الكاتبة : ايكاتيرينا بشيڤا
٨ ديسمبر ٢٠١٧
المترجم : ابو طه / عدنان أحمد الحاجي
المقال. رقم ٨٥ لسنة ٢٠١٨
التصنيف : أبحاث الدماغ
By EKATERINA
PESHEVA
December 8, 2017
كشفت دراسة عن دائرة دماغ تعمل بالأوكسيتوسين الذي ينظم التمييز الاجتماعي social recognition . ( تعريف من خارج النص: التمييز الإجتماعي هو القدرة على التعرف وتذكر المناوع - من نفس النوع) كيف نتعرف على الآخرين؟ كيف نعرف الصديق من العدو، والوعيد من الوعد؟ كيف يحسب الدماغ التلميحات المتعددة التي تخبرنا أن سوزان ليست إريكا على الرغم من أنهما تتشابهان؟ تعقيدات التفاعلات الاجتماعية - البشر وكذلك الثدييات - قد حيرت باحثي الدماغ لعقود.
الآن دراسة جديدة أجريت على الفئران من قبل علماء الأعصاب التجديدي في كلية الطب بجامعة هارفارد ومعهد هارفارد للخلايا الجذعية ومستشفى ماساتشوستس العام توفر تأملات ثاقبة في الدار ات العصبية والتسلسلات الإشارية ( تعرف ايضاً بالتسلسل الكميائي الحيوي) التي تكمن وراء التمييز الاجتماعي.
أظهرت التجارب، التي نشرت في ٨ ديسمبر ٢٠١٧ في محلة ناتشر كومونيكاشين ، أن التمييز الاجتماعي تنظمه شبكة من الخلايا العصبية الحساسة للأوكسيتوسين في جزء من الحصين، وهي بنية على شكل فرس البحر في الدماغ مسؤولة عن تكوين الذاكرة.
وتضيف النتائج إلى مجموعة نادرة ولكنها متنامية من الأبحاث التي تسلط ضوءًا جديداً على الحصين. والذي عادة ما يوصف باسم أمين مكتبة الدماغ - والمسؤول عن تشكيل ذكريات المدى القصير، وتوحيدها في ذكريات طويلة المدى وتبويبها وتخزينها لاسترجاعها في وقت لاحق - دور الحصين في التجوال المكاني قد تم التحقق منه جيداً. غير أن مشاركته في السلوك الاجتماعي عموماً والتمييز الاجتماعي على وجه الخصوص ظل حتى الآن غير مفهوم.
وتشير أحدث النتائج إلى أن الحصين يلعب دوراً في تمييز الذكريات الاجتماعية عند تمكينه من الكيميائي العصبي الأوكسيتوسين المعروف بالدور الذي يلعبه في الترابط والشفقة والمتعة الجنسية.
على وجه التحديد، كشفت تجارب الفريق أن حوسبة المثيرات الاجتماعية تحدث في دائرة التلفيف المسنن CA3 (DG-CA3)، وهي وحدة فرعية من الحصين يعتقد أنها تلعب دوراً كمبوبة ( كمصنفة cataloguer) رئيسية، مسؤولة عن أرشفة ذكريات مماثلة في "ملفات folders" مميزة ، "ضامنة ان الملف الصحيح هو الذي يُسترد عند الحاجة.
وتشير النتائج إلى أن الأوكسيتوسين عامل حفاز حاسم يغير الوضع الوظيفي للدائرة. وفي غياب الأوكسيتوسين، تنظم الدائرة التعرف على الأجسام.
تقول تارا رام، وهي طالبة دراسات عليا في علوم الأعصاب بجامعة هارفارد: "تشير نتائجنا إلى أن الأوكسيتوسين يغتصب هذه الدائرة العصبية الموجودة مسبقاً داخل الحصين التي تنظم عادة التمايز بين الذكريات المتشابهة". "في وجود الأوكسيتوسين، الدائرة تفترض دوراً إضافياً كمنظم لتمييز الاجتماعي".
وأضاف الباحثون أن مثل هذا "الإختيار" يوضح كفاءة التطور evolution.
وقال الباحث الأعلى عمار ساهاي، وهو أستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد، في مركز الطب التجديدي، وقسم الطب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام: "الطبيعة مقتصدة ، إنها ضنينة". "لا تحب أن تبتكر مكونات مختلفة لعمليات مختلفة. انها تعيد استخدام تلك المكونات الموجودة. "
ويمكن أن يساعد استنتاجات فريق كلية الطب بجامعة هارفارد في تفسير لماذا يمكن أن يؤدي الاضطراب في النشاط الحصيني إلى أنواع من الشذوذ في السلوكيات الاجتماعية التي تظهر في مجموعة متنوعة من حالات النمو العصبي neurodevelopmental والنفسية والعصبية، وأبرزها اضطرابات طيف التوحد.
الحوسبة العصبية الأساسية التي تميز بين المثيرات المتشابهة ولكنها مختلفة من بعضها البعض حاسمة في حتى أكثر الأنشطة اليومية ابتذالاً. ويشير البحث السابق الذي نشره فريق ساهاي إلى أن هذا الغربلة العصبية تكمن في القدرة على التمييز بين المثيرات غير الخطرة والمهددة في محيطنا. عندما يكون هذه الحسابات العصبية خاطئة -كما يفعل في الناس المصابين بإضطراب ما بعد الصدمة PTSD، على سبيل المثال، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تصور تهديد غير موجود. على سبيل المثال، يقول ساهاي، الجندي الذي عاد إلى البيت من القتال يقود سيارته إلى مقهى. وهو يرى شيئا على الطريق يشبه جهاز تفجير يدوي الصنع.
وقال ساهاى "ان المشهد يثير ذاكرة سابقة". " الجندي السليم سيتجاهل هذا الجسم ، ولكن شخص مصاب بإضطراب ما بعد الصدمة سيعيد الذاكرة الأولية الكاملة بسبب ضعف التمييز بين المثيرات المتشابهة. هذا الشخص سوف يتصور ذلك الجسم غير الخطير على انه تهديد. انه نوع من التعميم المفرط للخوف ".
إبلاغ معلومات سرية
في هذه الدراسة، استهدف العلماء منطقة في الحصين تُعرف باسم التلفيف المسنّن dentate gyrus، والذي يتلقى مدخلات من البيئة الخارجية وينقلها إلى مجموعة من الخلايا العصبية معروفة باسم CA3، وهي أساساً قناة للمعلومات المعالجة في التلفيف المسنن.
وقد اشار البحث السابق من قبل ساهاي وآخرون الى ان للسقالة العصبية DG-CA3 دوراً في تمييز الذكريات المتشابهة عن بعضها البعض، ولا سيما تلك المتعلقة بالفضاء والمكان:
النتيجة، كما يقول ساهاي، يظهر أنه على الرغم من أن الدائرة DG-CA3 تنظم التعرف على الأجسام، عندما يكون مغمورا بالأوكسيتوسين، فإنه ينظم أيضا الإدراك الاجتماعي.
المرحّل العصبي
في حين يقوم الحصين بفهرسة ذكريات جديدة، يُوجهه السلوك الاجتماعي من قبل مناطق دماغ أخرى. لذلك، أصبح سؤال الباحثين التالي: بعد ان يتم إجراء الحوسبات الاجتماعية في الدارة DG-CA3، فكيف يتم نقلها من الحصين لتوجيه السلوك؟
للإجابة على هذا السؤال، استخدم الباحثون تقنية تعرف باسم علم البصريات الوراثي optogenetics، ( للمزيد عن هذا العلم من خارج النص يرجى زيارة https://ar.m.wikipedia.org/wiki/علم_البصريات_الوراثي) والتي تنطوي على تعديل جيني للخلايا العصبية لجعلها حساسة للضوء.
كشفت النتائج عن طريق عصبي سريع Highway يبدأ في الدائرة DG-CA3. ومن هناك تنتقل الإشارات الاجتماعية إلى الجزء الخلفي من الحصين، الذي بدوره يرسل البيانات خارج الحصين إلى منطقة في الدماغ الأمامي تسمى النواة المتكئة nucleus accumbens والتي تعرف بأنها تتحكم بمجموعة من السلوكيات الاجتماعية وتلعب دورا في السعي وراء المكافأة والنفور والإدمان والمتعة.
المصدر:
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق