١٦ ديسمبر ٢٠١٧
المترجم : ابو طه / عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم ٨٤ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: ابحاث الإبداع
December 16, 2017
في محاضرة تيدكس TEDxTucson ، اسقط الدكتور جورج لاند قنبلة عندما قال للجمهور عن النتيجة المروعة لاختبار الإبداع الذي طُور لناسا ولكنه أُستخدم لاحقاً لاختبار أطفال المدارس (انظر الفيديو الكامل أدناه).
بعدها اتصلت ناسا بالدكتور جورج لاند وبيت جرمان لتطوير اختبار متخصص للغاية من شأنه أن يعطيها الوسائل اللازمة لقياس الإمكانيات الإبداعية لعلماء ومهندسي الصواريخ في ناسا. وقد تبين أن الاختبار كان ناجحاً جداً لأغراض ناسا، ولكن العلماء تُرِكوا مع بعض الأسئلة: من أين يأتي الإبداع؟ هل بعض الناس ولدوا به أم تعلموه؟ أم أنه يأتي من تجاربنا؟
ثم أعطى العلماء الاختبار ل ١٦٠٠ طفل تتراوح أعمارهم بين ٤ و ٥ سنوات. وما وجدوه كان صدمة لهم.
الاختبار يركز على القدرة على التوصل إلى أفكار جديدة ومختلفة ومبتكرة للمشاكل. ما هي نسبة هؤلاء الأطفال المئوية الذين تعتقد أنهم يقعوا في فئة موهوبي الخيال؟
[الجواب]: ٩٨ في المائة !
اصبحت أكثر إثارة للاهتمام
ولكن هذه ليست القصة الحقيقية. العلماء كانوا مندهشين لدرجة أنهم قرروا تحويلها دراسة طولية واختبروا الأطفال مرة أخرى بعد خمس سنوات عندما كانوا في سن العاشرة.
النتائج؟ فقط ٣٠ في المائة من الأطفال الآن وقعوا في فئة موهوبي الخيال ( التخيل).
عندما تم اختبار الأطفال في عمر ١٥ عاماً انخفض الرقم إلى ١٢ في المئة!
ماذا عنا البالغين؟ كم منا ما زال على اتصال مع موهبتها الإبداعية بعد سنوات من التعليم؟
للأسف، ٢ في المئة فقط.
وبالنسبة لأولئك الذين يشككون في اتساق هذه النتائج - أو يعتقدون أنها قد تكون حالات معزولة - فقد تم تكرار هذه النتائج في الواقع أكثر من مليون مرة، كما أفاد كاڤن ناسيمينتو الذي نبهتني ورقته التي نشرها إلى هذه الدراسة المدهشة وتأثيرها الصادم: أن الأسلوب المدرسي وتعليمنا هما اللذان سلبا منا مواهبنا الإبداعية.
"ليس من الصعب جداً الاستدلال على ذلك. المدرسة، كما نسميها بصراحة، هي المؤسسة التي وُضعت من الناحية التاريخية لخدمةرغبات ذوي النفوذ في نهاية المطاف وليس لعامة الناس.
ماذا الان؟ هل يمكننا أن نستعيد إبداعنا؟
لاند يقول لدينا القدرة على أن نكون في ال ٩٨ % لو أردنا. ومما وجدوا من الدراسات على الأطفال وكيف تعمل الأدمغة، هناك نوعان من التفكير يجريان في الدماغ. كلاهما يستخدم أجزاء مختلفة من الدماغ وهذا نوع مختلف تماماً من البراديغم ( نموذج) بمعنى كيف نقوم بتشكيل شيئ ما في أذهاننا.
أحدهما يسمى التفكير التباعدي - ذلك هو الخيال ( التخيل)، ويستخدم لتوليد إمكانات جديدة. والآخر يسمى التفكير التقاربي - وهذا عندما تصدر حكماً او تتخذ قراراً ، أو تختبر شيئاً، او تنتقد، أو تقيم شيئاً .
لذا فإن التفكير التباعدي یعمل كمسرٌع والتفکیر التقاربي يكبح أفضل مجھودنا.
وقال لاند: "وجدنا أن ما يحدث لهؤلاء الأطفال، ونحن ندرسهم أننا نعلمهم أن يقوموا بكلا النوعين من التفكير في نفس الوقت ".
عندما يطلب منك شخص ما ان تأتي بأفكار جديدة، وكما تأتي بها ما تتعلمه في المدرسة في الغالب هو أن تسمع وترى فوراً الكلام التالي : "حاولنا ذلك من قبل"، "هذه فكرة سخيفة "، "لن تعمل" وهكذا دواليك.
هذه هي المشكلة وهذا ما يجب أن نتوقف عن عمله :
يقول لاند: "عندما ننظر فعلاً داخل الدماغ نجد أن الخلايا العصبية تتصارع مع بعضها البعض وتقلل من قوة الدماغ، لأننا نقيم وننتقد ونقوم بالرقابة ( نمارس مقص الرقيب) باستمرار".
"لو عملنا تحت الخوف فنحن نستخدم جزءًا أصغر من الدماغ، ولكن عندما نستخدم التفكير الإبداعي، يتقد الدماغ ".
ما هو الحل؟
نحن بحاجة إلى أن نجد الشخص ذا الخمس سنوات من العمر مرة أخرى [في انفسنا]. تلك القدرة التي نملكها ونحن في الخامسة من العمر ، أبداً لن تغيب.
"هذا شيء تمارسه كل يوم عندما تحلم" لاند يذكرنا.
كيف نعثر على ذلك الشخص ذي الخمس سنوات من العمر؟
لاند يتحدانا كلنا جميعا: غدا، خذ شوكة طاولة، وتلبس بطفل عمر خمس سنوات وآتي ب ٢٥ أو ٣٠ فكرة لكيف تقوم بتحسين شوكة الطاولة.
YouTube
http://www.youtube.com/watch?v=ZfKMq-rYtnc#action=share
المصدر:
https://ideapod.com/born-creative-geniuses-education-system-dumbs-us-according-nasa-scientists/?utm_content=buffer46ada&utm_medium=social&utm_source=facebook.com&utm_campaign=buffer
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق