٢٥ أبريل ٢٠١٨
جامعة اكسفورد
المترجم ؛ أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم ١٨٩ لسنة ٢٠١٨
التصنيف: أبحاث السلوك
Can microbes manipulate our minds?
April 25, 2018
اقترح باحثون في جامعة أكسفورد إطارًا تطوريًا لفهم سبب تأثير الميكروبات التي تستوطن الأمعاء في الدماغ والسلوك ، نُشرت الدراسة(1) في مجلة Nature Reviews Microbiology.
قيّمت كاترينا جونسون Katerina Johnson (من قسم علم النفس التجريبي) و كيڤن فوستر Kevin Foster (من قسم علم الحيوان) البيانات المستقاة من دراسات أجريت على محور الدماغ الأمعاء لمعرفة كيف يظهر "الشعور الغريزي gut feeling".
وقد بينت الأبحاث أن بكتيريا الأمعاء (خاصة الأنواع التي تنتمي إلى الجراثيم من فصيلة المُلَبِّنات(2) lactobacillus والجراثيم مِنْ فَصيلَةِ الشُّعِّيَّات(3) bifidobacterium) يمكن أن تؤثر في السلوك الاجتماعي والقلق والتوتر والسلوك الشبيه بالاكتئاب. [المترجم: السلوك الاجتماعي هي التفاعلات التي تحدث بين أفراد النوع الواحد. إذ يمكن أن تكون عدوانية أو المعاملة بالمثل ،أم تعاونية أو إيثارية أو تربوية(4)]. تشرح كاترينا : "نحن نعرف أن هناك العديد من الآليات الممكنة، بما في ذلك التواصل عبر العصب المبهم (العصب الرئيس الذي يربط بين الأمعاء والدماغ) ، وجهاز المناعة والتغيرات الهرمونية ، وكذلك إنتاج الميكروبات المعوية للمواد الكيميائية المؤثرة في الجهاز العصبي. ولكن لماذا نتوقع أن تؤثر بكتيريا الأمعاء في السلوك على الإطلاق؟ » في ورقتهما(1)، أخذت جونسون وفوستر في الاعتبار الضغوط التطورية(6) التي ربما أدت إلى" الشعور الغريزي gut feeling".
إحدى النظريات التي اكتسبت زخمًا هي أن ميكروبات الأمعاء تؤثر بفعالية في سلوكنا لمصلحتها الخاصة. على سبيل المثال، قد تغير بكتيريا الأمعاء سلوكنا بطرق تجعلنا إجتماعيين أكثر لزيادة امكانية انتقالها إلى مضيفين جدد. في الواقع، فمن المثير للاهتمام أن العديد من أنواع بكتيريا الأمعاء يمكن أن تنتج مواد كيميائية من بنيوية مماثلة للناقلات العصبية التي في دماغنا (أو سلائفها precursors). ومع ذلك، في ضوء نظرية النشوء والارتقاء، فقد اقترح الباحثان هذا السيناريو، فكرة أن ميكروباتنا تؤثر في أدمغتنا، هي غير محتملة جدا نظرًا للتنوع الهائل للأنواع والسلالات الجرثومية التي تعيش في الأمعاء.
وأوضح البروفيسور فوستر: "أي تكلفة في الطاقة الإضافية المستثمرة من قبل البكتيريا لإنتاج مادة كيميائية تؤثر في الجهاز العصبي neuroactive للتأثير في سلوك المضيف سيجعلها عرضة لأن تزاحمها الميكروبات الأخرى ولا تجعلها تقوم بهذا الاستثمار الإضافي. ونادرًا ما تكون الظروف المؤاتية للتغيير محققة من قبل النظام البيئي لميكروبيوم الثدييات المتنوع جينياً.
علقت كاترينا قائلة: "بدلاً من اعتبار الميكروبات المتعايشة معنا كدمىً متحركةً تؤثر في سلوكنا، فإننا نقترح بدلاً من ذلك أن التأثيرات السلوكية للميكروبات في الأمعاء ناتجة على الأرجح عن تأثير الانتقاء الطبيعي في الميكروبات لتنمو وتتنافس (تتزاحم) في الأمعاء، وتأثير الانتقاء الطبيعي في المضيف ليعتمد على الميكروبات. ويؤدي النمو الميكروبي إلى نشوء مستقلبات، كالأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي من المعروف أنها تؤثر في وظائف الدماغ ، كما يمكن أن تتفاعل استقلابات الميكروبات مع استجاباتنا المناعية.
"بالإضافة إلى ذلك ، قد تتكيف فسيلوجيتنا للاستفادة من الميكروبات المتعايشة معنا. على غرار "الفرضية الصحية(6)"، التي تفترض أن غياب الميكروبات يعيق تطور جهاز المناعة، ولذا نرى أننا ربما تطورنا لنعتمد على ميكروباتنا حتى يقوم الدماغ بوظائفه الطبيعية ، بحيث يمكن أن يكون للتغير في ميكروبات الأمعاء تأثير في السلوك ".
تشير جونسون وفوستر إلى أن معرفة تطور التواصل بين الأمعاء و الدماغ قد يساعدنا على هندسة هذا النظام البيئي الميكروبي microbial ecosystem المتوقع منه فوائد للصحة العقلية والصحة العامة.
مصادر من داخل خارج النص
المصدر الرئيس
للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق