الأربعاء، 7 فبراير 2018

الأصدقاء يتناغمون على موجة واحدة كما كشف عن ذلك مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي



الكاتبة ؛ كارين كابلان 

٣٠ يناير ٢٠١٨

المتوجمً: ابو طه/ عدنان احمد الحاجي 

المقالة رقم ٥٤ لسنة ٢٠١٨

التصنيف : ابحاث الدماغ


By KAREN KAPLAN

JAN 30, 2018 


مقدمة للمترجم :
المعروف ان الأصدقاء  لهم  تأثير على بعضهم البعض،  وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"المرء على دين خليله وقرينه"

وطالما سمعنا بالمثل المشهور ؛ "الطيور على اشكالها تقع" ؛  لكن هل وضع  هذا المثل على المحك ليتثبت من صحة جريانه  حتى على المستوى الدماغي  على مصاديق خارجية، مثل : قل لي من تعاشر  اقل لك من أنت.


**النص** 

ماذا يمكن لرائد فضاء وطفل وفيديو موسيقى عاطفية وجهاز  تصوير بالرنين المغناطيسي أن يكشف  عن أصدقائك؟ الكثير جداً  كما كشفت دراسة جديدة.

وضع باحثون ٤٢ طالبا من كلية إدارة أعمال في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي وأروهم  سلسلة من ١٤ شريط فيديو. وهم يشاهدون لقطات الفيديو، كان جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي  يسجل نشاط  أدمغتهم.

الأصدقاء يميلون إلى ان يرون العالم بطرق مماثلة كما يظهر مسح الدماغ . وكلما كان  الشخصين اقرب في الشبكة للاجتماعية، كلما كانت استجاباتهم العصبية أكثر تشابها


يمكن ان تُستخدم  هذه الأنماط للتنبؤ بأي من  الطلاب أصدقاء وبأيهم   مجرد زملاء صف، وفقا لدراسة نشرت يوم الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨ في مجلة ناتشر كومونيكاشين.

وقال فريق من جامعة كاليفورنيا وجامعة دارتموث: "كان التشابه العصبي Neural similarity  مرتبطا بزيادة في  احتمالية  الصداقة بشكل كبير".

 "هذه النتائج تشير الى اننا نشبه بشكل استثنائي اصدقاءنا في كيف نتصور ونستجيب  لما  حولنا"، كما أضاف الفريق

قد يبدو ذلك واضحاً لأي شخص سمع من قبل بالمثل الذي يقول : "الطيور على اشكالها  تقع". ولكن حتى الآن، لم يكن أحد قد وضع هذا المثل  على المحك ً من خلال دراسة النشاط المعرفي للأصدقاء في الوقت الحقيقي ( في الواقع).

بدأ باحثون، بقيادة عالمة النفس الاجتماعي  كارولين باركينسون من جامعة كالفورنيا في لوس انجليس UCLA، مع مجموعة متماثلة من طلاب  كلية   دارتموث تاك للأعمال Dartmouth's Tuck School of Business. . وسئل ٢٧٩ منهم عما إذا كانوا أصدقاء مع كل من زملائهم الطلاب. ( تعريف "الصديق" هو شخص تذهب معه لتناول مشروب أو تأكل وجبة معه أو تشاهد فيلماً  أو غيرها من "الأنشطة الاجتماعية غير الرسمية.")

لو عرف طالبان اسم احدهما الآخر لاعتبرا صديقين وذلك لهدف الدراسة ، استخدم الباحثون هذه الاستجابات لإنشاء الشبكة الاجتماعية لصف 

في المرحلة التالية من الدراسة، وافق ٤٢ من الطلاب على الاستلقاء في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أثناء مشاهدة أشرطة فيديو لمدة ٣٦ دقيقة.

وتراوحت المقاطع في الطول من ٨٨ ثانية إلى أكثر من 5 دقائق، وتم اختيارها لاستحضار مجموعة من المشاعر في المشاهدين.

على سبيل المثال، تم إضافة فيديو موسيقي لأغنية "كل ما أريد All I want" إلى البكرة لأن بعض الناس قد يعتبرونها "حلوة" في حين أن آخرين يرون أنها "سخيفة "، كما أوضح الباحثون. وقدمت إحدى اللقطات نقاشا حول ما إذا كان ينبغي حظر كرة القدم الأمريكية) الجامعية؛ وظهر آخر مناقشة حول خطاب الرئيس السابق أوباما.

حين كان الطلاب يشاهدون كان جهاز الرنين المغناطيسي يسجل استجابات ( نشاط)  ٨٠ منطقة منفصلة في أدمغتهم. وبعدها قارن الباحثون استجابات كل طالب مع الطالب الآخر   

 وقد امكن  مزاوجة ( مقارنة)   ٤٢  طالباً  ب  ٨٦١ طريقة متميزة.  بعض تلك المجاميع  الزوجية ( الزوجية هنا معناها اثنين اثنين - كل اثنين زوج)  كانواأصدقاء، وبعضهم لم يكونوا كذلك . 

من المؤكد، كانت استجابات مجاميعأزواج الأصدقاء   متشابهة أكثر  من استجابات  غير مجاميع أزواج   الأصدقاء . وكلما كانت استجاباتهم مماثلة، كلما كانت  المسافة بينهم في الشبكة الاجتماعية أقصر. ومن الناحية  الإحصائية، لكل  وحدة زيادة في التشابه العصبي ، فإن احتمالات أن يكون الشخصان   اصدقاء  ترتفع بنسبة ٤٧٪.

حتى عندما تحكم  الباحثون  في أوجه التشابه بين الناس في كل من ٨٦١  من المجاميع الزوجية  - بما في ذلك خصائص ك العمر والجنس والجنسية - بقي التساوق  بين  الاستجابة والموضع  في الشبكة الاجتماعية على حاله . 

 التساوق كان ظاهراً بوضوح في مناطق الدماغ المشاركة في التحفيز والتعلم والانتباه، ومعالجة اللغة وتحديد الحالة الذهنية   للآخرين، هذا من باب ذكر  بعض  الأمثلة لا الحصر.

 "فهم  اي العمليات  المعرفية والعاطفية  تكمن وراء هذه التأثيرات تتطلب  دراسات متابعة تكميلية على الأرجح   ،" كما كتب الباحثون.  

ووجدت باركنسون وزملاؤها أيضا أن استجابات الدماغ وحدها يمكن أن تقوم بعمل جيد جدا للتنبؤ بما إذا كان شخصان صديقين  أو مجرد   معارف أو غرباء عن بعضهما.

تم تقسيم جميع  ال٨٦١ مجموعة زوجية  إلى أربع فئات مسافة اجتماعية.  الأصدقاء عُين لهم مسافة 1؛ صديق الصديق سيكون له مسافة ٢؛ صديق لصديق لصديق له مسافة ٣؛ والمجموعات الزوجية  التي تم إزاحتها أكثر من ذلك كان لها مسافة  ٤  أو أكثر.

لو كان برنامج كمبيوتري يقوم  بتخمينات عشوائية عن المسافة الاجتماعية لمجموعة زوجية، فإنه سوف يقوم بالتخمين الصحيح  ٢٦٪ من الوقت. ولكن البرنامج الذي يقوم على استجابات الدماغ تعرف  بشكل صحيح على الأصدقاء في ٤٨٪ من الوقت. كما تعرف  على علاقات مسافة ٢  في ٣٩ ٪ من الوقت، وعلاقات المسافة ٣ كانت صحيحة في  ٣١ ٪ من الوقت، وعلاقات المسافة ٤  كانت صحيحة في  ٤٧٪ من الوقت، وفقاً للدراسة.  من المهم انه  عندما يخطأ  البرنامج في التنبؤ، كان الخطأ عادة صغيراً ولا يتعدا  فئة واحدة.)

ولكن النتائج لا تحل هذا الغموض الجوهري عن الصداقة: هل نصبح أصدقاء مع الناس الذين يرون بالفعل العالم بالطريقة التي نراها، أم إننا  نرى العالم من خلال عيون أصدقائنا؟
 ستكون هناك حاجة إلى دراسات طويلة الأجل للإجابة على هذه الأسئلة، ولكن مؤلفي الدراسة يتوقعون أن الإجابة ستكون كلا الإحتمالين.

المصدر:
https://www.google.com/amp/www.latimes.com/science/sciencenow/la-sci-sn-friends-brains-same-20180130-story.html%3foutputType=amp

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق