مثالا قويا لكيف تلعب المعتقدات (B من BEATs   دورا في تطوير السلوك والشخصية هي نظرية دويك  الذهنية. نظرية التفكير هي أيضا مثال جيد على كيف تكون  الذهنية مهمة  لكيف  يمكن أن يكون لمعتقدات الناس المؤثرة وقع كبير على سلوكياتهم وما يترتب على سلوكهم. لو كان التأثير هيكليا، تقترح نظرية دويك الجديدة انها بمكن أن تؤثر على تشكل الشخصية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق