المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 82 لسنة 2025
‘Stop Copying Me’: Why Imitating Others Is Good for You, Most of the Time
March 20, 2025
لما كنتِ مشغولةً على مكالمة مرئية عبر تطبيق الزووم لاحظتِ أن من تكلمين في الطرف الآخر تعدل شعر رأسها بأصابعها ولاحظتِ أنك بدأت في محاكاتها في ذلك أيضًا. أو، لو كانت زميلتك تشد قلادتها بيدها لوجدت نفسكِ أنك تقومين بفعل الشيء نفسه.
لو وجدت نفسك تحاكين فعلًا يقوم به شخص آخر، فهذا يرجع إلى شيء يُعرف بـ "النشاط المرآتي (نشاط الخلايا العصبية المرآتية)" في الدماغ البشري (1).
"أحد الأساليب التي نتعرف بها على بعضنا بعض بشكل أفضل هي أننا نبدأ، بغير شعور منا واعٍ في أغلب الأحيان، بمحاكاة بعضنا بعض في تصرفاتنا، حسبما قال جيم كوان Jim Coan، أستاذ علم النفس بجامعة فرجينيا."
اكتشفت "الخلايا العصبية المرآتية (1)" في القردة في عام 1992. بالرغم من أن الباحثين لم يجدوا خلايا عصبية مرآتية مماثلة في البشر، فإن النشاط المرآتي المماثل قائم في القشرة الحركية الدماغية، وهو نشاط مهم.
يبدأ هذا السلوك المرآتي في بواكير حياة الفرد. وقال كوان فقد اكتشف أستاذ علم النفس بجامعة واشنطن أندرو ميلتزوف Andrew Meltzoff في عام 1977 أن بإمكان الرضع بعد أقل من ساعة (42 دقيقة) على ولادتهم محاكاة تعبيرات وجوه الآخرين.
"يبدو أن هذا السلوك جزء من استعدادنا الجيني (الوراثي) لتمكيننا من التصرف كما يتصرف الذين من حولنا،" كما قال كوان. "وبتلك المحاكاة، تستطيع التواصل أو الانضمام إلى مجتمع من مقدمي الرعاية، ومع تقدمك في السن، مع جمعية تعاونية (أو مجموعة متعاونة). وهذا هو المجتمع البشري. وهو عبارة عن ناس آخرون."
يمتد السلوك المرآتي إلى ما هو أبعد من محاكاة الحركات الجسدية إلى حتى محاكاة الكلام.
لا أعرف ما إذا مرت عليك هذه التجربة في السابق، لكن ... حين أسافر إلى إنجلترا، أبدأ أحيانًا تلقائيًا بالتحدث بلهجة الانجليز هناك. هذا التصرف هو عبارة عن مجرد محاولة من للتكيف والتوافق مع أو الانتماء إلى المجتمع الذي نعيش في أوساطه. و"هذا ما يحاول دماغي مساعدتي على الانتماء إلى الجماعة. لكي أفهمهم ويفهموني، " كما أوضح كوان.
الهوية الذاتية (2)
"تشير الدراسات إلى أن الذين ينخرطون في هذا النوع من السلوك المرآتي يستمتعون بوجود بعضهم مع بعض بشكل أكثر ولديهم تواصل سيال (أي تواصل شمولي غير محدد الاتجاه عابر للرتب والمقامات)."
ولكن ينبغي الإشارة إلى أن الناس حساسون جدًا لو تظاهر أحد الأشخاص بأنه واحد من الجماعة.
وقال: "لو شعرت بأن أحد الأشخاص يقلد حركاتك أو كلامك عن قصد، فقد يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى شعورك بالغضب." "تعتبر محاكاة الحركات أو الكلام أسلوب قوي لتكوين علاقات. ولكنها أيضًا تعتبر اسلوبًا قويًا، لو ظُنت أنها محاكاة غير حقيقية ... لتعزيز الخصومة."
وقال كوان إن محاكاة الآخرين لا يقلل من الهوية الذاتية (2)، لسبب بسيط.
وقال "لا يوجد عضو" للذات "في الدماغ". "بل احساس مرحلي قائم لما يمكن أن يفعله الجسم بحسب المتطلبات المفروضةعليه. الذات لا تتكون من تجاربك وخبراتك الشخصية فحسب، بل أيضًا من تجاربك وخبراتك مع الآخرين."
بالرغم من أنك قد تندك في شخصية زوجتك أو والديك أو صديقك، إلّا لا يمكن أن تصبح نفس ذلك الشخص. بعكس الأنواع الاجتماعية الأخرى، مثل النمل والنحل ، فإن البشر مختلفون جينيًا.
وقال كوان عن البشر: "لقد اتضح أن هذا أيضًا مهم بالفعل للنشوء والتطور. وربما يكون السبب في استعمارنا لكوكب الأرض."
ليصبح الإنسان "أقوى مخلوق على الأرض، كما أسماه، يحتاج أن يكون مفرطًا في التعاون، مثل النحل، دون أن تصبح أي منها فائضة عن الحاجة."بمعنى آخر، قال كوان: "كلنا نكمِّل بعضنا بعضًا. فهناك أشياء، أنت تستطيع فعلها لا أتمكن أنا من القيام بها، والعكس بالعكس.
وقال: "إذا أخذت مجموعة أشخاص ... كل منهم يملك مهارة فريدة، ما عليك سوى أن تبحث عن طريقة تجعلهم يتعاونون تعاونًا حماسيًا تجاه هدف واحد مشترك، ولكن لا تكون لدى الكل نفس المهارات بشكل فائض عن حاجة العمل، وبفضل هذا التعاون المثمر والمتعدد المهارات، سيكون الإنسان أقوى مخلوق على الأرض وأكثر فعالية."
مصادر من خارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/خلية_عصبية_مرآتية
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/مفهوم_الذات
المصدر الرئيس
https://news.virginia.edu/content/stop-copying-me-why-imitating-others-good-you-most-time
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق