الاثنين، 23 أبريل 2018

مشاعرنا قد تؤثر فيما نراه




١١ ابريل ٢٠١٨


 المترجم : أبو طه / عدنان أحمد الحاجي


المقالة رقم ١٤٧ لسنة ٢٠١٨

التصنيف : ابحاث السلوك 




April 11, 2018

قد تؤثر حالتنا العاطفية في لحظة معينة فيما نراه، وفقًا للنتائج(1) المنشورة في مجلة العلوم النفسية Psychological Science، التي تصدرها جمعية  العلوم  النفسية. في تجربتين، وجد باحثون أن المشاركين رأوا وجهًا محايدًا ]الوجه المحايد هو الوجه الذي لا تلاحظ عليه المشاعر] مبتسمًا أكثر مقترنًا بصورة إيجابية غير مرئية.

يثبت البحث أن البشر مدركون حسيًا  فعّالون، كما تقول باحثة علم النفس  إريكا سيغل Erika Siegel  من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو  وشركاؤها في تأليف الورقة.

"نحن لا نحس بالمعلومات بشكل غير فاعل (خامل) في العالم ومن ثم نتفاعل معها - فنحن نبني تصورات لمشاعرنا عن ما حولنا كمهندسين معماريين. يشرح الباحثون أن مشاعرنا الوجدانية هي عامل حاسم لمشاعرنا التي نوجدها. "وهذا يعني أننا لا نعرف عن المحيط من خلال حواسنا الخارجية [الحواس الخمس المعروفة] فقط - بل نرى المحيط بشكل مختلف عندما نشعر بالرضا أو بعدم الرضا (بالسخط)."

في دراسات سابقة، وجدت سيغل وزملاؤها أن التأثير في حالات الناس العاطفية خارج احساسهم قد أزاحت  انطباعاتهم الأولى عن الوجوه المحايدة ، مما جعل الوجوه تبدو لطيفة  وجديرة بالثقة ومؤتمنة. في هذا البحث ، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان تغيير الحالة العاطفية للأشخاص خارج نطاق الوعي قد يغير في واقع كيف  يروا الوجوه المحايدة.

باستخدام تقنية تسمى كبت الوميض المستمر   continuous flash suppression، تمكن الباحثون من تعريض المشاركين لمحفزات دون علمهم بذلك. في إحدى التجربتين ، عرضت على  43 مشاركًا سلسلة من صور وامضة، والتي تناوبت بين صورة غير ضبابية (غير واضحة)   ووجه محايد، عرضت على العين السائدة (المهيمنة، المستخدمة بشكل أكثر من العين الأخرى). في نفس الوقت،  قدمت صورة منخفضة التباين لوجه مبتسم أو متجهم أو محايد إلى عين غير سائدة (غير مهيمنة) - وعادةً ما يتم تثبيط هذه الصورة من خلال المحفز  المقدم للعين المهيمنة والمشاركين لن يشعروا بها  بشكل واعٍ.

في نهاية كل تجربة، ظهرت مجموعة مكونة من خمسة وجوه واختار المشاركون أفضل وجه يطابق الوجه الذي رأوه أثناء التجربة.

الوجه الذي عرض على العين المهيمنة للمشاركين كان دائمًا محايدًا. لكنهم اختاروا الوجوه التي كانت تبتسم أكثر على أنها مطابقة بشكل  أفضل  لو كانت الصورة المعروضة خارج ادراكهم الحسي تظهر شخصًا يبتسم في مقابل ما إذا كان محايداً أو متجهماً

في تجربة ثانية، ضمن الباحثون مقياسًا موضوعيًا للوعي، مطالبين المشاركين بتخمين اتجاه الوجه المثبط. أولئك الذين خمنوا الإتجاه بشكل أفضل من مستويات فرصة (احتمالية) الحصول على النتيجة الصحيحة أفضل من فرصة الحصول عليها لو كان التخمين عشوائيًا [المترجم: يعرف بـ performing above chance level] لم يُضموا في التحليلات اللاحقة. مرة أخرى، أفادت النتائج إلى أن الوجوه الإيجابية غير المرئية غيرت منظور المشاركين للوجه المحايد المرئي.

وبالنظر إلى أن الدراسات غالباً ما تظهر مثيرات سلبية [أشياء منفرة أو لها عواقب سيئة، مثلًا، سلوك ملامسة الطفل لمصدر حار ويحس بألم، فالأم يصبح مثيرًا منفرًا أو مثيرًا سلبيًا(2)] أن لها تأثيراً أقوى في السلوك واتخاذ القرار، فإن التأثير القوي للوجوه الإيجابية في هذا البحث مثير للاهتمام ومجالاً مثيراً للاستكشاف في المستقبل ، كما يشير الباحثون.

وتضيف سيغل وزملاؤها أن نتائجهم يمكن أن تكون لها آثار عامة في العالم الحقيقي تمتد من التفاعلات الاجتماعية اليومية إلى مواقف ذات عواقب أشد قسوة، مثلاً،  عندما يتوجب على القضاة أو أعضاء هيئة المحلفين تقييم ما إذا كان المدعى عليه نادمًا.

في نهاية المطاف ، توفر هذه التجارب قرينة إضافية على أن ما نراه ليس انعكاسًا مباشرًا للعالم الحقيقي بل تمثيلًا على المستوى الفكري(3) للعالم المتشرب بمشاعرنا العاطفية.

مصادر من داخل وخارج النص



3- "التمثيل  العقلي (أو التمثيل المعرفي) ، في فلسفة العقل وعلم النفس المعرفي وعلم الأعصاب  والعلوم المعرفية ، هو رمز إدراكي داخلي افتراضي يعكس الواقع الخارجي ، وبعبارة أخري التمثيل على مستوى العقلي هو التصور الذهني للأشياء التي ليست حاضرة بالفعل للحواس.  في الفلسفة المعاصرة، وتحديدًا في مجالات الميتافيزيقا مثل فلسفة العقل والأنطولوجيا ، يمثل التمثيل  العقلي إحدى الطرق السائدة لشرح ووصف طبيعة الأفكار والمفاهيم." :رجمناه من نص ورد في هذا  المصدر على هذا العنوان: 


المصدر الرئيس :

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق