الثلاثاء، 8 مايو 2018

ادمغتنا تعالج تلقائياً الأراء التي نتفق معها وكأنها حقائق




18 مايو  ٢٠١٨

المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي 


المقالة رقم ١٦٧ لسنة ٢٠١٨


التصنيف : أبحاث السلوك 




Our brains rapidly and automatically process opinions we agree with as if they are facts


April 20, 2018


خلاصة:تكشف دراسة جديدة أننا نعالج الأراء التي نتفق معها كحقائق بسرعة حتى ولو كان الرأي غير  واقعي    

في عالم  تجاوز  الحقائق  الى حقائق بديلة (1)  هناك اهتمام مفهومي في علم النفس وراء السبب الذي يجعل الناس متمسكين بوجه عام بآرائهم ولماذا يصعب تغييرها.

نحن بالفعل نعرف الكثير عن العمليات الذهنية المقصودة (المتعمدة) التي يمارسها الناس للحفاظ على  نظرتهم الى المحيط، من البحث عن أدلة تأكيدية (" الانحياز التأكيدي (2)") إلى الشك في  الأساليب المستخدمة في حشد الأدلة المتناقضة (عذر العجز العلمي - وهو عدم قدرة العلم على معالجة المشكلة المطروحة(3)).

حالياً  فريق بقيادة آنات ماريل Anat Maril من جامعة بن غوريون في النقب نشر في مجلة علم النفس الاجتماعي والشخصية خصية(4) Social Psychological and Personality Science  أنهم وجدوا قرينة على العمليات الذهنية السريعة وألا إرادية (العفوية)  التي تقع عندما نصادف آراءًا نتفق معها، على غرار العمليات السابقة التي وصفت كيف نستجيب  للحقائق الأساسية.

وكتب الباحثون أن "إبداءهم لمثل هذا القبول المتسرع وغير المحسوب للاراء قد يساعد في تفسير قدرة الناس الملحوظة على البقاء متشبثين بقناعاتهم".

خلفية هذا الأمر تنطوي على شيء ربما سمعت عنه ، وهو تأثير ستروب(5) Stroop Effect - مدى  بطئنا  في تسمية اللون الذي كتبت به الكلمة عندما لا يتطابق معنى الكلمة مع اللون التي كتبت به، مثلًا،  لون مفردة: "أحمر"  المكتوبة بالحبر الأزرق. يحدث تأثير ستروب Stroop لأن أدمغتنا تعالج بسرعة وبشكل لا إرادي معنى اللون للكلمة ، والذي  يتداخل مع معالجتنا للون الحبر.

وفي فترة سابقة، أثبت علماء النفس وجود ظاهرة مشابهة للحقائق (أطلقوا عليها اسم تأثير ستروب المعرفي "epistemic Stroop effect") - نحن أسرع في التحقق من صحة  التدقيق الإملائي لعبارات واقعية  وليس غير واقعية، مما يشير إلى أن إدراكنا  السريع للدقة الواقعية  تتفاعل  مع تقييمنا للتدقيق الإملائي (على الرغم من أن الدقة الواقعية للجمل ليس لها  علاقة  بمهمة التدقيق الإملائي).

الآن ، في أربع دراسات ، وجدت ماريل وفريقها البحثي أن شيئًا مشابهًا يحدث للآراء. قام الفريق بتأليف 88 جملة رأي، مكتوبة بالعبرية، في السياسة والأذواق الشخصية والقضايا الاجتماعية، مثل عبارة: "الإنترنت جعلت الناس أكثر عزلة" أو "الإنترنت تجعل الناس اجتماعيين أكثر ". قدموا نسخاً لعشرات من هذه العبارات كانت مكتوبة بشكل صحيج نحويًا أو بشكل غير صحيح  نحويًا  الى مشاركين (على سبيل المثال، الجنس في هذه الجمل أو المفرد / الجمع  المستخدم فيها كان غير صحيح) وكانت مهمة المشاركين هي الإشارة في أسرع وقت ممكن ما إذا كانت  هذه الجمل مكتوبة بشكل نحوي صحيح. في وقت لاحق، تم عرض جميع الجمل  مرة أخرى على المشاركين وطلب منهم  توضيح ما إذا كانوا متفقين معهم.

وكانت النتيجة الرئيسة هي أن المشاركين كانوا أسرع في التعرف على الجمل  على أنها صحيحة نحويًا عندما وافقوا على الرأي المُعبر عنه في الجملة ، بالمقارنة مع إذا ما اختلفوا معه (لم يكن هناك اختلاف في الوقت الذي استغرقوه في التعرف  على الجمل  غير مطابقة للقواعد النحوية باعتبارها غير مطابقة للقواعد النحوية). كان هذا هو الحال على الرغم من أن اتفاقهم مع الرأي المعبر عنه في الجمل كان غير ذي صلة بالمهمة النحوية التي كانت مطروحة. وقال الباحثون "إن النتائج تثبت أن الاتفاق مع رأي صريح يمكن أن يكون له تأثير سريع ولا إرادي على معالجته المعرفية" ، وهو ما يشبه "تأثير ستروب المعرفي " المراعي  للحقائق.

في دراستهم النهائية ، وضع  الباحثون تباينًا  للمهمة التي تطلب من المشاركين تحديد ما إذا كانت الجمل (مثل "الكزبرة لذيذة" أو "الكزبرة مثيرة للاشمئزاز") تشير إلى شيء إيجابي أو سلبي. بالنسبة للجمل التي وافقوا عليها ، كان المشاركون أسرع في الإجابة بـ "نعم" ، سواء أكانوا يفترضون   الجملة على أنها  إيجابية أم أنهم يفترضونها على أنها سلبية. قال الباحثون إن هذا يؤكد أن لدينا تحيزًا معرفيًا سريعًا لا إراديًا للإجابة بالإيجاب على الأسئلة الدلالية حول جمل الرأي التي نتفق معها (مع استبعاد تأثيرات الطلاقة أو عدم الإلمام التي ربما تكون قد أربكت نتائج تقييم  النحو  للجمل في الدراسات السابقة).

يقول الباحثون: "تشير النتائج الحالية إلى أنه على الرغم من فهم الراشدين للمفهوم الذاتي (غير الموضوعي) ، فإنهم قد يتفاعلون مع الجمل  غير المتوافقة مع الآراء وكأنها غير صحيحة من الناحية الواقعية"، مضيفين: "إن التمييز بين الحقائق الواقعية والآراء التي يعتقد أنها  حقيقة". هو محوري للخطاب العقلاني. ومع ذلك ، قد يبدو هذا التمييز غامضًا إلى حد ما في علم النفس البشري ".

وبشكل عام ، قال الباحثون  إن نموذجهم قدم "إضافة إلى مجموعة أدوات علماء النفس الاجتماعي" التي يمكن استخدامها كطريقة جديدة لاستكشاف الآراء المعتقد بها  ضمنيًا (توفير بديل لاختبار التداعيات  الضمنية(5)، على سبيل المثال). يمكن أيضًا إجراء بحث إضافي لاستكشاف ما إذا كان التأثير الموصوف هنا خاضعًا لسيطرة عوامل كالإجهاد (التوتر النفسي) أو ضغط الأقران(7) أو الخصائص الفردية كالميول السياسية للمرء.


مصادر  من داخل وخارج النص 








المصدر الرئيس 

للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق