الأحد، 30 سبتمبر 2018

في الإكتئاب منطقة الدماغ للتحكم في الإجهاد أكبر من المعتاد



٢٠ سبتمبر ٢٠١٨

المترجم: أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي 

المقالة رقم ٣١٤ لسنة ٢٠١٨

التصنيف: أبحاث الدماغ


September 20, 2018


على الرغم من أن الاكتئاب هو أحد الاضطرابات النفسية الرائدة في ألمانيا ، إلا أن سببه غير واضح. وجدت دراسة حديثة في معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية و الدماغية (MPI CBS) في لايبزيغ بألمانيا ، و قسم الطب النفسي والعلاج النفسي في العيادة الجامعية في لايبزيغ أن المصابين بإضطراب الاكتئاب لديهم الوطاء (ما تحت المهاد) أكبر مقارنة مع نظرائهم الأصحاء. هذا يمكن أن يفسر لماذا يٌظهر العديد من الذين يعانون من الإكتئاب  زيادة في مستويات هرمون التوتر  الكورتيزول وغالبا ما يعانون من فترات توتر.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، يعاني ٣٢٢ مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الاكتئاب في عام ٢٠١٥ ، أي 4،4 بالمائة من سكان العالم. في البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا الاضطراب المنتشر ، توصل الباحثون إلى أنه يمكن أن ينشأ من القابلية مضافاً الى عوامل الإجهاد البيئي للفرد

منظر  تحت المهاد الأيسر ، في وسط الدماغ ، كما هو مبين  من الصدغ  الأيسر . هذا يدل على أنه في  المتأثرين بإضطراب الاكتئاب ، تكون بعض مناطق الوطاء أكبر (كما هو موضح باللون الأحمر) مقارنة بنظيرائهما الأصحاء ، حيث يكون بعضها أصغر (كما هو موضح باللون الأصفر). المصدر : Acta Psychiatrica Scandinavica





حتى الآن ، من المعروف أن الأشخاص الأكثر قابلية للاكتئاب يظهرون سوء انتظام (ديسريغولاتيون dysregulation - تعريف ترجمناه من خارج النص: اختلال في آلية التنظيم الفسيولوجي كالتي تتحكم في الآيض أو الاستجابة المناعية أو وظيفة العضو - وقد يؤدي الى اضطراب عاطفي)   في نظام الإستجابة للإجهاد الداخلي ، والمعروف باسم المحور الوطائي - النخامي - الكظري (محور HPA) ، والذي يثار عادة عندما نواجه وضعا مجهدا. تزيد هذه الاستجابة من كمية الكورتيزول ، مما يزود الجسم بمزيد من الطاقة عند مواجهة تهديد أو تحد محتمل. وبمجرد أن ينتهي الوضع الصعب ،  العديد من آليات التحكم في محور HPA عادة  ما تؤكد عودة النظام إلى الحالة المتوازنة.

في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب أو الذين هم أكثر قابلية ، هذا ليس هو الحال. وإنما ،  خلل في وظيفة آلية التغذية الاسترجاعية تؤدي  إلى استجابة إجهاد تعمل بكامل طاقتها ، حتى عندما لا يكون هناك أي موقف مجهد  ظاهري. حتى الآن ، ظل السبب الكامن وراء نظام الاستجابة للجهد المفرط في النشاط ودور الوطاء لأن وحدة التحكم الشاملة بقيت غير واضحة.

في دراسة حديثة شارك فيها ٨٤ مشاركًا ، كشف علماء في معهد ماكس بلانك للعلوم المعرفية والعقلية (MPI CBS) في لايبزغ وقسم الطب النفسي والعلاج النفسي في العيادة الجامعية في لايبزيغ أنه في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب عاطفي ، كان آلو طاء (تحت المهاد) الأيسر في المتوسط أكبر بخمسة في المائة  من نظرائهم الأصحاء. "لاحظنا أن منطقة الدماغ هذه متضخمة في الأشخاص المصابين بالاكتئاب وكذلك في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب ، وهما نوعان من الاضطرابات العاطفية affective disorders”" ، كما تقول ستيفاني شندلر ، وهي طالبة دكتوراه في معاهد البحوث المشاركة في الدراسة والمؤلفة الأولى للورقة التي نشرت للتو في المجلة العلمية Acta Psychiatrica Scandinavica. علاوة على ذلك ، في إحدى مجموعات المشاركين الذين يعانون من الاكتئاب ، تم الكشف أيضًا عن أنه كلما كان الاكتئاب أشد  حدة ، كلما كان الوطاء أكبر. الدواء لم يكن له أي تأثير على حجم ما تحت المهاد (الوطاء)

تم اكتشاف هذه العلاقات باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي بقوة  ٧ تسيلا (التيسلا وحدة قياس المجال المغناطيسي)  7-Tesla MRI عالي الدقة. تم قياس شدة الاضطرابات باستخدام استبيانات ومقابلات موحدة.

على الرغم من أن الدراسات أظهرت أن بنية الدماغ هذه أكثر نشاطًا في الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب ، فإنه لا يعرف بعد الدور الذي يلعبه المهاد ذو الحجم الأكبر. " النشاط الأعلى يمكن أن يؤدي إلى تغييرات هيكلية وبالتالي إلى حجم أكبر  للوطاء ، عادة بحجم قطعة السيِنت النقدية الواحدة (السيِنت يساوي واحد في الماىة من الدولار الامريكي )" ، كما يقول ستيفان غيير ، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة ورئيس مجموعة الأبحاث "التحليل التشريحي" لداىرة العقل البشري وغير البشري للرئيسيات في MPI CBS.

المصدر: 
https://www.cbs.mpg.de/presse/depression-hypothalamus


للمواضيع المترجمة السابقة يرجى زيارة المدونة على هذا العنوان؛
 https://adnan-alhajji.blogspot.com/?m=1





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق